أن أصالة الفكر الوحدوي التحرري والاشتراكي الذي آمن بها البعث والتي جاءت من خلال التصور والتحليل الواعي لواقع الأمة المرير والمؤلم لتؤكد أهمية تلازم أهداف البعث في الوحدة والحريه والاشتراكية وربطها بتحقيق هدفي الديمقراطية والقومية بأتجاه خلق حالة التفاعل والترابط الجدلي بين التحرر القومي وبناء مقدمات المشروع الحضاري القومي الذي يهدف إلى تطوير قدرات الأمة وإمكاناتها وتواصلها مع مسار الفعل الإنساني الحقيقي وتفاعلها مع المجتمع الإنساني لخدمة الإنسان في كل مكان مما يكسبها أرجحية إنسانية متقدمة .
فالسؤال لكل منصف عربياً كان أو أجنبياً عن أي فكر يتحدث المتخلفون الظلاميون القتلة المجرمون الذي يريدون اجتثاثه أو حظره ، إنه البعث العملاق الذي له من التميز والاستقلالية والخصوصية القومية منذ انطلاقته عام ١٩٤٧ ولغاية يومنا هذا ، إضافة إلى قدرته على تطور هذا الفكر وفق المراحل التأريخية التي تمر بها الأمة العربيه المجيدة بما يؤهلها لقيادة نضال الأمة العربية وشعبها المناضل على امتداد الوطن الكبير وما تشخيصه وتحليله لطبيعة المؤامرة الكبيرة التي تواجهها الأمة العربية في المرحلة الراهنة التي أعقبت غزو العراق واحتلاله بعد عام 2003 ومن ثم تحديد الرؤى والتصورات لطبيعة الصراع وتحديد متطلباته موضوعياً وذاتياً إلا دليلاً على حيوية البعث وقدرته على التعامل والتصدي لكل التهديدات والتحديات المحيطة بالامة العربية .
فالأمة العربية تمر في مرحلة مفصلية من تأريخها بسبب التهديدات الخطيرة التي تهدد الأمن القومي العربي والتي تمخضت عن غزو العراق واحتلاله عام 2003 والذي أدى إلى الاجتياح الإيراني الفارسي الصفوي للعراق بعد أن قدمته أمريكا على طبق من ذهب لإيران ، حيث انتقل الغزو المركب من العراق إلى سوريا واليمن ولبنان عبر أذرع إيران الميليشياوية ، وإذا ما أضفنا إلى حالات أخرى كالبحرين وليبيا فإن ذلك يشكل تهديداً مباشراً وخطيراً للأمة العربية وبكافة أقطارها ، أن ما يحدث الآن من تداعيات ومؤامرات تستهدف الأمة العربية تشكل عوامل نكسة جديدة للنضال العربي الوحدوي والذي يتطلب منا مواجهة هذه التحديات بعد أن توضحت أدوار القوى الفاعلة والمنفذة للمشاريع التدميرية للأمة ( القوى الاستعمارية والصهيونية والفارسية الصفوية والشعوبية ) وتحديد مصادر الخطر وأساليب مواجهتها من خلال إحياء وتعزيز النضال القومي العربي الوحدوي ، والانتصار لقضايا الأمة في فلسطين والعراق وسوريا والأحواز واليمن ولبنان والبحرين وليبيا ، وأن تعمل القوى الحية في الأمة على تجاوز نقاط الخلاف مع بعضها والارتقاء إلى مستوى التحديات التي تواجهها الأمة والاتفاق على المشتركات والقواسم المشتركة لفتح الطريق والتمهيد لقيام جبهة القوى الشعبية العربية ، لتقود نضال الجماهير العربية من المحيط الى الخليج نحو تحقيق المشروع العربي النهضوي الحضاري .