سعد بن ابي وقاص سعد بن ابي وقاص

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

(موقف نبض العروبة المجاهدة للثقافة والإعلام) لهذه الأسباب صنعوا الإرهاب!



كاظم عبد الحسين عباس

يستغرب البعض بل وربما يستنكر البعض إصرارنا على القول بأن داعش قد صنعت في دهاليز مخابرات أميركا وبريطانيا وبتأثيث ميداني من إيران والصهيونية وأتباعهما. وها هي معركة داعش مع صناعها على أرض الموصل الحدباء تقدم وتضيف أعظم الأدلة على ما زعمناها وصرحنا به وظل العالم يتجاهلنا خوفاً ونفاقاً.
الملاحظة الأولى: تم اختيار (زعيم عراقي) لداعش على خلاف معظم تشكيلات القاعدة وذلك لمنحها سمة عراقية طائفية. 
الملاحظة الثانية: منحت داعش قدرات وقوة خارقة لم تمنح لسواها من قبل واستولت في لمح البصر وبمعارك صورية أو بدون معارك على ما يزيد على نصف مساحة العراق.

الملاحظة الثالثة: الأرض التي منحت لداعش هي الواقعة خارج سيطرة إيران وحتى سطوة أميركا فيها كانت ضعيفة. واضح أن الدافع هنا هو امتلاك الذريعة لاحتلال المدن العصية ومعاقبة الشعب المقاوم.
الملاحظة الرابعة: لم يسمح لداعش بالاقتراب من محافظات ككربلاء والنجف والمثنى وبابل مثلاً التي كان يمكن لداعش الاستيلاء عليها أسهل من الموصل وما وراء هذا التحديد هو لكي تكون الضغينة الطائفية حاضرة والمسوغ لإصدار فتاوى( الجهاد عن المقدسات) قائم.
الملاحظة الخامسة: مارست داعش صلاحيات (دولة) في التجارة مع دول كما لم يحصل مع أي من تفريخات القاعدة الأخرى للتغطية على حقيقة تمويلها من الجهات المصنعة لها. 
هذه الملاحظات (الأدلة) هي بعض جزئيات المشهد المنظور وقد تكون هناك غيرها مما هو غاطس وغير منظور لنا على الأقل. 
كانت أهداف الأمريكان والإيرانيين من استخدام منظمة أو تشكيل إرهابي مقرون بصفة (دولة إسلامية  طائفية) ذات قدرات قتال شرسة بل تفوق قدرات (دول) مدروسة بعناية وموجهة بدقة ليس باتجاه تأثيث مسوغات وحشد طاقات طائفية وبفتاوى (مقدسة) فحسب، بل ولسد أفواه العالم كله بلا استثناء من رفض وإدانة التدمير الذي ستواجهه الأنبار وصلاح الدين وديالى وبعض من كركوك والموصل والتهجير والتقتيل والاعتقال الذي سيواجهه شعب هذه المحافظات الباسل الأبي وهذا ما حصل وشهدناه وشهده العالم كله في جميع المدن التي حصلت بها المعارك الصورية مع داعش والتي كانت موجهة في جوهرها للمدن وأهلها.
ولعل ترك الموصل كآخر معركة بل واستخدامها أصلاً كمعقل للتنظيم ودولته المزعومة كان مقصود أيضاً وفيه دهاء ومكر وخبث ولؤم. فالموصل تحاذي تركيا (المتهمة طائفياً بالتعاطف مع داعش) من جهة وتحاذي سوريا التي هي الامتداد الداعشي العابر للحدود والمطلوب ميدانياً وعملياً لإضافة الصبغة الدينية المذهبية للدولة الإسلامية المزعومة كجزء من عوامل التعمية والخداع والتزوير. وكذلك لتكون معركة الموصل (الفاصلة الحاسمة عراقياً على الأقل) تستدعي وتتطلب وتفرض الرضا والقبول والسكوت عن الخراب والدمار والهلاك الذي خطط وصمم للموصل وأهلها لأنها معقل لعروبة العراق ومنبع لقيادات جيش القادسية الثانية المجيدة وضباطها ولما للموصل من مكانة في حضارة العراق القديمة والحديثة ولسعتها كمحافظة تقترب من حجم العاصمة بغداد مساحة. 
إذن ... 
خلق ومحاربة الإرهاب كانت هي السفينة التي ركبها المخططون والمنتجون لداعش كي يتاح لهم فعل ما يشاؤون دون اعتراض أحد.. ومن يعترض.. إنساناً أو منظمة أو حزب أو دولة فإنه سيصنف إرهابياً..
القتل مباح 
تشريد السكان الأبرياء وتهديم بيوتهم على رؤوسهم مباح.. 
تعريض النازحين لظروف جوية قاسية حيث موسم الأمطار والبرد كان أيضاً مقصود ولئيم.. ومباح.
مشاركة إيران مبررة!!
ومشاركة الحشد المعبأ بالحقد المذهبي الطائفي مبررة!!
كل الإجرام مباح ومبرر.. كل ما رأيناه وراه العالم من أهوال وماسي وكوارث لا يجرؤ أحد على إدانتها رغم أنها تطال الأبرياء من الأطفال والنساء والعزل المدنيين عموماً.. ما كان لها أن تحصل وبالسعة والاحتراف الإجرامي الذي يفوق بكثير إرهاب وإجرام داعش وبصمت شامل بل بمباركة شاملة من كل العالم المصاب بالشيزوفرينيا لولا أن الخصم فيها هو داعش الإرهابية. وهذا هو تفسير إنتاج داعش ومنحها السطوة الأسطورية.
لقد صنعت داعش وحوربت بتقنيات ومهارة هي الأعظم للمخابرات الأمريكية والإيرانية والصهيونية وأدواتهما نوري المالكي وبشار الأسد وحزب نصر الله اللبناني الإيراني ونجحت في تحقيق أهدافها المرسومة لخدمة الاحتلال المركب للعراق حيث فشل الغزو والعملية الاحتلالية السياسية التي أطلقها الغزاة.
بقي أن نقول ما قاله قائد البعث والمقاومة الرفيق المجاهد عزة إبراهيم من أن انتهاء معركة الموصل ستكون إيذاناً بعودة العراق المقاوم المجاهد وهنا سيكون مقتل الإرهاب الذي قاتل إرهاب داعش والخسارة الأعظم التي ستلحق بمن صنع داعش ودمر بلادنا تحت ذريعتها. والله أكبر.

التعليقات



جميع الحقوق محفوظة

سعد بن ابي وقاص

2018