ما كان للدراما التركية ان تدخل بيوتنا وبقوة لولا مسلسل وادي الذئاب الذي تعدُت حلقاته المئات في كل جزء من أجزائه العديدة والمستمرة،انتاجاً وعرضاً،
ولهذا المسلسل يعود الفضل في نشر مصطلح "الدولة العميقة"الذي حرص المؤلف على الدوام،على ترك المشاهدين يجتهدون في تحديد خلفية هذا المصطلح ومن يمثل ومدى ارتباطاته العضوية بالمؤسسات الأمنية والعسكرية القائمة،عبر القادة المتقاعدين وتنامي نفوذهم داخل هذه المؤسسات،
ويبدو ان المؤلف، ومن خلفية مخابراتية محددة ومدروسة مسبقاً،كان دائماً يوحي للمشاهد،ان الدولة العميقة هي صِمَام أمان البلاد الأمني والعسكري،ولولاهالنفذ أعداء الوطن وحققوا مبتغاهم في تهديد الامن الداخلي للدولة،
هذه الدولة التي وضع لبناتها الاساسية كمال اتاتورك بعد إلغائه الخلافة الاسلامية المتمثّلة بالعثمانيين وادخال البلاد في ثورة حقيقية شاملة تناولت كل جوانب الحياة،بما فيهاالعلمنة الشاملة واستبدال الطربوش بالبرنيطةالأوروبية بد ان ألغى الحرف العربي لمصلحة الحرف اللاتيني،وووو،ساعياً الى حماية كل ما أنجز بوسطة مؤسسة الامن والعسكر التي كان لها الباع الأساسي في تغيير الحكومات،وتكريس العسكريتاريا تحت شعار المحافظة على البلاد،حيث كانت هذه العسكريتاريا الممثلة للدولة العميقة ،وما زالت قطب الرحى في مواجهة اي تغيير ستُقدم عليه الأردوغانية التركية،،وقد سطعت اخطر وابرز تجلياتها مؤخراً،في الانقلاب العسكري المنسوب الى تنظيم الكيان الموازي وفتح الدين غولن،
ما تناولناه عن تركيا لناحية مصطلح الدولة العميقة،سوف نجد تجلياً حديثاً له أيضاً،في الدولة المصرية(العميقة)التي أنشأها محمد علي في القرن الثامن عشر،وما زالت معششة داخل المؤسسة الأمنية والعسكرية المصرية، والتي،حققت مؤخراً انتصاراًلم يكن من السهل تحقيقه،لولا التعبئة الشعبية ،وتدخل الجيش،في الإتيان بالسيسي رئيساً لمصر العربية ،كخير ممثل للدولة العميقة المصرية المتمثّلة بالمؤسسة العسكرية،
في مصر ما زال الخطر يهدد الحكم المصري الجديد بتنامي الحركات الاصولية المتطرفة،
وفي تركيا،لا يمكن القول ان اردوغان وفريقه،سينام مرتاح البال بعد اليوم،طالما الدولة العميقة وضعته هدفاً لها،
وفي كلا الحالتين،تركيا ومصر،سوفف تشهدان في الأيام القادمة المزيد من التحديات،محورها الأساس الدولة العميقة في مصر التي سوف تستميت في الحفاظ على وجودها،
وبين الأردوغانية السياسية التركية والدولة العميقة اللتان تعيشان صراع وجود دامِ،لا يعرف غير الله،كيف سينتهي ولمصلحة من،