سعد بن ابي وقاص سعد بن ابي وقاص

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

صفحة الغدر والخيانة( ١٩٩١) تخطيط أمريكي وتنفيذ أيراني (موقف نبض العروبة المجاهدة)





أ. د. كاظم عبد الحسين عباس
أكاديمي عربي من العراق

نقضاً واعتداءً اجرامياً على كل قواعد الاشتباك في الحروب التي أقرتها قوانين دولية , وتنافيا وتقاطعا وخرقا لكل أنواع الاخلاق وسلوك الفرسان وقواعد الاشتباك التي تعتد بها معظم دول العالم وجيوشها وشعوبها , أقدمت الولايات المتحدة الأمريكية على جريمة ابادة في جريمة حرب نكراء وحشية حين قصفت وقتلت ودفنت أحياء الاف من الجنود العراقيين المنسحبين من الكويت بعد توقيع ودخول وقف اطلاق النار حيز التنفيذ. وفي الوقت الذي نفذت فيه جريمتها بغدر لا يضاهيه مثيل لا من بشر ولا من حيوانات متوحشة ولا من حشرات ناقلة للاوبئة وبه أدخلت عوامل ضعف وارباك وتبعثر للقطعات العراقية المنسحبة انسحابا نظاميا و في ذات الوقت أوعزت أميركا الى ايران لتنفذ صفحة غدر أخرى تم التمهيد لها بما نفذته طائرات وصواريخ أميركا على طول الطريق الواصل بين العراق والكويت. حيث صممت صفحة الغدر والخيانة لتكمل ما بدأته أميركا بابادة القطعات والاليات العسكرية العائدة معتقدة بان هذا الغدر الاجرامي الوحشي سيجعل العراق بلا قدرات دفاع أمام القوات التي نقلت أميركا معضمها من ايران الى داخل العراق بهدف احتلال العراق .


بدأت صفحة الغدر والخيانة بدخول فيلق بدر يتزعمه الضابطين الايرانيين محمد باقر الحكيم وعبد العزيز الحكيم بكامل تجهيزاته من مدافع ودبابات واليات وجنود بامرة فيلق القدس الايراني وجهازي المخابرات الايرانية ( اطلاعلات ) والباسيج تزامنا مع القصف الامريكي الذي قتل الاف الجنود ودمر الاف العجلات المحملة بالدبابات والمدفعية للفرق العراقية المنسحبة من الكويت الامر الذي أجبر الكثير من الجنود الناجين باعجوبة على الترجل وقطع المسافة الى داخل العراق سيرا على الاقدام فصاروا أهدافا سهلة للقوات الايرانية المهاجمة باتجاه البصرة .


قامت قوات بدر والمليشيات والقوات الايرانية الساندة لها بأسر المئات من الجنود والضباط العائدين سيرا على الاقدام وحفرت لهم مقابر جماعية ودفنتهم أحياء وهم عزل وليس لديهم سلاح وحتى اذا كان أحدهم يحمل بندقيته الكلاشنكوف فقد كانت بلا عتاد. لقد جهزت أميركا ساحة القتل ليلعب بها الفرس وقردتهم الخاسئين بما يحقق وحشيتهم ودمويتهم المعهودة والفرصة التي قاتلوا العراق من أجل الوصول اليها سنوات طوال .


دخلت القطعات الايرانية البصرة ومنها صعودا الى جميع المحافظات الجنوبية ومحافظات الفرات الاوسط حتى وصلت مدينة صدام في بغداد . كاتب الحروف كان في أحدى محافظات الفرات الاوسط التي لم يكن بها حماية الا من عدد قليل ومحدود من فرق الحماية الذاتية من البعثيين ومن تطوع من المواطنين معهم . معظم تشكيلات الجيش الشعبي أرسلت الى الجنوب واتخذت مواقع دفاعية هناك لاحتمالات غزو أمريكي لأراضي العراق كتطوير لمعارك الكويت وكانت هذه القطعات هي الأخرى قد تعرضت لهجمات الطائرات وبعضها بدأ بالانسحاب راجلا فصارت أيضا أهدافا سهلة للاسلحة الايرانية المتقدمة وكذلك تم أسر الكثير منهم ودفنوا قتلى أو أحياء في مقابر جماعية وبعضهم تركت جثثهم في العراء فتداعى بعض أبناء القبائل فدفنوها بمقابر جماعية .


(( هذه هي قصة القبور الجماعية الحقيقية التي أتهموا بها النظام الوطني بعد أن قبرت صفحة الغدر والخيانة واستخدمت اعلاميا ولازالت في محاولات تبشيع نظامنا الوطني وقيادته وحزبه ))


وسنسرد للقارئ الكريم بنقاط محددة بعض ملامح الغزو الايراني العامة لاحتلال العراق الذي تزامن مع ما يسمى بعاصفة الصحراء وجاء متمما لها وجزء خطة الحرب المجرمة الذي كلفت ايران بأنجازه وهذا ما حصل في كل المدن العراقية التي احتلتها ايران و نغولها :



أولا: يتم اقتحام مراكز الشرطة التي بالكاد يحرسها عدد قليل من الشرطة بسلاح خفيف وعادة ما يتم قتلهم وخاصة اذا كانوا من الضباط ويتم اقتحام الغرف والقاعات المستخدمة كسجون لعتاة المجرمين من القتلة والمدمنين ومرتكبي جرائم الزنا ومنهم مجرمي الزنا بالمحارم . وقد كان للسجناء المطلق سراحهم دور أساسي في مساعدة القطعات الايرانية في حرق المدن التي تم احتلالها ومنهم من صار (قاضيا) في جامع أو مسجد أو حسينية أو مرقد وأصدر أحكام الاعدام على العراقيين المقاومين أو الرافضين لما يجري وتنفيذها حتى صارت تلكم الاماكن المخصصة للعبادة برك دم ومواقع للتعذيب الوحشي .


ثانيا : كان الغوغاء يقتحمون بعد ذلك بنايات المحاكم و دور القضاء و دوائرالتسجيل العقاري ويحرقون سجلات الملكية للمواطنين والهدف هو طمس وثائق الملكية للاراضي والبيوت والمزارع واتاحة الفرصة أمام الغزاة الفرس للسيطرة عليها .


ثالثا: يتم بعدها اقتحام مديريات ودوائر التجنيد ويتم حرق سجلاتها بالكامل وذلك لطمس الوثائق الخاصة بالتجنيد واكمال الخدمة المكلفية وجرائم الهروب من الجيش ليغيبوا هذه الجرائم .


رابعا: أقتحموا جميع دوائر المرور وكذلك أحرقوا الوثائق والسجلات الخاصة بالمركبات بهدف تضييع وثائق الملكية والسيطرة على سيارات المواطنين وخاصة من المدافعين عن البلاد والضباط والبعثيين وخلق بؤر فتن بين عامة الناس.


خامسا : الهجوم على مقرات الفرق والشعب والفروع الحزبية والتي كان فيها حمايات من أعداد قليلة من البعثيين مع أسلحتهم الخفيفة وكميات قليلة من العتاد . وكانت عمليات الهجوم تتم بالدبابات اذا تمكن المقر الذي يجري عليه الهجوم الغادر بالصمود لفترات طويلة . كانت المقرات تحرق والمدافعين عنها يحرقون ويمثل بجثثهم وتشتمل عمليات التمثيل قطع الاعضاء الذكرية للشهداء وقد شاهدنا العديد من هذه الحالات بعيوننا بعد طرد الغزاة . ومن بين وسائل القتل التي أعتمدت للرجال المدافعين عن مقراتهم ببطولة نادرة وصمود أسطوري تقطيعهم بالسيوف عندما كانوا يحاولون الانسحاب من فتحات بجدران مقراتهم بعد حرقها .


سادسا: اقتحام بيوت البعثيين وخاصة القياديين والاعتداء على الموجودين فيها بما في ذلك اغتصاب النساء هذا فضلا عن نهب الممتلكات .


سابعا : اقتحام دوائر الدولة والمصانع والشركات والمخازن ونهب محتوياتها .


شهدت مراقد الامام علي بن ابي طالب في النجف والحسين والعباس في كربلاء عليهم السلام وغيرها من المراقد تواجد القيادات الايرانية ومساعديهم من العراقيين المتفرسين كمقرات وكأماكن لتنفيذ قطع الرؤوس بقرارات يصدرها وينفذها مجرمون محترفون من الساقطين وعتاة المجرمين والفاشلين ومرتكبي جرائم الهروب من الخدمة العسكرية .

وبعد أن بلغ السيل الزبى وطفح الكيل أصدرت القيادة قرار تطهير المدن العراقية فتحركت قطعات من الحرس الجمهوري البطلة وتمكنت من طرد الغزاة في معارك بطولية استمرت قرابة خمسة عشر يوم فقط حررت بها أربعة عشر محافظة بكل مراكزها وأقضيتها ونواحيها وقراها . كان الغوغاء منفذي صفحة الغدر والخيانة ومعهم الفرس يهربون باتجاه الحدود الايرانية والسعودية بعد أن يتركوا وراءهم الموت والدمار والحرائق . وقد أسرت القوات العراقية عشرات الضباط الايرانيين الى جانب جنود فيلق الغدر واعضاء في حزب الدعوة والاحزاب الايرانية الاخرى المنضوية تحت ما يسمى بالمجلس الاسلامي بزعامة أولاد الحكيم الزنيم في تلك المعارك وطبعا قتلت الكثير من الذين سولت لهم أنفسهم التجاسر على أرض العراق وسيادته وحياة أبناءه.


(( ان الذين هربوا الى الاراضي السعودية والى ايران من مجرمي صفحة غزو العراق عام ١٩٩١ هم الذين جلبتهم أميركا عام ٢٠٠٣ وسلطتهم ليسرقوا ثروات العراق ويقتلوا ويعتقلوا ويهجرواأبناءه ويمارسون كل أنواع الفشل والفساد لانهاء العراق كدولة )).


لقد تمت عمليات تحرير المدن واحدة تلو الاخرى مع أقصى درجات الحرص على تأمين حياة وممتلكات المدنين وكان الاهالي يبلغون بقدوم القطعات بواسطة منشورات تلقيها الطائرات السمتية وبمكبرات الصوت ولم تدم عمليات النزوح المرتبة للاهالي لاكثر من أيام فقط عادت الحياة بعدها الى طبيعتها واشتغلت كافة مؤسسات الدولة وخدماتها .


ان صفحة الغدر والخيانة كانت تاريخا أسود بوجه أميركا وحلفاءها من امبرياليين وصهاينة وتأكيد لا جدال فيه وبرهان ثابت على الاطماع الايرانية التي لا تنقطع في احتلال العراق وان ايران كانت جزءا من مخطط العدوان على العراق بكل أولياته ومجرياته ونهاياته .


الا لا قرت عيون الجبناء والله أكبر والنصر لشعبنا العظيم ولامتنا المجيدة .







التعليقات



جميع الحقوق محفوظة

سعد بن ابي وقاص

2018