مؤيد الدين بن العلقمي قتله هولاكو ( -1197- 1258 م ) نسبه :
محمد بن أحمد بن علي العلقمي الأسدي من بني أسد بن خزيمة بن مدركة ين إلياس ين مضر ين معد بن عدنان، أبو طالب مؤيد الدين العلقمي الأسدي.
ابن العلقمي هو وزير الخليفة العباسي المستعصم بالله محمد الظاهر، (( يعني رئيس الوزراء آنذاك ))، وقد رتب مع هولاكو بمعاونة " رجل الدين الطوسي " الفارسي " قتل الخليفة واحتلال بغداد على أمل أن يسلمه هولاكو إمارة المدينة، إلا أن هولاكو قام بقتله بعد تدمير بغداد.
ولكن لماذا تآمر ابن العلقمي على الخليفة؟
يقول التاريخ: إنه كان مشتركا في مخطط خبيث وضعه الفرس المجوس في طهران كان يهدف إلى إسقاط الخلافة العباسية وإقامة خلافة علوية بدلها في بغداد !؟
وقد اشترك في هذه المؤامرة مع ابن العلقمي رجل الدين الفارسي " المدعو نصير الدين الملقب بابن الطوسي " وهو فعلاً ليس عراقيا ولا عربياً بل فارسي دما ولحما كما شخصية السيستاني اليوم، والذي كان مسؤول ( الحوزة في النجف ) المرتبطة بإيران.
وكان ابن العلقمي خبيثا وماكراً واشترك في المؤامرة التي خطط لها في إيران لإقامة خلافة علوية مرتبطة بهم على أنقاض الخلافة العباسية فعمل بكل طاقته بتنفيذ هذا المشروع مستغلاً موقعه الكبير ونفوذه في سلطة الخلافة.
فلم يتم له ذلك لقوة وعظم شوكة بني العباس وعساكرهم، ففكر بخطة خبيثة تقتضي التعاون مع هولاكو القوة الغاشمة التي كانت طاغية آنذاك ولا سيما بعد سيطرة هولاكو على دولة الروم.
يا ربي ما شابه اليوم بالبارحة!!
تعاونت شلة من العراقيين الموالين لإيران مع أمريكا وبريطانيا وحلفائهم من بعض العرب أعداء العراق حتى احتلوه وقدموه على طبق ِ من ذهب لإيران المجوسية.
في تلك الفترة الزمنية كان هولاكو يتمدد في الشرق وبسط نفوذه على دولة الروم ووصل حتى تركيا اليوم، فقرر ابن العلقمي انتهاز هذه الفرصة الثمينة لالتعاون والاتفاق معه على احتلال وطنه العراق وإسقاط الخلافة العباسية بالقوة الغاشمة التي كان يقودها عن طريق الغزو وبالتعاون معه وخدمته تكتيكياً لهولاكو لحين تمكنه هو وأصحابه من استلام السلطة من بعد أن يتم احتلال بغداد من قبل، وبعدها سيتمكن الفرس المجوس من خلال أتباعهم من بعض العراقيين من الهيمنة على بغداد تحت يافطة إقامة الدولة العلوية في العراق بعد إسقاط الدولة العباسية مستغلين "نفوذ أهل المذهب " بشكل سري وجعلهم سلماً لتحقيق غاياتهم الشيطانية.
والتاريخ حافل بأساليبهم الباطنية واستغلالهم للظروف العصيبة للوصول لأهدافهم من خلال ركوبهم للمذهب والدين الإسلامي في كل مكان من العالم بينما هم يبطنون في سرائرهم تدمير الدين الإسلامي ثأراً وانتقاماً منه لان المسلمين هم من ( أطفأ نار مجوسيتهم في القادسية الأولى ) فرسموا إستراتيجية تدميره وتمزيقه من داخله بأسلوب ناعم كنعومة الأفاعي.
ولما بلغ هولاكو ما عرض عليه الوزير ببغداد فزحف بجيشه وقصدها إلى أن نزل عليها، وقد اجتمع أهل بغداد وتحالفوا على قتال هولاكو وخرجوا للتصدي لجيش المغول خارج أسوار بغداد.
وكان الخليفة يسهر مع الجند والمقاتلين ويشجعهم ويشحذ هممهم فقاتلوا قتالا شديدا وصبر كل من الطائفتين صبرا عظيما وكثرت الجراحات والقتلى في الفريقين إلى أن نصر الله تعالى جيش بغداد وانكسر جيش هولاكو أقبح انكسار وفرح العراقيون وخاصة بعد أن وقع في أيديهم بعض أسرى التتار وعادوا بهم ورؤوس قتلاهم إلى مواقعهم ونزلوا بخيامهم مطمئنين بهروب العدو.
فأرسل الوزير ابن العلقمي كاتبه الخاص إلى هولاكو وطلب منه العودة للقتال لجولة ثانية ومعه بعض الأسرار عن الجيش.
ولكن هذه المرة فرض عليه هولاكو شروطاً قبل رجوع جيشه للمعركة وكتب له: فإن كنت صادقاً فيما قلتَ لنا وداخلاً تحت طاعتنا ففرق العسكر.
فلما وصل الكتاب إلى ابن العلقمي أخذ يتحايل على المعتصم ويقنعه بعدم جدوى هذه الأعداد الكبيرة من الجنود حيث إن التتار قد رجعوا إلى بلادهم ولا حاجة لتكليف الدولة كلفة هؤلاء الجند وحبب إلى الخليفة جمع المال والتقليل من العساكر، فاستجاب الخليفة لرأيه وبالفعل تم تسريح أعداد غفيرة من أفضل عناصر الجيش.
يقول المؤرخون: إن ما تم تسريحه يقارب مائتي ألف فارس، وأصبحوا عاطلين ووضعهم لا يسر، فصار الجند يطلبون من يستخدمهم في حمل القاذورات ومنهم من يكاري على فرسه ليحصلوا على قوتهم.
وكاتب الوزير ابن العلقمي التتار وأطمعهم في البلاد وأرسل إليهم غلامه وسهل عليهم احتلال مُلك العراق بشرط أن يكون نائبهم في العراق بعد احتلاله فوعده هولاكو بذلك.
عاد هولاكو وطوق بغداد بجيشه وكان ابن العلقمي يراسله بسرية فطلب هولاكو منه أن يغرق بغداد لكي يضعف القوة المدافعة عنها وفعلا نفذ ابن العلقمي أوامر هولاكو وأرسل جماعة من أنصاره فحبسوا مياه دجلة، حتى تعوق تفوق جيش بغداد، وتقدم جيش هولاكو نحو بغداد من جهة البر الشرقي بناء على كشف هذا السر له الذي أوصله إليه غلامه لهولاكو لأن تلك المنطقة بدون جيش، وقام جيش هولاكو بتطويق بغداد وضرب حولها سوراً على عسكرها وإحاطة بغداد.
فأشار الوزير ابن العلقمي على الخليفة بمهمة مفاوضته وقال: أنا أخرج إلى هولاكو للاتفاق على الصلح فذاق الخليفة طعم الخيانة قبل أن يقتل.
فخرج الخائن ابن العالقمي واتفق معه على خطة جهنمية رهيبة لا يخسر فيها جيش التتار واتفق معه على أن يكون وكيلهم على البلاد بعد انسحابهم من العراق ويبقى هو الوالي، فوافق هولاكو على طلبه ذلك. ورجع ابن العلقمي إلى المعتصم وقال له: إن السلطان هولاكو يا مولانا أمير المؤمنين قد رغب في أن يزوج بنته بابنك الأمير أبي بكر ويبقيك في منصب الخلافة كما أبقى صاحب الروم في سلطته ( وكان هولاكو يصطحب عائلته في غزواته ).
ولا يؤثر إلا أن تكون الطاعة له كما كان أجدادك مع السلاطين السلاجقة وتصرف عنك وعن بغداد شر جيوشه، وأرى أن تخرج إليه وتلتقيه في خيمته السلطانية مع عائلته، التي نصبها على أبواب بغداد فخرج أمير المؤمنين بنفسه وبرفقته طوائف من الأعيان إلى باب الطاغية هولاكو فأنزله الخليفة في خيمة خاصة وضع عليها حراسة مشددة من جنوده.
ثم طلب الوزير ابن العلقمي من الفقهاء والأعيان والوجهاء وأعمدة القوم من أنصار الخليفة ليحضروا حفلة عقد النكاح لابن الخليفة فلبوا الدعوة،وخرجوا من بغداد باتجاه معسكر هولاكو.
فضربت أعناقهم جميعاً وصار كذلك يخرج طائفة بعد طائفة فتضرب أعناقها، ثم طلبَ حاشية الخليفة ثم طلب أولاده فضرب أعناقهم جميعاً.
مصير الخليفة العباسي :
وأما الخليفة المحجوز في الخيمة فقيل إن هولاكو طلبه ليلا وسأله عن أشياء ثم أمر به ليقتل.
فقيل لهولاكو : إن أريق دمه تظلم الدنيا ويكون سبب خراب ديارك، فهو خليفة الله في أرضه، فقام الشيطان المبين " نصير الدين الطوسي الفارسي " مرجع الحوزة حيث كان حاضراً في بلاط هولاكو وأشار على هولاكو وقال: يقتل ولا يراق دمه وكان من أشد الناس حقداً على المسلمين فأشار إلى أن يوضع الخليفة العربي العباسي في بساط ويلف به ويرفس حتى الموت دون دم ورفسوه حتى الموت.
دخل هولاكو دار الخليفة راكبا فرسه إلى أن جاء سدة الخليفة وهي التي تتضاءل عندها الأسود مستهزأ ومنتهكا للحرم. وبعدها أعطى دار الخليفة لشخص من النصارى وأريقت الخمور في المساجد والجوامع ومنع المسلمون من الإعلان عن الأذان.
نهاية الخائن ابن العلقمي :
وبالفعل انتصر التَتار وقتلوا الخليفة وابنه وأفسدوا في البلاد أشدَ الفساد ثم دعا هولاكو بابن العلقمي ليكافئه، فحضر بين يديه فوبَخه على خيانته لسيَده الذي وثِق به ولوطنه ولدينه وهو يدعي الإسلام ثم قال له: " لو أعطيناك كلَ ما نملِك ما نرجو منك خيراً فما نرى إلا قتلَك " وقتله بالفعل.
وما أشبه اليوم بالبارحة!! وكأن التاريخ يعيد نفسه.