الصراع بين الحق والباطل ، وبين الصدق والنفاق ، وبين الثبات على المبدأ والمراوغة عنه ، وبين التمسك بالحقوق والمهادنة عليها ، وبين الاقدام والتراجع ، عنوانه واحد ، وإنِ اختلف بتفاصيله في الزمان والمكان ، فلنا في الرسول الكريم ، صلّى الله عليه وسلم ، قدوة حسنة بإيمانه وثباته على الموقف رغم الإيذاء ، والإغراء ، والمساومة ، والشتم ، والطعن والتكذيب ، لقد قدم درسا عظيماً للبشرية من بعده في الصبر والثبات والتسامح ، يتعلم منه اصحاب الرسالة معنى الثبات على العقيدة والتمسك بالمبادئ والحقوق كما فهموها ومثلما آمنوا بها، وكلما تقدم بِهم العمر إزدادوا طيباً واسترشاداً بمعانيها العالية وليس العكس مثلما يفعل ألطامعون في منصب او جاه أو مال حرام في عراق اليوم ... وبهدي من ذلك يجب أن لايثنينا عن السير في طريق رسالة البعث ، وعن قول وفعل مانراه حق ، أَذًى أو ضرر نتعرض له من هنا أو هناك بقول أو فعل أو شتيمة أو تزوير أو تشويه أو تكذيب ولن يجعلنا نتراجع أبداً عن موقفنا الصادق الراسخ تهديد أو تحدٍ أو خطر سواءاً صدر من كبار أو صغار ، هذا هو قدر المناضلين الصادقين الثابتين ، إن لم يتعرضوا لمثل هذا الاذى فعليهم أن يفتشوا عن السبب ، لأن المتربصين من صغار القوم ذوي النفوس الذليلة والهزيلة ، مهمتهم واحدة وثابتة عبر التاريخ ...!!!
فليكن شعارنا ( من تساوى يوماه فهو مغبون ) ، أي بمعنى السباق مع الزمن لمزيد من العطاء والابداع والتضحية من اجل العراق والبعث والامة ،،، لتحقيق الفوز أما بنصر وظفر عظيم أو بشهادة ، يعتز بهما الوطن والاهل والزوجة والأبناء والاصدقاء .
إن الصبر والثبات نعمة من نعم الله (( وَلَوْلا أَنْ ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئاً قَلِيلاً )) صدق الله العظيم ، فالثبات على المبدأ والوقوف بوجه الباطل في أيام الفتن والمحن والبلاء والنفاق والشقاق والكذب والتزوير والتشويه والتدليس ، يمثل نوعاً من البطولة فريد ، وضرباً على رؤوس الأعداء ، ومن يخدمهم من الجبناء والمنافقين والمرتدين والمندسين والكذابين والمزوّرين والساقطين في وحل الرذيلة شديد ، له أجره عند الله أولاً ، ومكانته واعتباره عند المؤمنين الصادقين من الناس كونه محطة من محطات الظفر ثانياً .