سعد بن ابي وقاص سعد بن ابي وقاص

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

بيان من المؤتمر الشعبي العربي بمناسبة الذكرى الخامسة عشرة لغزو واحتلال العراق


في مثل هذا اليوم من عام 2003 وقف التأريخ عاجزاً متحيراً متألماً !! ويسأل نفسه .. هل يمكن أن تُهاجم حاضنة التأريخ بغداد العظيمة ؟ ، بغداد التي احتضنت التأريخ الإنساني برمته ، فهي مَن نقل علوم أرسطو وسقراط وأفلاطون إلى الغرب بعد أن قامت علوم بغداد ودار حكمتها بترجمتها .


لقد جثا التأريخ على ركبتيه متألماً صارخاً .. كفى ألماً وكفى إيغالاً وتدميراً وقتلاً وحرقاً .. كفى وكفى ، فإنها بغداد ، عبق التأريخ ودرة الأمم ً ، إنها مدينة العلوم والآداب والفنون والحب والكرامة .. إنها الحياة بكل معانيها ما لكم تدمرونها ؟!! .

لا يزال التأريخ متوقفاً منذ ذلك اليوم ، حيث توقفت الحياة في هذا البلد الجميل العريق ..عراق المجد .. عراق البطولة والشموخ الذي شهد مرحلة عز ومجد وفخر في ظل نظام وطني يقوده حزب عريق عملاق ...إنه حزب البعث أيها المعتدون الغادرون الذي إستمد عمق الامة العربية وروحها في بناء تجربته العملاقة التي لم تشمل العراق حسب وإنما أقطار الأمة كافة .
فقد إرتبط ذكر العراق في العقل الجمعي العربي بالمحطات الأساسية التي شهدت تحولاً في مسيرة الامة العربية منذ إعلان النظام الايراني الفارسي الصفوي شن الحرب على العراق عام 1980 حيث إرتبطت بنتائجها التي إنتصر فيها العراق على إيران حيث أعلن النظام الايراني وعلى لسان خميني تجرعه السم وهو يوافق صاغراً مجبراً مخذولاً على وقف إطلاق النار بموجب قرار مجلس الأمن الدولي
ولم يرق للقوى الدولية هذا الانتصار التأريخي للعراق فسرعان ما بدأت حرب عام 1991 والتي مهدت لمرحلة جديدة تغيرت فيها موازين القوى في المنطقة ،وبدأت حرب إحتلال العراق بإنطلاق الغزو وشن العدوان في ليلة 19-20 /3 / 2003
والتي أذنت بدخول المنطقة برمتها في مرحلة مفصلية مختلفة أعادت تشكيل وتركيب المنطقة ليس خارجياً حسب وإنما من داخلها وفِي صميم تكوينها الثقافي والاجتماعي والحضاري ،كما شكل نقطة البداية لتأريخ جديد للوطن العربي صاغت مفرداته المقاومة الوطنية العراقية بعد أن عمّت العراق الفوضى والكوارث التي هيأ لها الاحتلال الامريكي الأطلسي الذي أوجد البيئة المناسبة لتدمير العراق شعباً ووطناً ودولة فعمد الى تجويع الشعب وسرقة أمواله وثرواته النفطية والوطنية ،
فقد أجبرت المقاومة الوطنية العراقية ومعها جماهير الشعب المقاوم الاحتلال الامريكي على سحب قواته عام 2011 ,وإستمرت في مقاومة الاحتلال الايراني الصفوي الفارسي التوسعي الذي أجتاح العراق بهدف تدمير العراق وتقسيمه وإلغاء هويته الوطنية والقومية ،والذي بات يهدد الأمة العربية وأمنها القومي من خلال أدواته وأذرعه في سوريا ولبنان واليمن وأقطار الخليج العربي .

يا أبناء أمتنا العربية المجيدة وأحرار العالم جميعا 
إن المؤتمر الشعبي العربي يُذَكّر كافة القوى الحية
في العالم ،رسمية وشعبية على أن "منع العدوان"
هو قاعدة من القواعد الآمرة في القانون الدولي وهو ما يعني معياراً لا يسمح بالانتقاص منه والدول والحكومات ملزّمة بالتمسك به ،ويُذَكّر أيضاً بأن العالم الذي يتمتع فيه المسؤولون الحكوميون بالحصانة من التحقيق القضائي عن جرائم بيّنة أرتكبوها ضد أمم وشعوب إنما هو عالم يسوده الاستبداد ،يسمح بأن يكون هناك من هو فوق القانون ،وهذا بحد ذاته ضد قيم التحضر والإنسانية
وعليه يحث المؤتمر الشعبي العربي في الذكرى الخامسة عشرة لغزو العراق وإحتلاله ويدعو الدول والحكومات والأحزاب والمنظمات والنقابات والهيئات القانونية والدستورية،والشخصيات الفاعلة في مجال القضاء والقانون الدوليين والدبلوماسية عربياً ودولياً على مواصلة السعي لتقديم المسؤولين عن جريمة الحرب العدوانية على العراق الى العدالة الدولية .
وهذه الدعوة تأتي أنتصاراً لمبادىء القانون الدولي . ومن هذا المنطلق يُحمِّل المؤتمر الشعبي العربي المجتمع الدولي مسؤولية توفير العدالة للملايين من ضحايا العدوان والاحتلال الامريكي الصهيوني والايراني الفارسي الصفوي من أبناء الشعب العراقي الذي تعرض لأشرس هجمة بربرية في العصر الحديث .
نقول لك أيها التأريخ المجيد..لا تبتئس ، فأبناء العراق المخلصون المؤمنون الثابتون على مبادىء الأمة وقيّمها التي آمنوا بها، وبثوابت الوطن والأمة ومعهم كل أحرار الأمة وثوارها لقادرين بإذن الله على فك قيود بغداد التأريخ والحضارة وتحريرها من أسرها بالإرادة والعزم والتصميم والصبر والمقاومة والثبات والإيمان بحتمية إنتصار الأمة العربية على أعدائها الأشرار . 

المجد والعز لشهداء المقاومة العراقية الباسلة
الخلود لشهداء المقاومة العربية الأبرار
النصر المبين لأمتنا العربية المجيدة .

         المؤتمر الشعبي العربي
          ٢٠ / مارس / ٢٠١٨

التعليقات



جميع الحقوق محفوظة

سعد بن ابي وقاص

2018