منذ الاحتلال الامريكي_ الايراني للعراق في نيسان ٢٠٠٣ وليومنا هذا تؤشر الاحصائيات بتزايد وتيرة الاستذكار ومعها تظهر عدد من البدع والخرافات التي يستنكرها علماء الدين المعتدلين واصحاب العلم وبرزت في الفترة الاخير ظواهر ينكرها الدين وتستنكرها
الانسانية لما فيها من اذى جسدي ونفسي وامتهان لكرامة الانسان الذي كرمه الله عن باقي المخلوقات ليكون خليفته في الارض ومن هذه الظواهر التي تصاحب الذكرى الاليمة لاستشهاد سيدنا الحسين سيد شباب أهل الجنة نذكر منها على سبيل التذكير وليس الحصر :
- التطبير : وهو ضرب الراس بسكين او سيف ليظهر الدماء وتوجد عشرات الافلام على الانترنت تظهر احداث عاهات او حتى الموت لمن يقومون بتطبيره.
https://youtu.be/_PXWAWkAOLM
- الخوض في "الخيسة" يقوم بعض من الزوار بالنزول بمناطق نجسه تحتوي على طين ممزوج بمياه ثقيلة وهذه ايضا توجد افلام توثقها على النت ، ولا نفهم ماعلاقة ذكرى الاستشهاد بتنجيس الجسد واهانته والذي كرمه الله ومنع ايذائه.
https://youtu.be/vVmeHx6aqEg
- ضرب الجسد بزناجيل حديدية مما يؤدي الى ايذائه ، هذه الظاهر قديمة وليست مستحدثه لكنها كانت تتم بصوره محدودة جدا ولم تكون معلنه الا انها تفاقمت حتى اصبحت ظاهرة وشعيرة.
https://youtu.be/0bU9YM9DbaE
- قطع الطرقات وتعطيل الدوام لايام قد تصل من بداية محرم وحتى الاربعين كحد ادنى لاسبوع يتعطل بها الدوام وتقطع الطرق وتتوقف حتى الاجهزة الخدمية من اداء واجباتها وتحبس الخلق عن ارزاقها ، كل ذلك يتم تحت شعار احياء ذكرى الاستشهاد.
- ظاهرة اخرى غريبة ظهرت لمجاميع حيث تقوم هذه المجاميع بالحبو نحو مرقد سيدنا الحسين ومصحوب بنباح ولا نعرف مادلالات ذلك ومافائدته!.
https://youtu.be/mQ6O2TFxYgo
- تصدح مكبرات الصوت بشعار غريب مصحوب ببكاء شديد يقول " قتل الله أمة قتلتك يا حسين " حتى اصبح هذا الشعار شعار مركزي من شعارات احياء الذكرى، وما دخل الامة بمقتل سيدنا الحسين ؟! هل هي دعوة لقتل العرب ؟! ام انها تكريس لقتل الشعور القومي لدى ابناء العراق ؟!
وحتى لا نطيل عليكم نكتفي بهذه الظواهر العجيبة التي انتشرت وتزايدت في العراق بعد الاحتلال حتى اصبحت من شعائر احياء الذكرى وقد يعرض نفسه للانتقاد او القتل من يعترض عليها او يستنكرها .
تبادر لي انها ظواهر وافدة من ايران التي صدرت لنا ثورتها وتشيعها الصفوي وتعمل على نشره وتكريسه فاستفسرت من احد الاصدقاء الذين اتيحت لهم فرصة للعمل الدبلوماسي في طهران وزار عدد من مدن ايران عن هذه الشعائر او الظواهر التي يطلق عليها من يقومون بها بانها "شعائر حسينية" فصدمني انه عمل في طهران لمدة اربع سنوات لم ير فيها شارع يقطع ولم يسمع صوت مكبرات صوت لمجلس او غيره ولم ير او يسمع انهم يطبرون وانه حضر بعض هذه المجالس داخل الحسينيات والمساجد بل مافجئني به ان السلطات تمنع ظهورها في الطرقات العامة او استخدام مكبرات الصوت الخارجية !.
ليس بمستغرب على محتل تكريس واشاعة هكذا ظواهر غايتها اهانة وكسر النفس وبالتالي تدجينها وسهولة انقيادها ، لكن المستغرب ان نجد ممن يحمل شهادة عليا او يعتبر نفسه من المثقفين ان يدافع عن هذه الظواهر او يسكت عنها.
حري بنا ونحن نستذكر الاستشهاد ان تكون أهداف ثورة الحسين حاضرة لدينا حيث كانت ثورته ضد الظلم والفساد وكانت تحصين للدين من انحرافات وبدع الساسة الذين طغوا فاستعبدوا البشر وطوعوهم لخدمتهم بدلا عن عبادة الله ، اذا عقدنا مقارنة سريعة على عصري يزيد وهذا العصر الذي تولى به الصفويون الحكم ، بلا شك لكل صاحب عقل سليم يرى التشابه والتمازج بين حكام العصرين بل حكام العراق اليوم ممن يدعون اتباعهم للحسين ومنهجه هم اشد ظلماً وفساداً وعهراً من يزيد واتباعه فهم صنفوا عالمياً بافسد واظلم حكام في العالم.
ومن يدعي انه يتبع نهج سيدنا الحسين ويرفع شعار " هيهات منا الذلة " عليه ان يقتلع حكام اليوم الجاثمين على مقدرات وطننا وشعبنا ويثور عليهم وان ينكر كل تصرف او شعيرة تهين انسانيتهم .
يقول عز من قائل :
( وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَىٰ كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا ) الاسراء 70.
( لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ ) التين 7.
ختاماً من يخالف سنة الله في خلقه فهو مبتدع ومن يهن من كرمه الله فقد تعدى حدود الله .
( تلك حدود الله فلا تعتدوها ومن يتعد حدود الله فأولئك هم الظالمون ) البقرة 229
د. أبو مصطفى الخالدي
عضو لجنة نبض العروبة المجاهدة للثقافة والاعلام