سعد بن ابي وقاص سعد بن ابي وقاص

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

(موقف نبض العروبة المجاهدة للثقافة والإعلام) العملية السياسية الاحتلالية في العراق: بين الكهنوت والعلمانية المعممة


 أبو الحسنين علي

وصلتني رسالة من أحد الأخوة في العراق هي عبارة عن نص فتوى (للمرشد الأعلى لجمهورية العراق -سيستاني) الصنيعة (الأمريكوإيرانية الصهيونية) تنص على تحريم انتخاب الأحزاب (الدينية) في الانتخابات القادمة والانتقال بالنظام إلى (الحالة المدنية). وقد اتصلت بصاحبي للتأكد فأكد صحة صدور الفتوى. 
الدلالة الأولى للفتوى أن العملية السياسية باقية بقيادة وتوجيه وبمباركة المرجعية ولكن عليها أن تتنفس بعض الحيوية والتغيير وتنزع العمامة لترتدي بزة مدنية. والفتوى صدرت في توقيت يتيح للأحزاب (الدينية) ترتيب شراء أو خياطة البدلات المدنية وتشكيل هياكل مدنية لها من جهة ومن جهة أخرى ستتيح للمعممين وأشباه المعممين تغيير ألسنتهم على عشرات الفضائيات التي أنشئت خصيصاً لملاحقة التطورات والمتغيرات الجيوعمائمية ومقتضيات تلبس الحالة البديلة في أية لحظة تقتضي نزع الأفاعي لجلودها.
ويبدو أن أول المستجيبين للأجندة الجديدة للاحتلال الإيراني لبلدنا هم (سنة السلطة الاحتلالية). فاستجاب سليم الجبوري (الإخوانجي) وانشق على حزبه (الإسلامي) وكون تياره المدني الجديد. ثم ما لبث (ممثلو وقادة المكون السني) أن لملموا أطرافهم العديدة لتنتظم تحت رأس واحد فيه عشرات الأدمغة التي يصل الخلاف بين بعضها البعض إلى حد التقاطع. 
المشهد الجديد الذي يبدو أن (أصحاب المحاصصة) في العملية السياسية قد التقطوه في ضوء مؤشرات التغييرات السطحية والجذرية في سياسة البيت الأبيض والبنتاغون (الحامين الأساسيين للاحتلال الإيراني وللعملية السياسية) يمكن تخيله في لوحة سريالية بشقين:

الشق الأول: معممين تابعين للاحتلال الإيراني يسمونهم (شيعة) تم الإيعاز لهم بنزع العمامة وارتداء أطقم من بدلات مدنية.
الشق الثاني: مدنيين لبسوا عمامة أو (ما يشبه العمامة) ليمثلوا (المكون السني) لأن التمثيل المذهبي في كل الأحوال يقتضي العمامة أو ما يشبهها ولأن أهل العراق في المناطق الغربية لم تحكمهم العمامة من قبل بل حكمتهم سنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. 
على العموم.. 
بإمكان السيستاني أن يجعل أعوانه يخلعون العمامة التي برهنت أنها لا تمت لا إلى رسول الله ولا لآل البيت ولا للإسلام ولا للتشييع بشيء بقدر ما هي خديعة وضحك على الذقون وستار لسلطة لا هم لها غير القتل والسرقة والفساد. لكن السيستاني لن يقدر على نزع العمامة من على رأس (المكون الآخر) بل ربما سيتبرع بتجهيز روادها الجدد بعمامات بريطانية الصنع حيث الصناعات النسيجية البريطانية هي الأجود في العالم.
المشهد العراقي للانتخابات القادمة:
خلع عمامة للضرورات السلطوية وارتداء عمامة لضرورات تأكيد التمثيل وأحقيته. وهكذا يمكن التيقن من أن أميركا في عهدها الجديد ستجري تغييرات جوهرية في العراق أهمها الانتقال من عمامة إلى عمامة بحيث تبقى جذوة الحروب الأهلية متقدة وحيوية السلطة الراعية للحروب الاحتلالية تتراوح في الانتقال من كهنوت العمامة إلى عمامة العلمانية المتكهينة.
ويبقى على العراقيين أن يفرزوا الخنادق وتداخلها حيث سيخوضون غمار الانتخابات الديمقراطية الجديدة لعمار الحكيم بلا عمامة ونوري المالكي بعد التحول الجنسي وجماعة سليم الذي استسهل التحول فتحول مستبقاً كل المتغيرات.. أو أن يثور العراقيون عن بكرة أبيهم (وهذا ما يبدو الآن بعيد التحقق لأن الحاجة للبطانيات وهدايا الشرقية البزازية ما زالت تحكم أهل الجنوب المغلوبين على أمرهم) و (تحكم أهل الغربية المشردين في العراء يقتلهم رصاص الحشد وداعش وقارس البرد وصقيع الشمس).

التعليقات



جميع الحقوق محفوظة

سعد بن ابي وقاص

2018