سعد بن ابي وقاص سعد بن ابي وقاص

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

الدكتور خضير المرشدي - الاحتياطي المضموم ... لن يفلح في إنقاذ العملية السياسية من السقوط .



أخطر أنواع الصراع الذي فُرض علينا بقوة السلاح والمال والاعلام ، هو صراع الطوائف والأديان والأقليات ، سنة شيعة ، عرب وأكراد وتركمان ومكونات أخرى ، والذي هيّأ المحتل لإدارته مجموعات من بين العراقيين ، لكل منهم اتباعه ومرجعيته وارتباطاته الإقليمية والدولية ، وكل يبحث ويتحدث عن حقوق وإستحقاقات قوميته وطائفته وأقليته ومنطقته ، أو مصالحه الشخصية ، بعيداً عن حقوق العراق كدولة عربية موحدة ، ودون النظر لمصالح شعبه العليا .

وبات المجتمع الدولي بشكل عام ، وعدد من الدول العربية المجاورة للعراق بشكل خاص ، تتعامل مع هذا الواقع المزيف والغريب عن طبيعة العراقيين وتاريخهم على أساس إنه الحقيقة المطلقة ، وبدئوا منذ عام ٢٠٠٣ يبحثون مع هذه المجاميع العراقية الفئوية عن حلول لقضية العراق ، في اطار دستور الاحتلال وعمليته السياسية ( الكارثة ) ، مما وضع العراق فِي أتون أزمات أمنية وعسكرية وخدمية واقتصادية واجتماعية وقانونية واخلاقية مستمرة ومتصاعدة منذ احتلاله وحتى الان . وهي التي كانت السبب الذي هيأ لظهور حركات إرهابية طائفية متطرفة ومجرمة ، يمثلها تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام ( داعش ) وتداعيات الحرب الدولية ضدها من جهة ، وميليشيات مسلحة مرتبطة بايران واحزاب السلطة تزيد عن داعش بإرهابها وجرائمها من جهة أخرى ، وأصبحت مصدر تهديد لأمن الدول القريبة والبعيدة . 


إن هذا النوع من الصراع الفئوي ، يمثل أداة من أدوات المحتل ، وواحدة من حيله وألاعيبه في تغيير مجرى الصراع الرئيسي وتحويله إلى صراعات ثانوية ومشاكل جانبية تجعل العراقيين لايعزفون عن مقاومة المحتل وملاحقته وفق القانون لانتزاع حقوقهم الوطنية فحسب ، بل تدفعهم للاستنجاد به وطلب معونته في إيجاد الحل لأزماتهم وتخليصهم من ايران وعصاباتها وعملاؤها ، وداعش ومثيلاتها ، متناسين إن المحتل هو من جاء بهذه الكوارث وخلق الازمات ، وكان السبب الرئيسي في حدوثها ؟؟؟ 

شعب العراق لم يعرف الطائفية من قبل ، ولم يتنافس فيه البشر على أساس قومياتهم وأديانهم وطوائفهم ، بل عاشوا بسلام وانسجام وتلاحم وتسامح ومحبة ، طيلة تاريخهم القريب والبعيد ، وأنهم بهذه الخواص تصدوا للعدوان وطردوا المحتلين عبر التاريخ ، وأقاموا الحضارات وبنوا الأمصار وأثروا الانسانية بإنجازات وعلوم وقيم . 

- فالصراع الرئيسي في العراق هو : 
صراع بين إرادة وطنية لم تنحني ولن تنكسر - وبين إرادة ( قوى معتدية ) ، دولية واقليمية ومحلية ، اتفقت جميعها على إحتلاله وتحطيمه ، وإشتركت في العدوان عليه ووجهت إهانة كبيرة لهذا البلد العريق وأساءت لتاريخه وقيمه وأخلاقه ، وإن إختلفت فيما بينها بين فترة وأخرى على النفوذ وتوزيع المصالح والمكاسب والمناصب !!!

- الصراع الحقيقي ، هو بين إرادة شعب العراق بكافة قومياته وأديانه وطوائفه ، التي تعاني الظلم والإفقار والتهميش ،  وبين إرادة قوى شريرة متعددة المنابع والمصالح والاهداف تسعى لإنقاذ مشروع الاحتلال وإنجاحه .  
وليس مايجري من تنافس وصراع ومناورات ومشاورات بين هذه الفئات او المكونات او الاشخاص وبرعاية عربية واقليمية ودولية ... كل منها يهدف لأن يكون هيكل العراق المستقبلي ، وفق توجهاته وبما يخدم مصالحه !!!

- ولهذا إن ماجرى في تركيا مؤخراً من إجتماع لما يسمى ( ممثلي السنة ) بأمر أمريكي وتنسيق عربي - تركي ( ولم تكن ايران بعيدة عنه مطلقا بل هي صاحبة المصلحة الحقيقية في هذا التكوين ) ، يمثل محاولة لترميم العملية السياسية المتساقطة والفاسدة ، ويعبر عن التزام هذه الاطراف في دعم مشروع الاحتلال الذي تقوده وتديره ايران بشكل مباشر وغير مباشر .

إن هذا التوجه السياسي الجديد بمن حضره من اركان العملية السياسية الفاسدة وبأوصافهم المعروفة للشعب !! وإضافة ممثلين من خطوط الاحتياط المضموم التي كانت تدّعي لوقت قريب رفضها للفئوية الطائفية ، وللعملية السياسية ومشروع الاحتلال والأقاليم  ...
لن يحقق الحل الذي يسعى إليه العراقيون في طرد ايران من العراق وتفكيك ادواتها ، وفي تغيير العملية السياسية الكارثية ودستورها ، وفِي إعادة بناء العراق وإعماره . وهو لن يكون إلا واحدة من المحاولات الفاشلة كسابقاتها التي لن تزيد الوضع إلا تأزماً وتدهوراً وتخلفاً وطائفية وفساداً وإرهاباً .

فبدلاً من إضاعة الوقت والجهد والمال في صناعة مشاريع سياسية هزيلة ، وبأسماء جديدة وهيئات وكتل تدور في ذات المحور ، تضاف لما موجود من احزاب في اطار عملية الترميم لهيكل متهاوٍ ، فإن على الدول العربية والاقليمية الداعمة لهذا المشاريع ، أن تعلم إن عملية نفخ الروح بجسد ميت لاتجدي نفعاً في إحيائه !!!
وإن طريق الحل الشامل والنهائي والدائم الذي ينقذ العراق من الكارثة ، ويعيده لانتمائه العربي والاسلامي ولممارسة دوره الانساني ، وبما يحفظ أمن ومصالح هذه الدول والعالم ، لن يتحقق الا بمناقشة كافة المشاكل التي خلّفها الاحتلال ووضع الحلول النهائية لها وفِي مقدمتها إنهاء الاحتلال الايراني للعراق ورفض وانهاء كافة انواع النفوذ والتدخل الاجنبي فيه ،  وتغيير العملية السياسية الفاشلة والفاسدة ودستورها المشبوه ، والغاء قوانينها الاجرامية التي انتهكت حقوق ومصالح ومقدسات العراقيين وأموالهم وأعراضهم ، واعادة بناء دولتهم وفق قوانينها وانظمتها وتقاليد عملها الوطنية

التعليقات



جميع الحقوق محفوظة

سعد بن ابي وقاص

2018