سعد بن ابي وقاص سعد بن ابي وقاص

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

أنيس الهمّامي - شيخ المجاهدين لا تثنيه عن صنع أمجاد الأمّة شرذمة المتساقطين وزمرة المتقاعسين..


 - الجزء الثّاني-

.. وفي هذا الإطار العامّ تتنزّل رسالة الرّفيق القائد شيخ المجاهدين عزّة إبرهيم للكاتب والإعلاميّ العراقيّ حسن العلوي، التي أفصح عنها وعن محتواها في إحدى القنوات العراقيّة، كما تواترت بشأنها ردود الفعل وتناسلت القراءات والمواقف والرّؤى وحتّى التّأويلات والتّخمينات التي بلغ كثير منها حدود الافتراء والتّلاعب والتّحريف وتعمّد تناول المسألة من جوانب مغرضة ومن منطلقات مدسوسة.
ولقد انطلق الدّساسون والمخاتلون في تناولهم لتلك الرّسالة من مساعيهم الخائبة القائمة دوما على تصيّد أخطاء لا وجود فعليّا لها إلاّ في مخيّلاتهم المريضة وعقولهم المتكلّسة والعاجزة لا عن الابتكار والاستنباط والتّفكير بل عن مجرّد المسايرة والفهم الموضوعيّ لمثل هذه الأمور. ولم يدّخر أولئك السّطحيّون حدّ الشّفقة جهدا لصرف الأنظار عن حقيقة مضمون الرّسالة من جهة وتفويت الفرصة على المتفاعلين في سبيل سبر أغوارها وفكّ رموزها واستقراء مرامي صاحبها.

حاولت زمرة المدسوسين والمتساقطين من مسيرة الحزب أوّلا، وأعداء الحزب التّقليديّين وعملاء القوى الخارجيّة ثانيا، على تصنيف الرّسالة في باب الارتكاس وذهبوا حدّ الإيهام على أنّها انتكاسة في تاريخ الحزب، ذلك لأنّهم استنكروا وجزعوا من وجهتها، واقتصروا في التّركيز على كون الإعلاميّ والكاتب العراقيّ حسن العلوي سبق له أن تنكّر للحزب كما انخرط بالعمليّة السّياسيّة  بعد الغزو لفترة معيّنة ناهيك عن تعالي شجبهم لاختياره شخصيّا بسبب أنّه " شيعيّ " وموالي لإيران. وأفاض الصّيّادون في المياه الآسنة في الصّراخ والعويل متعلّلين بأنّ الرّسالة إنّما هي ارتماء في حضن إيران التي تقتّل أبناء العراق وتذبّح رجالات البعث في وضح النّهار.
إنّ هذه السّفاسف المبتذلة، قد تنجح في التّغرير بنزر قليل من الطّارئين على السّياسة كما قد تفلح في التّشويش على بعض الحزبيّين المتردّدين وعلى غيرهم من الذين يجهلون حيثيّات الملفّ العراقيّ برمّته، وهو ما تحقّق فعلا بادئ الأمر، لكن سرعان ما انحسرت جلبة الغوغائيّين وارتدّ صنيعهم لصدورهم بعد أن تدافع رجالات البعث وأحرار العراق وشرفاء الأمّة لتحبير القراءات الهادئة الرّصينة والتّفسيرات المنطقيّة لمضمون الرّسالة ناهيك عن دلالاتها ورهاناتها.
ومرّة أخرى، نجح شيخ المجاهدين عزّة إبراهيم أمين عامّ الحزب والقائد العلى للجهاد والتّحرير في صنع الحدث بل الأحداث وضرب أكثر من عصفور بحجر واحد، في تدليل جديد على براعة الرّجل الفريدة وحنكته السّياسيّة وثراء تجربته وقدراته الخارقة على المناورة وعلى الفعل ميدانيّا وسياسيّا كما لا يفعل غيره. 
لقد أثبت الرّفيق القائد شيخ المجاهدين عزّة إبراهيم أنّ القيادة باعتباره رأسها ومهندس سياساتها وخططها كافّة، تتحلّى بأعلى درجات الالتصاق بهموم أمّتها في كلّ ساحات الوطن العربيّ وتحيط إحاطة متناهية بمختلف المتغيّرات كما أنّها تغلّب المصلحة القوميّة العليا على ما سواها، وعمل على حقن دماء أبنائها ودفع الأذى عنها وهو الذي بلغ درجات خياليّة ونضحت به مخطّطات الاجتثاث والحظر رغم اتّخاذها من البعث عنوانا حصريّا لذلك في سعي للتّمويه والمغالطات للقفز على الحقيقة الجوهريّة والإثم الشّيطانيّ السّاعي لاجتثاث العروبة والعرب وإبادتهم. 
إنّ جوهر الرّسالة الموجّهة لحسن العلوي لا يزيد عن كونه طرقا لمختلف الأبواب لتخفيف معاناة الأمّة والعراق وشعبه، ولم يكن في ثنايا الخطاب نيّة ولا مجرّد التّلميح لإسقاط خيار المقاومة باعتبارها ضمانة التّحرير النّاجز الأوّل ودعامته الأمتن والأقدر. إنّما تشكّل مثل هذه المساعي الدّيبلوماسيّة تدعيما للهدف الاستراتيجيّ الأهمّ وهو تحرير العراق وتوقية شعبه من حمم الموت المتهاطلة على البشر والحجر والشّجر.
ولا نعلم ههنا، كيف سمح المتساقطون وقصيرو النّظر وقليلو الحيلة لتلقّف الرّسالة تلقّفا انطباعيّا سطحيّا مغرضا ليحرموا أنفسهم من التّدبّر في مقاصدها الحقيقيّة؟
ولا نعلم إن كانوا قادرين على الإتيان بشاهد تاريخيّ واحد مهما بدا بسيطا أو محدودا أو معزولا في الزّمان والمكان، ليثبتوا أنّ مقاومة تحرّريّة واحدة في العالم اكتفت في عملها على البنادق، وحقّقت ما تصبو إليه، كما لا نعلم إن كانوا قادرين على إنكار الدّور البطوليّ الذي اضطلع به شيخ المجاهدين في تنظيم صفوف المقاومة ووضع خططها الاستراتيجيّة والتّكتيكيّة وخصوصا في خلافة رفيق دربه الطّويل الرّفيق القائد صدّام حسين بعد استشهاده. فمن أين طلعوا علينا بمثل افتراءاتهم وتأويلاتهم السّاقطة لرسالته التي فسّروها على كونها تخلّيا أو إسقاطا للبنادق وهم الذين تخاذلوا وتردّدوا لمّا اشتدّ الوطيس وخانوا لمّا أقبل هو ورفاقه المخلصين إقبال الشّجعان الأصلاء المؤمنين الهازئين بالموت في سبيل عزّة أوطانهم وجماهيرهم؟  


- يتبع -
أنيس الهمّامي

نبض العروبة المجاهدة للثّقافة والإعلام

تونس في 03-03-2017

التعليقات



جميع الحقوق محفوظة

سعد بن ابي وقاص

2018