سعد بن ابي وقاص سعد بن ابي وقاص

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

( موقف نبض العروبة المجاهدة للثّقافة والإعلام ) صمود شعب الجبّارين بوجه العربدة الصّهيونيّة:....






تتواصل للأسبوع الثّاني على التّوالي عربدة الإدارة الصّهيونيّة وتتعاظم انتهاكاتها السّافرة للمحاذير كافّة من خلال استمرار فرض الرّقابة المشدّدة على المسجد الأقصى ومنع الصّلاة فيه وجبر المصلّين على الدّخول عبر ممرّات وبوّابات تحدّدها لهم ناهيك عن نشر وسائل الرّقابة الالكترونيّة التي تمتهن الذّات البشريّة وتعبث بالحرمات الجسديّة للمواطنين بطريقة مقزّزة، كما تتالى فصول انتهاج الخيارات الأمنيّة والعسكريّة المألوفة التي توزّعت بين القنابل المسيلة للدّموع والمياه المتعفّنة الممزوجة بالغازات السّامّة والرّصاص المطاطيّ والاستهداف المباشر للفلسطينيّين بالذّخيرة الحيّة علاوة على الإيقافات والملاحقات والاعتداء على النّساء والأطفال والشّيوخ ومطاردة الطّلبة والشّباب المحتجّين وسط الأحياء العتيقة وغيرها.
ورغم فداحة الأساليب القمعيّة ووحشيّة القطعات الصّهيونيّة المسلّحة فإنّ شعبنا العربيّ في فلسطين يتصدّون بصدورهم العارية وأكفّهم العزلاء كأحسن ما يكون التّصدّي والصّمود هازئين بالعتاد والذّخائر والمدرّعات والآليّات التي يحتمي بها جند الصّهيونيّة، وتعانق فصول الملاحم المبهرة لشعب الجبّارين مرتبة الفرادة والبطولة خصوصا عبر أداء ماجدات فلسطين الصّابرات المحتسبات المنتخيات للذّود عن الأقصى المبارك أولى القبلتين وثالث الحرمين وفي الوقت نفسه يقدّم أطفال الأرض المقدّسة دروسا بالغة الأثر في التّشبّث بالحرمات وبالمقدّسات غير عابئين بعنصريّة شراذم المغتصبين وقطّاع الطّرق وتأصّل الجريمة ثابتا راسخا في عقيدتهم الشّيطانيّة. ولقد تواصل وسط هذه التّطوّرات المتسارعة شموخ شباب فلسطين الذي نوّع في طرق كبح جماح الغطرسة الصّهيونيّة حيث لم تثنه التّعزيزات العسكريّة والشٌّرطيّة عن إيجاد الثّغرات وسط قطعان العدوّ لتفعل الخناجر والسّكاكين مجدّدا فعلها في الجسد الصّهيونيّ العفن لتتصيّد الجنود والمغتصبين على حدّ سواء وهو الأمر الذي يلحق بالسّلطات السّياسيّة الصّهيونيّة أضرارا فادحة.
حسبت الإدارة الصّهيونيّة الإرهابيّة أنّها هيّأت كلّ الظّروف وتوفّرت على كلّ الأسباب التي تسمح لها بضرب طوق حديديّ على فلسطين وشعبها ما أثار غرائزها العدوانيّة العنصريّة القديمة المتجدّدة، وخالت أنّه بمقدورها أن تعبث بالمقدّسات وتمضي قدما في مخطّطاتها المعلومة بعد أن غرقت بقيّة العرب في مآسي شبيهة بما تعرفه فلسطين منذ زمن خصوصا في ليبيا واليمن وسوريّة والعراق تحديدا، كما أغراها التّخاذل العربيّ الرّسميّ بمزيد من التّصعيد والتّرهيب، إلاّ أنّها اصطدمت مجدّدا بحقيقة لطالما شكّلت كابوسا لكبار منظّريها تتمثّل في استحالة تركيع العرب أو طمس هويّتهم ولا ضرب روح الصّمود والتّحدّي فيهم.
إذ ورغم أنّ كلّ الحسابات والموازنات ومقاييس القوّة تحدّث منطقيّا بهزيمة العرب المدوّية في كلّ صراع يخوضونه، فإنّ الواقع ظلّ مختلفا دوما بل وينضح بنقيض مثل هذه المسلّمات وهو ما يحمل في طيّاته كوابيس مضافة على الصّهيونيّة أن تكتوي بنارها لأجل غير مسمّى وجوهرها أنّ جذوة المقاومة ستظلّ مستعرة ومدارات الصّراع ستتوسّع يوما عن يوم وستتوارث الأجيال العقيدة الجهاديّة بأشدّ ثباتا ووعيا وإدراكا ونضجا ومسؤوليّة لزمن تنتزع فيه هذه الأمّة حقّها في الحياة . حياة كريمة كغيرها من الأمم بكلّ جدارة بعيدا عن المنّ والهبات.
إنّ هذه الحقائق التي يتلمّسها أقطاب المعسكر الشّيطانيّ الصّهيو امبرياليّ فارسيّ في العراق وفلسطين والأحواز العربيّة واليمن وليبيا وسوريّة وغيرها، لا تخضع مطلقا لمنطق موازين القوى بقدر ما ترتبط عضويّا بأمور أعمق وعوامل أبعد من كل ما هوّ ظّاهر لعلّ أهمّها حقوق الأمّة العربيّة وعدالة قضاياها وإنسانيّتها ناهيك عن ثراء المخزون القيميّ والحضاريّ والعقائديّ في أمّة العرب وهي ثوابت متى اجتمعت في شعب أو في أمّة فإنّ أعداءها خاسرون خاسئون لا محالة في كلّ صراع أو حرب يضرمون نيرانها ضدّها. وما استبسال ماجدات الأقصى وشبابه وأطفاله إلاّ أكبر دليل على هذا، فهذا الشّعب لم ولن يركع لأنّه سليل أمّة أدمنت تعلّقها بحقوقها واعتزازها بموروثها رغم خيانة جزء منها وعقوق فريق آخر وتهاون مجمع ثالث.
فصبرا أيّها الأحرار في فلسطين الانتفاضات، فما النّصر إلاّ صبر ساعة.

أنيس الهمّامي
نبض العروبة المجاهدة للثّقافة والإعلام
تونس في 24-07-2017

التعليقات



جميع الحقوق محفوظة

سعد بن ابي وقاص

2018