سعد بن ابي وقاص سعد بن ابي وقاص

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

(موقف نبض العروبة المجاهدة للثقافة والإعلام) هكذا صار البعث هو العراق وهو الأمة كلها

     

البروفيسور كاظم عبد الحسين عباس

أحد مظاهر الغباء الأمريكي وحساباته الخاطئة هو إقدام سلطة الاحتلال على إصدارها للقرار رقم واحد الذي يمجه كثيرون وأولهم أدعياء الديمقراطية ويقرنونه بالانقلابات العسكرية كما يدعون والبيان الأول للغزو كان بصيغة قانون لاجتثاث حزب البعث العربي الاشتراكي. الغباء الأمريكي تمثل بجعله البعث هدفاً أول للاحتلال والغزو وقرار حل الجيش ما هو إلا امتداد لقانون الاجتثاث وتعضيد له وكذلك إلغاء وزارة الإعلام وحل العديد من مؤسسات الدولة التي شكلت بمجملها تهديم للدولة الوطنية العراقية لأن المعلومات المتاحة للبنتاغون والتي غذيت بها الإدارة الأمريكية المعتدية المجرمة مفادها أن الجيش العراقي جيش عقائدي وهو جيش بعثي في هيكله العام وأن أجهزة الدولة الأخرى المحصنة بالشرعية والقانون والعفة والنزاهة هي أيضاً بعثية. لا يقتصر وصف القانون والقرارات المتصلة به بالغباء لأنه غير قابل للتنفيذ لأسباب عديدة أولها أن البعث فكر وعقيدة وليس حزب عادي ومعروف استحالة اجتثاث الفكر والعقيدة بل يتعدى ذلك إلى أمور حسبتها الإدارة الأمريكية أنها ستكون عوناً لعمليتها السياسية وضمانا لخلق وتوسيع سطوة أزلامها الذين ستوظفهم في عمليتها السياسية غير أن حساباتها كانت تتسم بالبلادة من بينها:

- إسقاط احتمال أية مقاومة بعثية أو تحريك البعث للقوى الوطنية وللشعب وهذا لم يتحقق لا للأمريكان ولا لأعوانهم إذ فاجأهم البعث بمقاومة شرسة دمرت جزءاً مهماً من برامجهم الاحتلالية وحجمت وعرقلت أخرى وستمضي قدما حتى تحرر العراق طال الزمن أم قصر.
- تشتيت الجهد الوطني العراقي ومعه وعبر تشتيته إلغاء احتمالية المعارضة البعثية من فروع الحزب في الوطن العربي والمهاجر وهذا أيضاً لم يتحقق بالمدى والحدود التي تخيلها صناع القرار الأمريكي ومن غذاهم بمعلومات مضللة زبدتها إن (سحق الرأس) في العراق سيجعل كل الأطراف تتهاوى بلا حراك ولا حس ولا نفس. والمد البعثي الآن يتصاعد من البحرين إلى نواكشوط.
وحيث سقطت الحسابات المركزية للقانون سيئ الصيت وتحول إلى محض إرهاب وتنكيل وتهجير وتصفيات جسدية وقطع أرزاق هي بمثابة عار وخطوط سوداء شائنة في تاريخ أميركا ونظامها السياسي الدعي وشعبها الذي أثبت عموما انه دون مستوى الأدراك والإنسانية التي ظنها كثيرون، فان القانون قد منح البعث ورجاله:
١- مساحة البطولة التي يستحقونها في الدفاع عن وطنهم وعن كينونتهم القومية التحررية الوحدوية المجيدة. ولا زالوا يشرقون بها شموساً على الوطن من أقصاه إلى أقصاه رغم الردى.
٢ - فرص واسعة للتخلص من ما علق بجسد الحزب من أدران السلطة عبر أدران المنافقين والكذابين والنفعيين الانتهازيين الذين نفذوا للحزب عبر السلطة وهم أما أعداء له أو مندسين من قوى سياسية تابعة للأجنبي حيث تمكن البعث وسلطته الثائرة من قطع دابر صيغ التجسس التقليدية. والبعث في العراق الآن أقوى بكثير مما كان قبل الغزو الغاشم والاجتثاث اللئيم.
٣- أثبت الاجتثاث وقبله غزو دولة البعث في العراق على أن البعث عدو للإمبريالية والصهيونية فكبر بعين الأمة كلها. ولأن التأكيد على هذه الحقيقة لم يأت عبر منشور بعثي بل عبر تحالف كوني ضم أكثر من أربعين دولة فإن البلاغ قد وصل إلى كل بيت عربي ودخل إلى قلوب العرب كلهم حتى الذين اصطفوا مع العدوان وإن كابروا.
٤- جرائم اغتيال قادة الحزب وعلى رأسهم الرئيس صدام حسين رحمه الله برهن على وطنية وقومية البعث وإنسانيته لكل من كان يشكك بها ووضع أعداء الحزب في العراق من العرب والعجم في خانق ضيق ستظهر آثاره كظهور الحق من بين أطلال الباطل طال الزمن أم قصر.
٥- وصل اسم البعث وعقيدته ومبادئه السامية النبيلة إلى كل بيت عربي فحقق الغزو والعدوان للبعث ما لا يستطيع تحقيقه لنفسه في عشرات السنين.
٦- انكشفت للقاصي وللداني دناءة ووضاعة معارضي الحزب ومناوئيه وأعداءه وتعرت عمالتهم وخيانتهم وعبوديتهم وفقدانهم للأخلاق وللروح الوطنية فتحقق للبعث هنا أيضاً منجز عرضي ما كان بوسع البعث تحقيقه لو تحدث بنفسه عن حقائق هؤلاء الأوباش الحثالات لعشرات السنين.
٧- صار البعث ودولته الوطنية بضفة هي ضفة الإخلاص والطهر والوفاء والأمانة والإيمان مقابل ضفة أخرى بها كل أعداء البعث هي الوضاعة والرذيلة والعدوانية والارتزاق وهذه النتيجة هي الأخرى وسعت جماهيرية البعث وغذت جذوره العميقة وأضاءت بإشراقات جهادية ونضالية أصالة الحزب وعلو كعبه في العراق والساحة العربية كلها.
٨- وضعت البعث في صف الجماهير كلها ومنحته شهادة النضال والجهاد من أجل تغيير واقعها وصناعة مستقبلها.
ولأننا ندرك أن الثورية والروح النضالية لها ثمن باهظ فإن ما حصل للبعث من أضرار بالغة هي بمثابة التضحيات التي أشرت جواز سفره للمجد والشعبية التي تبناها فكراً وعملاً وطمح لبلوغها لتكون مثابة انطلاقة في تحقيق الوحدة العربية والحرية والعدل بالاشتراكية البعثية العتيدة.
إن الأضرار والتضحيات التي حلت بالوطن والأمة نتيجة استهداف البعث صارت الآن مخاضات لولادات جديدة تنبض بالحياة وستشرق وتنبثق أنوارها ثورات تمحق واقع الأمة المتردي وتنهي وهنها وعزلتها وتعيدها إلى موقعها المستحق عطاءاً وحضوراً قومياً ذاتياً وإنسانياً موضوعياً. 
الغزو والاحتلال وما أنتجاه من تداعيات خطيرة وكوارث ونهب وفساد وفشل حولت البعث من حزب سياسي له عقيدة قومية إلى عراق بكل حجم الشعب والجغرافيا والى أمة بكل حجم الأمة فضاءً مباركاً وشعب حر أبي. والله أكبر

التعليقات



جميع الحقوق محفوظة

سعد بن ابي وقاص

2018