سعد بن ابي وقاص سعد بن ابي وقاص

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

(موقف نبض العروبة المجاهدة) هكذا يعتدي البعض على العراق وشعبه ومقاومته



 الأستاذ الدكتور كاظم عبد الحسين عباس 

نحن ندرك إدراكاً واسعاً كل متناقضات وتقاطعات السياسة العربية الرسمية وشبه الرسمية وبعض تشكيلات الأطر التي تدعي القومية وتختبئ ورائها لتتستر على حقيقة فشلها وازدواجيتها وربما خيانة القومية والعمل على تقويضها.
إن مرحلة ما بعد غزو العراق واحتلاله قد أسقطت كل واجهات التستر والتزييف وجعلت العرب كلهم أمام خيارين لا ثالث لهما.
الأول: الاصطفاف الكامل مع العراق وشعبه ومقاومته سراً وعلناً وإسقاط كل ذرائع التقاطع أو الخلاف مع حزب البعث العربي الاشتراكي وقيادته لأنه ببساطة متناهية صار هدفاً معلناً للاجتثاث الفكري والجسدي من قبل أعداء الأمة العلنيين والتقليديين القدامى والمستجدين ولأنه يقود مقاومة العراق ضد غزو واحتلال سافر غاشم معلن ليس فيه اجتهاد ولا منطقة ضلال داكنة واقعة ما بين الأبيض والأسود.

الثاني: الاستمرار بمعاداة العراق وشعبه وهذا يعني أمراً واحداً لا ثاني له هو أن من يتبنى هكذا موقف فهو مع احتلال العراق وإقامة نظام سياسي تضعه الدول الغازية وتتحكم بمساراته وبنوع السياسة والقوى التي تنفذ سياسة وخطط الاحتلال.
الموقف من الغزو والاحتلال ليس قضية مزاج شخصي أو تعبير عن اجتهاد سياسي فسيادة الأوطان وحريتها واستقلالها لا يمكن أن تكون مساراً من بين عدة مسارات ولا خياراً من بين عدة خيارات بل هي المسار والخيار الأوحد بحكم الله سبحانه في كل رسالاته الكريمة وحكم القوانين والشرائع وحكم الشعوب. وإذا كان للأنظمة العربية مسوغاتها ومبرراتها المعروفة لاتخاذ ما اتخذته وتتخذه من مواقف فإن المؤتمرات والأحزاب والقوى التي تدعي القومية لا عذر لها ولا مسوغ وميزان الذهب في صدق قوميتها ووطنيتها وانتماءها وولاءها هو الوقوف مع شعب العراق ومقاومته الباسلة في كل خياراتها.
من غير المعقول بل والبعيد عن المنطق أن يرى بعض العرب إيران خارج العين التي يراها شعب العراق وقواه الوطنية والقومية والإسلامية بل أن العلم والمنطق والحق يتطلب أن تنطلق كل المواقف تجاه إيران من العقل العراقي الرافض للاحتلال والمقاوم له ولإفرازاته لأن إيران موجودة في العراق كطرف في الغزو والاحتلال والعملية السياسية منذ لحظة بدء الغزو ودخول الغزاة بغداد وتشكيل سلطة الائتلاف ومجلس الحكم وفي كل التفاصيل اللاحقة. وإذا افترضنا أن هناك عرب لا يعرفون ولا يرون فإن ادعاءهم بالقومية والمقاومة تفترض عليهم أخذ المعلومات من العراقيين الذين يقاتلون الاحتلال الإيراني تزامناً مع مقاتلة الاحتلال البريطاني والأمريكي ويقتلون الإيراني كما يقتلون الإنجليزي والأمريكي. وليس العراقيون وحدهم يعرفون فيلق بدر وحزب الدعوة ومجلس آل الحكيم وحوزة السيستاني بل أن المؤتمر القومي العربي قد يعرفهم أكثر من العراقيين سياسياً على الأقل إذا افترضنا أن رجال المؤتمر القومي لا يرون ولا يعرفون ما يحصل على أرض العراق بعد الغزو!!
إذن... 
الأحزاب والمؤتمرات والمنظمات التي تدعي القومية وتديم صلتها بإيران والأحزاب الإيرانية المعروفة إنما هي تمارس العدوان على العراق مع إيران وتبارك لإيران احتلالها للعراق وليس بعد الكفر والشرك بالله سبحانه من حرام ومحرم.
ومن يريد أن يجتهد في أي خط سير لا يحق له الاجتهاد إلا بقرار من المقاومة العراقية الباسلة وتمثيلها السياسي المعروف بالبعث والمجلس السياسي العام لثوار العراق مثلاً وبالتشاور معهم. 
إن أية مرونة في التعاطي مع أية جهة رسمية أو غير رسمية 'عربياً ودولياً' لا تنطلق من توافق وقناعة مشاركة مع الخط السياسي للمقاومة العراقية هو اصطفاف مع إيران المحتلة ومع أميركا وحلفها المعادي للأمة وهذا ليس اجتهاد ولا موقف تكتيكي بل هو الثابت الأهم في حياة ومستقبل العرب من البحرين إلى موريتانيا. المقاومة العراقية وتحرير العراق من الاحتلال الإيراني الأمريكي هو ميزان الذهب الذي يقيس وزن القومية عند من يدعون القومية والانفتاح والتفاوض والحوار مع النظام العربي وسواه محرم وعبثي إن لم يتم بتنسيق مسبق وتفاهمات عميقة مع الذين أيديهم في نيران العراق وأجسادهم تعانق ثراه وبطولاتهم تصوغ غده الذي لا غد للأمة بدونه. 
إن إيران تنفذ من أي باب يفتحه فنان أو سياسي أو إعلامي عربي لأن مخططها التوسعي على أرض العرب يعتمد في جزء هام منه على شراء بعض العرب... والذين يعانقون إيران الآن هم رديف لهادي العامري وعبد العزيز الحكيم واحمد الجلبي ونوري المالكي ويعلنون بصفاقة أن هؤلاء المستعجمين هم الحق والعراق مخطئ وأحزاب الدعوة والمجلس وبدر وباقي تشكيلات التشييع الإيراني هم اصحاب الموقف الصحيح  ورجال الأمة في العراق في واد آخر من التقييم النفعي الارتزاقي الخائب.
هكذا هو العدوان على العراق الذي يشنه بشور ومن معه في المؤتمر اللاقومي أو القومي الفارسي والممانعين وأدعياء المقاومة التي لم يعد لها سوى معنى واحد هو قتل العرب وتهديم مدنهم ليفوز الولي الفقيه والأنظمة والأحزاب المؤمنة بنهجه العدواني الاحتلالي. 
ألا فليخسأ الخاسئون.

التعليقات



جميع الحقوق محفوظة

سعد بن ابي وقاص

2018