مع الاسف الشديد والحزن العميق ان نجد أنفسنا نعيش في زمن
وعالم طغت على أجوائه وكل فضاءاته مظاهر الطائفية والمذهبية ، التي شكلت السبب الرئيس في ما نحن فيه من كوارث ومحن ، و لست مجافيا للحقيقة اذا قلت ان هنالك عددا من التيارات والاتجاهات الفكرية التي تدعي العروبية والدفاع عن القومية العربية هي احد محطات الترويج للفكر
الطائفي والعمل على دعم مشاريعه في الوطن العربي ، و من الأمثلة الواضحة في زمننا هذا ما يسمى بالمؤتمر القومي العربي الذي جلس في احضان ايران بفضل جهود حزب الله اللبناني وزعيمه حسن نصر الله ، منطلقين من مقولة الكذب والادعاء بالمقاومة والممانعة والتحرير ، وهذه الأسطوانة المشروخة نسمع بها منذ عام ١٩٧٠وحتى يومنا هذا ، وكذلك أحد الأنظمة العربية عمل على تبني الفكر الطائفي وجسده على أرض الواقع وبالتعاون مع ايران وعمل على ترسيخ الطائفية بدلا من العمل على إشاعة الفكر القومي العروبي الذي يرفع لوائه في كل منطقة وشارع .
وبسبب هذا التناقض أضاع مظلته العربية ، واستبدلها بمظلة طائفية تحالفت مع نظام الملالي في طهران ومنذ اليوم الاول لوصول الخميني الى السلطة عام ١٩٧٩.
أنت عربي ومن حقك وواجبك ان تعمل لصالح قومك وامتك وتدعو الى الوحدة والحرية والاشتراكية او تتبنى المفهوم العروبي او الاسلامي او اي نهج سياسي آخر في ادارة مجتمعك ودولتك بما يحقق لها اهدافها ويضعها في مصاف المجتمعات المتقدمة، من حقك ان تفعل كل ما يضمن لها السعادة والرفاهية والحياة الكريمة، ولكن بشرط الا يكون ذلك على حساب حقوق الاخرين وحرياتهم وطريقة عيشهم في الحياة.
اجد هذه الايام دعوات وتعليقات وكتابات تصف التيار الصدري بالتيار العروبي ، ويتمنون ان يخرج عن طاعة ايران و وليها الفقيه ، وكي لا ننسى ما حصل بعد 2003 ، من زيادة في الشحن الطائفي وزرع بذور الشقاق والصراع في المجتمع على اساس طائفي، ووفق هذا المنظور حكموا البلاد وشكلوا ميليشيات الخطف والقتل والتهجير، وفعلوا كل ما استطاعوا لتكريس الحقد والكراهية في ظل الرآية الخالدة لديهم (يا لثارات الحسين)، فانتشرت الحروب والمجاعات وشاع القتل على الهوية واختفى الأمن والأمان وكثر الفساد والمفسدين وسقطت المفاهيم الاخلاقية واختفت العادات"العراقية"الاصيلة ودخل المجتمع في دوامة من الاحتفالات والشعائر والبدع الدينية التي ما انزل الله بها من سلطان، كل يوم تضاف شعيرة دينية، بعدما كنا نحتفل بطرق دينية صحيحة لا فيها اشراك ولا فيها تقليل من مكانة ال البيت عليهم السلام بل تعظيم لدورهم ومكانتهم في تاريخ العروبة والاسلام .
كل ما ذكرناه انفا مارسه التيار الصدري وذبح وقتل وشرد وخير مثال على ذلك الذي تدمى له القلوب و يتوقف نبض قلوبنا عنده ما جرى بعد تفجير ضريح العسكريين عام ٢٠٠٦، وكان هذا التيار له اليد الطولى في افعال الشر ضد شعب العراق العظيم ، فأي تيار عروبي تتحدثون عنه ، وهل السعودية وزيارتها يغسل ما سبق ويمنح صك الغفران الى مقتدى واتباعه ، داعش والحشد الطائفي الذي لمقتدى فصائل وسرايا فيه من المنبع الطائفي نفسه ولا تترجى خير من أعداء العروبة والإسلام .
كما ان الدور القذر لداعش في إشعال الفتنة الطائفية وتغذية العنف الطائفي ، وضع العراق على انهار الدم ، وهدفه الأساس ذبح أبناء العراق وتحطيم البنى التحية ونخر ميزانيته وتوجيهها للأعمال العسكرية بدلا من التنمية واللحاق بالبلدان التي تعيش في أمن وامان وسعادة ورفاهية مجتمعاتها.
اليست داعش وأختها ماعش الحشد جزء من تصدير الثورة المذهبية المتطرفة التي تبنتها ايران منذ عام ١٩٧٩؟.
والسؤال الذي يجب ان يجيب عليه أبناء العراق الغيارى ، من العرب والكرد والتركمان ، هل الطائفية ضمانتنا ؟ ام العراق الواحد القوي ؟
ان العروبة ذات البعد الإنساني هي الروح التي تسمو فوق اي اعتبار بعد الإيمان بالله ورسوله ، لا تلتقي مع أعداء الأمة العربية والعاملين على تفريقها ونخر جسدها الطاهر مهما كانوا دولا او احزاب او تيارات وشخصيات .