سعد بن ابي وقاص سعد بن ابي وقاص

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

(موقف نبض العروبة المجاهدة للثقافة والإعلام) العراق سيتحرر والاحتلال المركب إلى زوال




  أ .د . كاظم عبد الحسين عباس 

لا بد من الإقرار أولاً أن طبيعة الغزو والاحتلال الذي تعرض له العراق مختلف تماما من حيث الأدوات إذ نفذته عشرات الدول في حرب كونية ومن حيث أهدافه وغاياته التي تتنوع بين ما هو سياسي وبين ما هو اقتصادي وبين ما هو ثأري ويختلف كذلك في وسائله وتقنياته ونوع الأذرع الساندة له تكنولوجياً واقتصادياً وإعلامياً.
ببساطة لم توظف إمكانيات مختلفة من قبل كتلك التي وظفت في غزو العراق واحتلاله.
غير أن الحقيقة الأخرى التي صارت الآن ظاهرة للعيان كظهور حقائق الغزو وقدراته الأسطورية هي أن العراق لم يستسلم وأن القدرات الخرافية التي وظفت لاحتلاله وتركيع شعبه قد فشلت لحد الآن في الوصول إلى أهدافها ودليلنا الأكبر أن الأمن لم ولن يستقر في كل أرجاء العراق ولم تتم السيطرة عليه والعملية السياسية الاحتلالية فشلت فشلاً ذريعاً في إنتاج مؤسسات بديلة لمؤسسات الوطن الذبيحة ولم تقدم أي شيء غير الفساد المالي والأخلاقي والإداري والتدمير والفتن الدموية. 

وقد يقول قائل إن الولايات المتحدة الأمريكية أرادت هذه الفوضى وتعمدتها ونحن نقول إن هذا الكلام صحيح وخطأ في آن معاً. هو صحيح لأن الأمريكان ظنوا أن بعض الفوضى تخدم مشروعهم غير أن الخطأ وغير المعقول أن ينتج الأمريكان ظروفاً أمنية تقتل ما يزيد على 70 ألف جندي أمريكي وتجرح وتعوق ما يزيد على ربع مليون جندي بضعة آلاف منهم مجانين ومصابون بأمراض عقلية مختلفة ومن غير المعقول أن تنتج زعيمة الغزو الغاشم ظروفاً أمنية وسياسية تجبرها على سحب قواتها تحت سواد ظلام الليل نهاية عام 2011 مكتفية بالإبقاء على بضعة آلاف يحتمون تحت سقائف كونكريتية في قاعدة المنطقة الخضراء ببغداد وعدة قواعد أخرى جنوب ووسط وشمال البلاد. كما أن سحب الجيوش الأمريكية قد صاحبه سماح لإيران بالإحلال الكامل باحتلال العراق بعد أن كانت شريكاً ثانوياً وهو ناتج يختلف الأمريكان في سلامة حصوله بل أن بعض الأمريكان يعتبرونه كارثة موازية لكارثة غزو العراق طبقاً لتصريحات موثقة للرئيس الأمريكي الجديد.
ومن علامات فشل المشروع الاحتلالي بفعل مقاومة العراق الباسلة هي قضية إنتاج الإرهاب التي لجأت إليها إدارة باراك أوباما مع شركاءها نوري المالكي وحسن نصر الله والولي الفقيه الإيراني وآخر من اعترف بهذه الحقيقة قبل يومين هو نوري المالكي في رده على اتهامات بالفشل والغلو الطائفي وجهها له جون كيري. 
إنتاج الإرهاب عمل مخابراتي لجأوا إليه لمواجهة مقاومة العراق بعد مرور أكثر من 12 سنة على واقعة الغزو والاحتلال أي بعد أن أسقط بأيديهم ولم تنفعهم كل قدراتهم العسكرية والفنية في مواجهة جزء الدولة العراقية الوطنية الذي تحول إلى مقاومة بقيادة حزب البعث العربي الاشتراكي وحلفاءه وبمدد من شعب العراق العظيم.
نحن إزاء مشهد حقيقي شاخص... الجيوش التي جاءت وفي اعتقادها أنها ستقابل بالورود والزغاريد قد هربت واحدة بعد الأخرى والدولة الأعظم تستجير بالرمضاء وتوكل شريكتها الأصغر بإدارة دفة الاحتلال نيابة عنها وتشغل مخابراتها لتعيد صلاتها القديمة - الجديدة مع القاعدة وتفريخاتها لضرب المقاومة وشعب المحافظات المنتفضة الثائرة.
ولا زالت حرب إبادة وتدمير الموصل بحجة مقاتلة بنتهم البارة داعش والتي بعد انتهاءها سيكون للعراق شؤون أخرى نحن نرى أن المقاومة البطلة ستكون رقمها الأصعب والأهم وصاحبة اليد الطولى في فرض خيارات شعبنا الأبي: التحرير والاستقلال وكامل الحقوق والاستحقاقات المادية والاعتبارية. والله أكبر

التعليقات



جميع الحقوق محفوظة

سعد بن ابي وقاص

2018