سعد بن ابي وقاص سعد بن ابي وقاص

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

(موقف نبض العروبة المجاهدة للثقافة والإعلام) مؤشرات في الصراع الإعلامي على وسائل الاتصال الجماهيري



كاظم عبد الحسين عباس

حرمت المقاومة العراقية الباسلة على مدار أربعة عشر سنة من  كفاحها البطولي ضد قوات الاحتلال متعددة الجنسيات من أحد أهم أدواتها الضرورية ألا وهي وسائل الإعلام وضرب طوق ظالم على فعالياتها وأخبارها وفصائلها وقياداتها حتى لنكاد نجزم أن المنفذ الوحيد الذي كان يعرف عبره العالم أن في العراق مقاومة هو الإعلان أو التسريب الذي تضطر على إعلانه جيوش الغزو وخاصة البريطانية والأمريكية عن بعض ما تتعرض له من خسائر وهجمات يومية كان يستحيل عليها إخفاءها بسبب ظهور نتائجها للعيان في شوارع البلدين ومقابرهما وفي مشافي ألمانيا بشكل خاص التي وصل عدد من أحيل إليها من الجرحى والمعاقين والمجانين ما يربو على ربع مليون أمريكي أصيب في المواجهة مع المقاومة العراقية. يقابل هذا الحصار إعلام شرس تزيد عدد ساعاته عن الـ ٢٠٠ ساعة في اليوم موجه كله لتحقيق أهداف
وغايات وبرامج الاحتلال في تجريم وشيطنة الدولة الوطنية وقيادتها وكل من أدار دفتها وساهم في إنجازاتها التاريخية العملاقة وخاصة حزب البعث العربي الاشتراكي وفي الترويج للفتنة المذهبية والعرقية والديمقراطية المزيفة والمحاصصة القذرة والدستور الملعون وغيرها.
ولعل من اللافت أن تركيز إعلام الاحتلال (استخداماً وحصاراً) على قنوات التواصل الاجتماعي كان محدوداً في سنوات الاحتلال الأولى واستخدمت قنوات الفضاء التلفازية والصحافة بشكل عام أكثر من الأنترنيت ومشتقاته كالفيس بووك وتويتر واليوتيوب وغيرها. غير أننا نلاحظ تصاعد التوظيف الإعلامي المعادي لحزب البعث العربي الاشتراكي وقيادة دولته الوطنية والناشطين البعثيين والوطنيين والقوميين والإسلاميين الأحرار على هذه القنوات والوسائل منذ بدايات إطلاق ما يسمى بالربيع العربي بحدود عام ٢٠١٠م.
إن التدقيق في تطور استخدام الأنترنيت وتطبيقاته المختلفة ضد المقاومة العراقية وناشطيها وخاصة البعثيين العراقيين والعرب والبحث عن خلفياته وأسبابه يمكن أن يرشدنا إلى الحقائق الآتية:
١- نجاح البعث والمقاومة في استثمار هذه القنوات وتحويلها إلى مراكز إعلام شعبي كبيرة تقترب في تأثيرها من قنوات الفضاء. 
٢- الإخفاق والفشل الذي واجهته خطط الاحتلال وقواته وآلياته وتقنياته التكنولوجية التي لم يشهد لها العالم مثيل أمام ضربات المقاومة العراقية في طول العراق وعرضه وانهزام الجيوش وهربها واحداً تلو الآخر وعجز دول العدوان على التغطية المقنعة لشعوبها على ما تكبدته من خسائر وانهزام مشهود. 
٣- في الوقت الذي تصاعدت فيه وتائر النشاط الذي يتصدى له فيلق الإعلام المقاوم واتساع مساحاته وأعداد المناضلين المنشغلين فيه تطوعاً وبإرادة ذاتية صرفه وبتمويل شخصي ذاتي هبطت تدريجياً وتهاوت تجارة التزوير والشيطنة الضخمة على الصحافة وقنوات الفضاء وفقدت الكثير من مصداقيتها أمام العراقيين والعرب والعالم. هذا التصاعد في مقاييس الفشل أدى إلى تصعيد وتائر اللجوء إلى الإعلام الشعبي على الأنترنيت لتلافي الإخفاق ولمواجهة المد الإعلامي المقاوم المتصاعد.
ويمكننا التقاط أهم مميزات الإعلام المعادي على الفيس بووك وتويتر واليوتيوب بما يأتي:
١- استخدام جيوش إلكترونية ممولة من مخابرات سلطة الاحتلال. وجميعها تعمل كأشباح بأسماء وهمية وبحسابات بعضها مسروقه وبعضها تم شراءه.
٢- لجوء مخابرات الدول المشتركة بالاحتلال وخاصة أميركا وبريطانيا وإيران والكيان الصهيوني إلى رصد وتخريب أنشطة البعثيين ورفاقهم وشركاءهم في الهم الوطني واستراتيجية المقاومة والتحرير.
٣- استخدام وكلاء متخصصين في إعلام المخابرات والاستخبارات للقيام بتشويه سمعة الماجدات والأحرار بسبل وطرائق خالية من الأخلاق والآداب والإنسانية.
٤- استثمار الخواص المعروفة في الفيس بووك بطرق كيدية منها إمكانية التهكير (السرقة) وتشويه نقاء وطهر حسابات وصفحات ومجاميع المقاومين النجباء بصور وفيديوهات وكتابات قذره والتبليغات الكيدية التي تفضي إلى غلق الأنشطة المقاومة أو إضعافها أو على أقل تقدير إشغال الناشطين وتقليص فعالياتهم الجهادية والنضالية التعبوية والتنويرية التثقيفية وتحجيم قدراتهم التي شهد لها العالم بفضح منتجات الاحتلال وفساد وفشل العملية السياسية الاحتلالية.
ولعل من المهم أن نشير إلى التحالفات التي برزت في السنتين أو ثلاث سنوات الأخيرة بين الفرقاء والأنداد الذين التقوا بمنهجية أو عن طريق التقاء المصالح الظالمة الوسخة والتي تتوحد كلها عند ذات الأهداف: وأهمها تحجيم التأثيرات المتصاعدة للإعلام المقاوم وخاصة إعلام فيلق المقاومة البعثية الباسلة ومن أبرزها:
أولاً: تعاضد المرتدين والمتساقطين من حزب البعث العربي الاشتراكي من الذين فقدوا البوصلة فانحرفوا في عداء للبعث وقيادته أو تساقطوا في متاهات الفتنة الطائفية مع بعضهم البعض رغم المسافات الشاسعة لأهداف كل منهم.
ثانياً: تحريك عملاء سابقين وتجنيدهم من قبل مخابرات إيران وبعض الأنظمة العربية لمتابعة حراك البعثيين ومحاولة تحجيمه بالوسائل التي أشرنا إلى بعضها وهناك ما هو خارج معرفتنا وتصوراتنا طبعاً.
ثالثاً: توحيد أنشطة المعنيين في أولاً وفي ثانياً مع بعضهم البعض في ذات السياق ولنفس الأهداف.
بات واضح لرجال الإعلام المقاوم معظم تفاصيل المشهد وهم بكل تأكيد لديهم وسائلهم وأدواتهم النافذة التي أعيت وستعي المنخرطين في الصراع الإعلامي الذي هو مؤشر إيجابي في محصلته النهائية يصب في صالح المقاومة وعناصر إعلامها المتحلية بالثبات والإصرار والتي تتوقع وتنتظر انخراط المئات من المتفرجين الآن في صومعة الإعلام الشعبي لتعضيد مسيرة من سبقهم وأسس لانتصارات إعلامية مشهودة ومتواصلة حتى مع قلتها ومحدودية إمكاناتها البشرية والمادية:
وكم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة ....  بأمر الله وبعونه..... والله أكبر.

التعليقات



جميع الحقوق محفوظة

سعد بن ابي وقاص

2018