سعد بن ابي وقاص سعد بن ابي وقاص

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

بقلم م.عادل خلف الله - رجل تحت شمس المبادئ د.سعدون حمادي في ذكرى ميلاده.

في 16 مارس من عام 2007م رحل الإنسان المناضل والمفكر القومي ورجل الدولة الفريد، والعقل المبدع البناء، والقيادي بحزب البعث العربي الاشتراكي، الدكتور سعدون حمادي، بعد مسيرة حافلة بالعطاء في مختلف ضروب الحياة والنضال، فقد أضاف واغنى بمساهماته التجربة النضالية للبعث، والنضال التحرري، فكرا وتنظيما، وتنزيلا عميقا وشفافا للفكر القومي الاشتراكي التحرري، من سماء
الشعارات إلى واقع التجسيد المبدع العملي لها في تجربة الحكم الوطني في عراق تموز/ يوليو بدءا من الإصلاح الزراعي، والتحول الاشتراكي، والتنظيم والتربية الحزبية، إلى التحول الديمقراطي، والتعددية، والدستور العراقي، والعلاقات الخارجية، وعدم الانحياز، والوحدة العربية، على سبيل المثال لا الحصر ،ومضيفا ،بها من جانب آخر، رفوفا في مكتبة الفكر والنضال ، ولقد حوت كل ذلك وصيته التي تفصح عن أصالة معدنة، وعمق ارتباطة بالمبادئ التي آمن بها، وجعل حياته تعبيرا صادقا ودقيقا عنها والتي جاء فيها:

" أوصيكم أن يكون مدفني في مدينة كربلاء في المدفن الخاص بنا بجانب المرحومة والدتكم وبحجم ضريحها وأن يرسم على وجه الضريح خارطة الوطن العربي بحدودها الخارجية وأن يكتب على الضريح بالعربية الواضحة: (أيها المواطنون: عليكم بوطنكم العربي وحدوده في دولة قوية تقدمية فليس غير الوحدة العربية ما يحقق لكم الأمن والنهضة والتقدم، وهي لا بد متحققة بإذن الله وجهادكم)

 وأوصى أيضا، بأن تكون ثروته وقفا للوحدة العربية وللنضال في سبيلها.

وعلى الرغم من أن الراحل الكبير ، من اوائل الحاصلين على درجة الدكتوراة في الاقتصاد الزراعي مطلع الخمسينات من القرن الماضي ، وتسنمه العديد من الوزارات منها الزراعة، النفط، الخارجية، مجلس الوزراء، المجلس الوطني، اضافة الى كونه من الجيل المؤسس للبعث وطنيا وقوميا، إلا أن ما تركه من ورائه من متاع الدنيا الفاني، لم يتجاوز بضعة آلاف من الدولارات، اتضح انها من عوائد مطبوعات مؤلفاته التي اصدرها مركز دراسات الوحدة العربية، الذي أسهم في تأسيسة في بيروت.

حمادي، أنموذج، من مدرسة البعث النضالية، والحركة الوطنية العراقية، الذين أكدوا،بمحبة وعفوية، أن الالتزام قمة الحرية، وأن المثقف هو المناضل، وأن الثقافة هي النضال، حينما يربط الإنسان مصيره بمصير امته وشعبه، كما قالها القائد المؤسس، عليهما رحمة الله وبركاته. واستطاع، مع رفاق دربه، ودون ضجيج أو صخب، وبتواضع منقطع النظير، أن يتساموا فوق مفاسد السلطة ومغرياتها، بل ويجعلوها في خدمة المبادئ والإنسان، ورسالة الأمة ومستقبلها .

رحل حمادي ولم يرحل.

فكونوا حمادي باستحضار مآثره واستلهامها، وعضوا على وصيته بنواجذ نضالكم وجهادكم.فلا نهوض ولا تقدم وتحرير ،بلا نضال موحد،وفي سبيل الوحدة .

التعليقات



جميع الحقوق محفوظة

سعد بن ابي وقاص

2018