سعد بن ابي وقاص سعد بن ابي وقاص

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

(موقف نبض العروبة المجاهدة للثقافة والإعلام) في ذكرى بدء العدوان الثلاثيني على العراق عام 1991

                       

كاظم عبد الحسين عباس 

عندما تجتمع 33 دولة بجيوشها واقتصادها وإعلامها بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية لتشن عدواناً (كونياً) على بلد مثل العراق الذي لم يمض على خروجه من حرب شنتها عليه إيران نيابة عن الـ 33 دولة مضاف لها (إسرائيل) أقل من سنتين فليس بوسع المنطق ولا التحليل العلمي المستند إلى الحيادية والحق إلا أن يجزم بأن هذا العدوان ما هو إلا امتداد واستكمال لحرب إيران على العراق التي فشلت في تحقيق أهدافها الأساسية ألا وهي احتلال العراق وإسقاط نظامه الوطني والقومي.


ولأن إيران كانت قوة خامسة في العالم ومدعومة عملياً سراً وعلناً من كل الذين حملوا العداوة والبغضاء  للعراق لأنه تحول إلى أمة عربية واحدة ولأنه صار سياجاً عالياً للأمن القومي العربي ولأنه صار ساحة عربية منتجه مبدعه متحركة بقوة إلى أمام فإن العدوان الكوني عام 1991 استجمع أضعاف أضعاف قوة إيران وارتكز إلى مبررات صاغها من نتائج مؤامرة متداخلة ومحبوكة من غير المنطق ولا الحكمة ولا الإنصاف ولا العدل عزلها عن مجريات عدوان إيران ومشروعها الذي اضطرت لتأجيله والبحث عن مسالك جديدة لتحقيقه منها الانبطاح تحت بطن القطب الأوحد أميركا  (الشيطان الأكبر) واستثمار عداءها العقائدي الماسوني الصهيوني لنظام البعث في العراق وقيادته التاريخية الفذة يتقدمها شهيد الأمة صدام حسين. نعم... لقد كانت مشكلة الكويت محبوكة ومصممه لتكون منطلقاً لاستئناف الحرب على العراق ولكن بقوة أعظم هذه المرة لضمان إنهاكه وتقويض أمن العرب كلهم.

ونحن على يقين نابع من معايشة الأحداث ووعي منطلقاتها ومجرياتها أن الولايات المتحدة الأمريكية كانت ستغزو العراق بالكويت أو بدون الكويت خاصة ونحن ندرك يقيناً أن موضوع الكويت كان سيحل سلمياً وعربياً لو منح الظروف الإيجابية وأخرج من دائرة التصميم المسبق لضرب العراق. 

إن عدوان 1991م على العراق كان رغم عظم القوة الكونية التي أعدت له بمثابة كشاف لفتح الغاز قوة العراق الجسورة وتمهيد الساحة العراقية لإيران لغزوه مجدداً وهذا ما حصل فعلاً حيث جاءت صفحة الغدر والخيانة التي نفذتها إيران وعملاءها مكملة للعدوان الثلاثيني واستطاعت في تلك الظروف العصيبة احتلال معظم محافظات العراق وتدميرها تدميراً كاملاً قبل أن تتحرك قطعات حرس الشعب رجال المهمات الصعبة وتكنس إيران وفيالقها في أقل من 15 يوم فقط. 

لقد برهنت الأحداث والوقائع أن استهداف العراق بحزبه وجيشه ونظامه كان البوابة المطلوب النفاذ منها لاختراق جسد الأمة العربية كاملاً. فبعد احتلال العراق نفذت إيران خططها في السيطرة على عديد الأقطار العربية وصارت الأقطار الباقية تحت المطرقة والوهن يسري في أرجاءها.

واليوم... فإن شعبنا العربي يقف أمام حقيقة ناصعة لا جدال فيها هي أن تحرير العراق هو المنقذ للأمة من هلاك محقق وأن أي رهان آخر هو محض عبث وخوض في الوهم.

التعليقات



جميع الحقوق محفوظة

سعد بن ابي وقاص

2018