سعد بن ابي وقاص سعد بن ابي وقاص

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

أبو محمد عبد الرحمن...ماذا بعد تحرير الموصل من أبنائها !!!


مع اشتداد المعارك الضارية (لتحرير) مدينة الموصل من تنظيم داعش في آخر معقل له بالعراق، وسط أهوال
تشيب له الولدان وتفوق الخيال والتصور لما تعرض له المدنيون من كوارث لم توفر البشر والحجر ووسط أنين الجرحى وآلاف الجثث المدفونة تحت ركام الدور والأبنية التي انهارت فوق رؤوس قاطنيها وصراخ الأمهات ودموع الأطفال وبكائهم في مشهد مأساوي يذكر بما حل بالعراق إبان اجتياحها من قبل التتار والمغول !!
فكأن مأساة أبناء الموصل بعد خدعة احتلال المدينة من قبل داعش وممارسته  أقسى أنواع القمع والإرهاب والهمجية بحق أبنائها. لم تكفهم، فأضاف (تحريرهم من داعش) مأساة فوق مآسيهم !  

 

وأمام هذه الكارثة الإنسانية المتوقعة والتي طالما حذرنا من وقوعها في كثير من مقالاتنا ، تثير موجة تساؤلات حول طبيعة المرحلة التي ستكون ما بعد تحرير الموصل من أبنائها وطرد (حصان طروادة الداعشي) منها!!!

أغلب الدلالات تشير إلى أن هذه المرحلة لن تكون إلا تمهيدا لصراعات أكبر في هذا البلد الممزق بالحروب والويلات بين القوى الإقليمية والدولية، لجني الأرباح و المغانم والمكاسب والإيغال في افتعال المزيد من الشرخ والتفكك والتنافر بين أبناء المجتمع العراقي الواحد لتسريع عملية تفتيت وتقسيم العراق،وتزامنا مع المعارك الدامية التي يشنها الحشد الصفوي بمؤازرة إيران وحرسها الثوري والتحالف الدولي، فلا بد من الإشارة إلى مواقف الإدارة الأميركية إزاء ما يحصل وفي خضم ذروة معركة الموصل، أخذ الرئيس الأميركي دونالد ترامب ووزير دفاعه الجنرال جيمس ماتيس، يصرحان بصوت عال وحاد النبرة واصرار على ان ايران هي أخطر دولة إرهابية في العالم !!

وتزامن مع هذا الصخب (الترامبي) زيارات لأجهزة المخابرات الأميركية والغربية في المنطقة، وتنسيق متوافق عليه لمؤتمرات (المعارضة) التي تشكلت برعاية خارجية وبشكل متسارع، تذكرنا بما حدث عام ٢٠٠٣، في نفس السياق وربما تفضي إلى نفس النتائج إذا صدق هذا الترامب !!؟؟ الجمهوريون في عهد إدارة الرئيس جورج بوش الإبن هم الذين احتلوا العراق بحجج مفبركة وأسقطوا حكم الرئيس العراقي الشهيد صدام حسين، فهل يتكرر هذا المشهد وهذا السيناريو ايضا ضد النظام الإيراني في عهد الرئيس دونالد ترامب الجمهوري، أم تبقى جعجعة من دون طحين !!!!!؟؟؟؟

هذا من جانب ومن جانب آخر فالعلاقات الأميركية العراقية وفي ظل إدارة أميركية جديدة ورئيس يمتاز بعقلية تجارية بحتة، أدت إلى حالة ارباك في حكومة الأمر الواقع العميلة واللاوطنية في العراق المحتل من قبل إيران تجلت في استدعاء العبادي إلى أمريكا لتلقي الأوامر مباشرة من الرئيس ترامب شخصيا وعدم الاعتراض على أي أمر يفرضه، بما في ذلك بقاء الجيش الأمريكي وخصخصة القطاع العام بما فيها البترول بالدرجة الأولى،
واعادة اعمار العراق مقابل النفط بكلفة تناهز ٤٠٠ مليار دولار على الأقل !!
وإعادة النظر في مسألة (الحشد الشعبي)
وفك الارتباط مع إيران وأيضا سلة من الإملاءات السياسية

والاقتصادية والاجتماعية !!!؟؟؟

والسؤال المطروح هل يتقبل حزب الدعوة العميل الاملاءات الاميركية الجديدة؟
وفي حال التمرد على اوامر اسيادهم الامريكان، كيف تواجه أميركا النفوذ الإيراني المهيمن على العراق ارضا وشعبا؟ وما العمل في حال فشل إدارة الرئيس دونالد ترامب في مواجهة النفوذ الإيراني سلميا وهو الذي جعل من العراق منصة انطلاق لأهدافه الواضحة في استعادة أمجاد امبراطوريته البائدة؟
وبالمقابل ما هي ردة الفعل الإيرانية المتوقعة؟؟؟
ولو سلمنا جدلا كما أوحت تصريحات ترامب في أثناء حملته الانتخابية وبعد تسلمه منصبه الرئاسي، بأن الحرب القادمة ستكون ضد النظام الإيراني وهذا يعني أن مركز العمليات العسكرية سيكون العراق ودول الجوار العراقي والإيراني !
فما مدى استعداد النظام الإيراني لهذه الحرب الافتراضية؟
وهل سيعتمد النظام الإيراني على حلفائه من الأحزاب الصفوية المنتشرة في عدة اقطار عربية ؟
وهل سيعمد على توسعة مظلة “الحشد الصفوي”  باعتباره الحرس الثوري الإيراني الجديد في العراق؟
وبالتالي ما هي الخطة العسكرية التي ستعمتد عليها الولايات المتحدة الأمريكية في حربها الافتراضية ضد النظام الإيراني؟
فهل عشرة آلاف جندي أميركي قادرين على طرد ووقف التمدد الإيراني بالعراق؟؟؟!!!

خلاصة القول ،
ربما الكثير وصل الى قناعة بان (تحرير  الموصل) هي إعلان نهاية الإرهاب بالعراق، ولكنني أخالف هذا الرأي تماما فكل المعلومات تفيد إلى أن الخطة الأميركية للمرحلة المقبلة تشير إلى خلق بؤر نزاع (في أتباع المذهب الواحد) وفي مناطق منابع النفط جنوبا في البصرة والعمارة وحتى السماوة والديوانية وبابل ،
وبموازاة ذلك قد تعمد أميركا أيضا بافتعال نزاعات داخلية في إيران وقد تستغل انتفاضة ابناء  الأحواز المجاورة لحدود العراق الشرقية، وربما تحرك القبائل الغير فارسية في مناطق شرق إيران المتاخمة مع باكستان لإيجاد بؤر تتناحر فيها الإثنيات المختلفة الخاضعة لحكم الفرس .
انها حرب أميركا في منطقة (الشرق الأوسط الجديد) والفوضى الخلاقة التي تمهد لسايكس-بيكو جديد والتي أخذت تنتقل من قمة هرم المنطقة المتمثل بالعراق ثم الى سوريا ولبنان واليمن وليبيا
فهل يلحظ سايكس بيكو الجديد إيران
وهل استنفذت ولاية الفقيه جميع خدماتها وبات على صانعوها إنهائها كما اوجدوها !!!
وهل نهنئ أنفسنا بأننا ساهمنا في انجاح مخطط الشرق الاوسط الجديد وبدقة متناهية والذي أعدته الصهيونية العالمية بهدف  تمزيق أوصال وطننا العربي وقتل اكبر عدد من سكانه وتدمير بنيته التحتية وتهجير أبنائه والمساهمة في التغيير الديموغرافي فيه ومن ثم فرض خارطة جديدة علينا عنوانها تجزئة المجزأ ويتقسم فيها المقسم!
ولمشروع سايكس بيكو الجديدة أيضا غايات عديدة منها ما يتعلق باستمرارية إنتاج  الصناعات العسكرية في أميركا والغرب لتلبية متطلبات الحروب البديلة ،والحؤول دون تحقيق الاستقرار والسلام في أقطارنا  لخدمة مصالح الكيان الصهيوني الذي يفترض وفق النظريات المستقبلية أن يكون الكيان الاكبر والاقوى بالمنطقة.
فحذاري أمة العرب ، الموصل بعد تحريرها من أبنائها ستكون نقطة انطلاق لما هو أدهى وأمر،  والشيطان يكمن في التفاصيل ،
وان غدا لناظره لقريب...


أبو محمد عبد الرحمن
نبض العروبة المجاهدة للثقافة والاعلام

التعليقات



جميع الحقوق محفوظة

سعد بن ابي وقاص

2018