الثناء على جيش العراق ليس عملا إنشائيا ينبع من مشاعر وعواطف جياشة بل هو إقرار بوقائع وحقائق تاريخية امتدت على مدار سنوات عمره ووصولا إلى عام 2003 م حيث جرت عليه حرب كونية تزعمتها الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وساهمت بها قرابة 34 من جيوش الدول التي خضعت لإرادة أميركا المجرمة وحينها وبعد أن خاض غمار معركة الحواسم الدفاعية الباسلة من ام قصر الى الرضوانية ومطار صدام الدولي وبعدها فرضت ظروف المعركة أن يغادر رجال العراق النشامى صيغة القتال التقليدية ليتحولوا إلى صيغة قتال مختلفة هي حرب خلايا المقاومة وفقا لما رسمته القيادة التاريخية سلفا فأبلى جيش القادسية الثانية ومازال يبلي بلاءً حسنا كان من نتائجه طرد جيوش الغزو والاحتلال واحدا بعد الآخر وكان الهرب الأمريكي المذل لهم عام 2011 هو التتويج لملحمة المقاومة العراقية البطلة .
إن التحول التاريخي لصيغة القتال لشجعان العراق بقيادة الفارس الشهيد البطل صدام حسين ومن ثم بقيادة شيخ الجهاد والمجاهدين الرفيق الأمين عزة ابراهيم كان مفاجأة العراق للغزاة وللعملاء جرذان الخيانة ممن ساهم ببيع الوطن والشعب وثروات العراق مقابل التمكين من سلطة ذليلة فاسدة فاشلة عميلة محكومة وانتصار باهر ليس فقط على قرار حل الجيش بل وعلى الغزو والاحتلال برمته حيث لم يبصم العراق وشعبه الابي على صكوك الاستسلام و السقوط المهين بمعنى انه الى هذه اللحظة لم يخرج من حرب الحواسم المجيدة .
جيش العراق العملاق وعلى خلاف ما يروج المهوسون الخائبون لم يستسلم بل ظل يقاتل ويحمي الوطن وامة العرب والانسانية منذ عام ١٩٨٠ حيث سنوات قادسية صدام المجيدة الثمان ثم واجه حربا كونية شنت عليه بذريعة تحرير الكويت )١٩٩١ ) ومورست بها صفحتي غدر جبانة ضد العراق وجيشه ودولته الوطنية الصفحة الأولى امريكية تمثلت بضرب القطعات المنسحبة بعد الاتفاق على وقف إطلاق النار و الصفحة الثانية بدخول الجيش الايراني كقوة غزو لاحتلال العراق واسقاط نظامه الوطني (صفحة الغدر والخيانة ) وشاركت الجيش الايراني ميليشيا بدر الفارسية وتشكيلات ما يسمى بالمجلس الإسلامي ومنه حزب الدعوة وحزب الله ومنظمة العمل وكلها أحزاب ايرانية بهوية عراقية مزورة (وهي ذات الأطراف التي تعاقدت مع الغزو الأمريكي وتسلمت سلطة الاحتلال العميلة عام ٢٠٠٣م). واستمرت الحرب على العراق بعد أن كبرت عملية الغزو الايرانية بصيغة حصار ظالم ترافقه ضربات جوية وصاروخية متكررة وحظر جوي بفيض حتى اضطرت أمريكا وحلفها الشرير الى صيغة الغزو المباشر عام ٢٠٠٣ لتنجز ما عجزت عنه إيران في حرب الثمان سنوات و في غزوها المسنود أمريكيا في صفحة الغدر والخيانة الإيرانية التي تزامنت مع وقف القتال في الكويت
هذا الجيش العراقي الباسل هو الذي حمل بيارق الأمة في فلسطين عام ١٩٤٨ وقاتل مع مصر وسوريا والأردن في حربي ١٩٦٧ و١٩٧٣ لأنه جيش العقيدة القومية العربية وحامل لواء رسالتها الخالدة.
وعقائدية جيشنا بالذات كانت هدفا استراتيجيا للغزو والاحتلال بدليل أن مشاهد الشيطنة والتبشيع والتجريم التي وجهت له من قبل الاعداء بكل عناوينهم قد تبعها وترافق معها قرار حل الجيش الوطني القومي العروبي ومحاولات بائسة لاستبداله بجيش ذو عقائد طائفية واجندات خاضعة لإرادة الأجنبي تشكيلا وتجهيزا وتدريبا ومهمات .
إن ما اتخذ من تدابير عدوانية شرسة ضد جيشنا الوطني إنما تؤكد طبيعة الصراع بين العراق بقيادته البعثية الوطنية القومية وجيشه العقائدي العروبي القومي وخاصة وان الاحتلال الصفوي الفارسي وأعوانه قد منح التشكيلات البديلة لجيش العراق هوية عقائدية قومية صفوية فارسية وان مثل هكذا صراع يوجب على العراقيين والعرب الانتماء الصميمي الى استراتيجية المقاومة والتحرير التي تهدف الى تحرير العراق تحريرا ناجزا وتطهيره من الاحزاب الايرانية والطائفية وذلك لا يأخذ كامل مداه إلا بإسقاط العملية السياسية الاحتلالية وكل ما أنتجته من قوانين اجتثاث وإقصاء وازالة اثار عدوانها على شعبنا دما واعتقالا وتهجيرا ونزوحا ونهب ثروات فضلا عن الغاء دستور الاحتلال المتضمن مواد وفقرات تقيم سلطة ولاية الفقيه على بلادنا وتفضي إلى تمزيق العراق .
في الوقت الذي نبارك ونهنئ لجبهة الجهاد والتحرير وقائدها المغوار الرفيق المجاهد عزة ابراهيم والقيادة العامة للقوات المسلحة البطلة وجيش رجال الطريقة النقشبندية البطل وجميع الكتائب والفصائل التي يديرها ويقودها ويخطط لفعلها الجسور ضباط جيشنا الباسل فإننا نعلن عن قناعاتنا الراسخة وإيماننا العميق بأن تشكيلاتنا المقاومة التي هي تشكيلات من جيشنا الأصيل ستستمر بجهادها وقتالها البطولي حتى تحقق اهداف شعبنا في الحرية والاستقلال وإعادة العراق إلى واجهة فعل الأمة وقيادة سعيها للوحدة والحرية والتقدم المادي والرقي الروحي .
تحية حب واعتزاز لروح القائد الأب أحمد حسن البكر .
تحية حب واعتزاز لروح الرفيق القائد صدام حسين .
المجد والخلود في جنات الخلد للرفيق القائد عدنان خير الله طلفاح .
الرحمة والغفران لشهداء جيشنا البطل .
العز والفوز والشموخ الدائم للقائد الاسير سلطان هاشم ورفاقه جميعا .
النصر المؤزر لمقاومتنا البطلة بقيادة الرفيق الأمين عزة ابراهيم .
أ.د . كاظم عبد الحسين عباس
لجنة نبض العروبة المجاهدة للثقافة والإعلام .