سعد بن ابي وقاص سعد بن ابي وقاص

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

(موقف نبض العروبة المجاهدة) الموصل تدمر كما توقعنا ...




كاظم عبد الحسين عباس

حين كتبنا مراراً عن استراتيجية التحالف الدولي ومطيته حكومة المنطقة الخضراء وقواتها الأمنية والحشد الشعوبي الصفوي السيستاني الإيراني وصنيعتهم داعش بالجهة المقابلة في إطالة زمن معركة الموصل لكي يتم تدمير البنى التحتية والفوقية للمدينة وممتلكات أهلها وتعظيم الخسائر البشرية التي في جلها عراقية الهوية فإننا لم نكن نرجم بالغيب ولا ننطلق من أغراض  معينة غير تعرية وتجريم وفضح خطط أميركا والغرب من جهة والثأر الصفوي الفارسي المجرم  ومعه سلطة الاحتلال وحشدها وقواتها الأمنية  المخزون بكل عوامل البغضاء ضد الموصل وأهلها من جهة أخرى.

بدأت بعض ملامح الصورة البشعة التي توقعناها وفضحنا مساراتها وتكتيكاتها تتضح للعيان أكثر فأكثر في الصفحة الجديدة الأخيرة للمعركة التي وفرت دولة الإرهاب داعش غطاءها ومبرراتها. فبالإضافة إلى المدارس والمستشفيات ودوائر الدولة والجوامع وبيوت المواطنين التي استهدفها ودمرها طيران التحالف والمدفعية والصواريخ بدأت عمليات التصفية الجسدية لضباط الجيش العراقي الوطني الكبار والكادر الأكاديمي المعروف عالمياً بكفاءاته البحثية وقدراته التعليمية التي حافظت الموصل عليها قدر ما استطاعت بعد غزو العراق وتصفية قدراته العلمية والأكاديمية في بغداد وباقي المحافظات كما هو معروف. الطائرات والصواريخ توجه عمداً إلى بيوت الضباط والأكاديميين ليموتوا تحت الأنقاض هم ونساءهم وأطفالهم.
إن ما يبرهن أن القصف متعمد هو كون مناطق سكن الأكاديميين معلومة ومحددة وكذلك بيوت أغلب الضباط الكبار ووجهاء المدينة واستخبارات جميع الأطراف المشاركة في المعركة على بينة منها.
إن تدمير الموصل بناءاً وإنساناً هو محض استكمال لتدمير بغداد والأنبار وديالى وصلاح الدين ومدن الجنوب الذي حصل مبكراً مع بداية الغزو والاحتلال حيث تم تصفية آلاف الضباط والطيارين والعلماء والأكاديميين والوطنيين الرافضين والمقاومين للغزو والاحتلال وسلطة الأحزاب والمليشيات الخائنة المجرمة فضلاً عن ما لا يقل عن مليونين ونصف المليون شهيد من عامة شعبنا الصابر.
إن طرد داعش من المدن التي سمح لها نوري المالكي بالسيطرة عليها دون أن يطلق جيشه العرمرم عليها رصاصة واحدة بل سلمها كامل تجهيزاته الخفيفة والثقيلة وانسحب هارباً بالثياب والبيجامات  لا يبرر قتل رجال العراق وماجداته وأطفاله وإعدام البنى الارتكازية التي بناها العراق بالدم والعرق وكان بالإمكان وفقاً للقدرات التقنية والفنية العالية التي تمتلكها القوة الجوية الأمريكية وحلفاءها ووفقاً للتفاصيل المكانية للموصل التي يعرفها المجرم حيدر العبادي وقادة الحشد الشعوبي والمتعاونين معهم من مرتزقة وتجار الدم والدمار كان بالإمكان لو (أرادوا)  تجنبها وحمايتها.
إن ما يحصل في الموصل الآن هو جرائم حرب ضد الإنسانية تتحمل داعش من جهة وأميركا ومن معها وأولهم السيستاني وحشده الشعوبي الصفوي الفارسي والقوات الأمنية لحكومة الاحتلال كامل المسؤولية عنها وستدفع ثمنها إن عاجلاً أو آجلاً بتصميم شعبنا وقواه الحية السياسية والمدنية ومقاومته الوطنية والقومية والإسلامية الباسلة الصابرة التي ستقول كلمتها الفصل عما قريب إن شاء الله.

التعليقات



جميع الحقوق محفوظة

سعد بن ابي وقاص

2018