ووفق ما تقدم لابد من الوقوف على عدة معطيات أساسية تشكل أبرز دعائم ومقومات وجود اعلام للمقاومة العراقية. حددنا قسم من تلك المعطيات في الجزء الاول من هذا الموضوع نستكملها هنا ..
4- الاعلام المقاوم : كان استراتيجيو واشنطن يخططون لوجود عسكري طويا الامد في العراق وفي 23 نيسان 2003 ارسلت ايران عملائها وميليشيات تحت عطاء قوات الاحتلال الامريكية التي لم تمنع هذا التدفق الميليشاوي الصفوي . في المقابل بدأت المقاومة العراقية فعالياتها التي اجبرت الجنرال الامريكي المتقاعد جي غارنر الذي عين حاكم عسكري للعراق في بداية الاحتلال . ان يعترف بان مستوى الفعاليات التي اسمها معادية الى امريكا اعلى مما توقع . على الرغم من عوامل الاحباط الذي اصابت الشارع العراقي جراء الاحتلال والصدمة التي ولدها الاحتلال . ولكن يمكن في ذات الوقت وبالتزامن مع انطلاق رصاصات المقاومة العراقية انطلقت فعاليات اعلام المقاومة العراقية ايضا .ولحظ تجليات ثقافة المقاومة في اوساط الشعب العراقي .تبرز في بيان هنا وشعار هناك ولافته في ذاك الشارع وعلى الرغم من قلتها تتبوا موقعا مهما على خارطة الاعلام المقاوم .ولعل شبكة البصرة نت وموقع المنصور وشبكة ذي قار وانطلاق اللجان الاعلامية للدفع عن العراق على شكلت التواصل الاجتماعي وغيرها من المواقع مثلا يمكن طرحة كنموذج للاعلام المقاوم. وفي تقديري ان اعلام المقاومة العراقية استند الى مجموعة مفاهيم تبدو في بعض وسائله واضحة ومتبلورة ,وفي وسائل أخرى بدرجة اقل لعل ابرزها.
1- ادراك القائمين على هذه الوسائل ان (( الاعلام هو اخطر أدوات الصراع )) لذلك عمدت قيادة المقاومة العراقية على وضعت استراتيجية اعلامية لمعركة تحرير العراق واعتبرتها ضرورة من ضرورات كسب المعركة والانتصار فيها .
2- يقوم اعلام المقاومة العراقية على فكر حقيقي يستند الى علم ودراية باليات التاثير. لذلك فان استراتيجية المقاومة العراقية انطلقت من ادراك حزب البعث العربي الاشتراكي الذي يقود فصائل المقاومة لمفهوم الصراع ومواجهة الاعداء في الميدان . وهو ادارك عملي واستيعاب تاريخي لمفهوم الصراع القائم على ارض العراق.
3- اتسم اعلام المقاومة العراقية بانه اعلام قومي وانه ليس نتيجة ظروف انية مرحلية وانما من واقع قناعات حقيقية ان للامتنا العربية تاريخ ووجود ومستقبل . لذلك كسب اعلام المقاومة
أ-عناصر القوة مشتركة.
ب –وضوح الرؤية في الاهداف.
لذلك فان استراتيجية المقاومة العراقية باتت مرتكزا اساسيا في ميدان المواجهة لدعم الصمود وامكانيات النهوض والتحرر ليس على صعدي العراق فحسب على على المستوى القومي العربي .
4-حاول ويحاول اعلام المقاومة العراقية اغناء عناصر (( الاقناع )) وتقديم موضوعات جوهرية وبرؤية واضحة .وهو ما يسعى الية الجمهور في ظل شيوع سمة – التهميش – والاقصاء .
5- التزم اعلام المقاومة العراقية بقدر كبير بـ ((شروط العمل الاعلامي )) على الرغم من عدم وضوح الخطة الاعلامية في ذروة تداخل الخنادق في مساحة الصراع وبروز عناصر جديدة ((داعش والميليشيات )) في الصراع . لذلك حقق اعلام المقاومة العراقية نجاحا ملحوظا والتزم بالتغطية فلا يتجاهل حدثا أو يختلق خبرا. الصدق في المعالجة المشفوع بتقديم الاثباتات بالتركيز على الصورة . لذلك اصبح اعلام المقاومة العراقية لا يتصرف بردود الفعل بل من واقع الفاعل . الامر الذي جعله يؤدي دورا اعلاميا حقيقيا فاعلا .
6- حقيقة ثابته تقول ان اعلام المقاومة العراقية لم يتصرف من وحي الازمة ومن المدلولات العميقة لهدا التصرف ان فهمه للصراع ليس وليد اللحظة بل حالة مستمرة ما دام العدوان مستمرا ليس على العراق فحسب بل على امتنا العربية . لذلك فهو اعلام مبني على فكر مقاوم لا عاطفة . لذك نراه بعيد عن الحطاب المتشنج والانفعالي.
7- اهتم اعلام المقاومة العراقية بالجوهري والحقيقي في قضايا مقارعة الاعداء من اجل تشكيل وعي للمواطن العراقي والعربي معا.
8- حافظ اعلام المقاومة العراقية على الدور المنوط به فلم يصبح اداة لنشر الدعاية الايديولوجيا بأسلوب سطحي بل ركز جل اهتمامه على كيفية عكس ثقافة المقاومة في مجال قبول العقل للأحكام المبنية على الواقع.
9- أبقى اعلام المقاومة العراقية الابواب مفتوحة لكل الافكار المناهضة للعدوان والاحتلال . لتاكيد قوة وسطوة هذا النوع من الاعلام . وابتعد عن الانغلاق الذي يؤدي الى المؤت البطي. فحين ىنجح الاعلام المقاوم المفتوح على زيادة مناصريه وتاثيره في اوساط المجتمع.
10- استند اعلام المقاومة العراقية على حزب البعث العربي الاشتركي كـ ( جهة سياسية مقاومة ) القاعدة الاعلامية الثابته تقول لا يمكن فتح جبهة اعلامية (ناجحة) بدون جبهة سياسية ونضالية ناحجة.
11- كون لاعلام المقاومة العراقية مصادره الخاصة به والنابعة من سياسيات المقاومة ذاتها وليس من مراكز القوى الاعلامية الكبرى في العالم التي توجه الاعلام وفق سياستها . وبهذة انتقل من (( اعلام يعتمد على الاخر ليصبح بذاته اعلاما يعتمد عليه )) وتحلل من قيود قد يفرضها الاخر عليه.
12- تحلل اعلام المقاومة العراقية من اشكالية ازدواجية الرؤية بين ماهو موجه الى الخارج وماهو موجه الى الداخل .وصاغ خطاب مقاوم واحد على قاعدة ردم الفجوة بين الخطابين فانتج خطاب اعلامي واحد .
13- استند اعلام المقاومة العراقية لفعل حقيقي للمقاومة ومن دون الافعال ينخفض منسوب مردوده الاقناعي. فالبيانات والتقارير التي تنشرها اللجان الاعلامية للدفاع عن العراق والمواقع والشبكات الوطنية , اكتسبت اهمية لدى المواطن العراق لكونها كانت تعكس الفعل الحقيقي للمقاومة العراقية . وكذلك كلنا نتذكر كيف كانت كل وسائل الاعلام العالمية وحتى الامريكية تتناقل الرواية العراقية ابان العدوان الامريكي على العراق واحتلاله . وكيف كان المؤتمر الصحفي الذي كان يعقد محمد سعيد الصحاف وزير الاعلام انذاك حدثا منتظرا تغطية معظم وسائل الاعلام .
14-وضوح الرؤية لدى القائمين على اعلام المقاومة العراقية التي تفضي الى مفاهيم ومصطلحات للدفاع عن حقوق الشعب العراقي. وعدم وقوع في المفاهيم والمصطلحات التي صاغها وروج لها المشروع الامريكي او المشروع الايراني الطائفي .
15- التزام اعلام المقاومة العراقية بعدم بث أو نشر حوارات تحبط الهمم وتمس الروح المعنوية للمواطن العراقي بل مارس عكس ذلك ومد جسورا مع المفكرين والاعلاميين الوطنيين والقوميين وفي الوقت نفسة يمد نفسه بمواد اعلامية مدروسة تعزز من فرص الانتصار.
16- استند اعلام المقاومة العراقية الى مقولات قادة عرب مقاومين واذكاء حالة الحماس والروح المقاومة والكل عاش حالة روح المقاومة التي زامنت مسيرة الرئيس الشهيد القائد صدام حسين وكيف كانت تلهب المشاعر .
ازاء ما تقدم فان الحقيقة الثابتة تؤكد ان المقاومة حالة روحية تستند الى فكر وارادة خلافا لما يحاول تصويره بعضهم أن المقاومة حالة اشتباك أو نزاع مسلح .لكن الحقيقية تقول ان الصراع بين ارادتين.. وهذا ما اكده الاعلام المقاومة العراقية ... يتبع...