بتاريخ 16 مارس أذار1988 تعرضت مدينة حلبجة الكردية العراقية الى قصف بالاسلحة الكيمياوية، أستشهد جراءه المئات من النساء والشيوخ والاطفال. بقيت صورة ذلك الشيخ الكردي وهو يحضن أحد أحفاده الصغار لحظة الاستشهاد، بحنان وعطف الابوة ليدرأ عنه غائلة الموت، الصورة الاكثر أثارة في الذاكرة والوجدان. أن ما تعرض لها تلك المدينة المنكوبة جريمة، يندى لها جبين الانسانية، ومن أقذر صفحات الحرب العراقية الايرانية بشاعة وهولا . ظلت مأساتها لاتنمحى من الذاكرة الجمعية لشعبنا الكردي.
فما هي قصة هذه المدينة المنكوبة؟، وكيف جرى ما جرى ؟ والاهم من ذلك كله، من قصف مدينة حلبجة بالسلاح الكيمياوي؟؟ ولماذا شوهت وحجبت حقيقة ما جرى ؟
لاشك في أن الاسلحة الكيماوية قد أستخدمت خلال الحرب العراقية الايرانية التي دامت ثمان سنوات عجاف بشكل واسع ومريع من قبل كلا الطرفين المتحاربين. وثقته لجان تقصي الحقائق التي بعثتها الامم المتحدة خلال الحرب، في تقاريرها المقدمة الى مجلس الامن و الامين العام الاسبق خافير بيريز دي كويار.
المسألة الاكثر أهمية وأثارة، والتي تصدرت وسائل الاعلام العالمية وأضحت محور تصريحات المسؤولين الغربيين وفي المقدمة منهم المسؤولين الامريكيين، كلما تأزم الوضع مع العراق، هي أتهامها العراق والنظام العراقي السابق باستخدام الاسلحة الكيمياوية ضد شعبه، وعلى وجه الخصوص ضد مواطنيه الاكراد في حلبجة، التي راح ضحيتها حسب التقديرات الاعلامية (5) آلاف مواطن كردي عراقي من المدنيين الابرياء . وكذلك أدعاءات استخدام الغازات السامة ضد الاكراد في (عمليات الانفال) بعد انتهاء الحرب العراقية الايرانية.
عمدت وسائل الاعلام الغربية والامريكية، ومن خلفهم الاعلام العالمي والعربي، على ترسيخ ذلك الفعل الشنيع في أذهان الناس،وأن النظام العراقي السابق هو الذي أقترف هذه الجريمة النكراء. بحيث أصبحت حقيقة غير قابلة للنقاش ، والمساس بمصداقيتها أصبحت من المحرمات.
لا نبغي في هذا المقال أن نحسن من صورة الرئيس العراقي السابق صدام حسين، ولا من صور أركان نظامه، وأنما كشف الحقيقة، التي شوهت وحجبت يجب أن تعلن ليعرف الناس حقيقة ما جرى معززة بالوثائق، لأن نتائج هذا الاتهام لاتمس صدام حسين وأركان نظامه وحدهم بل تمس العراق وشعبه أيضا، وربما الكشف عن مداخلاتها وتداعياتها يساعد في غسل بعض الجراح الذي أصاب الاكراد بسببها وليس كلها. و كذلك لأطلاع الذين أنخدعوا بموضوعية الاعلام الغربي وحياديته، وليتكشف للرأي العام العراقي والعربي والعالمي، مدى التضليل والتلفيق التي تمارسها الاعلام الغربي والامريكي وقادة دولها وكيف يقلبون الحقائق وويطمسونها أو يشوهونها في أحسن الاحوال، من أجل أهدافهم السياسية، حتى وأن تقاطعت ممارساتهم تلك مع أبسط القيم الاخلاقية والقانونية والانسانية .
الرئيس بوش وأركان أدارته والسيد توني بلير وقسما من أعضاء حكومته، ومن خلفهم جوقة الاعلام الغربي، عندما بدؤا يقرعون طبول الحرب في نهاية العام 2002 لغزو العراق، سوقوا جملة من المزاعم والاكاذيب والتلفيقات وشوهوا الحقائق، قصد تضليل الرأي العام وأيجاد مسوغات ومبررات لغزو العراق وأسقاط نظامه السياسي وأحتلاله. ومن جملة تلك الادعاءات والتلفيقات، أمتلاك العراق للأسلحة الدمار الشامل ورفضه لعودة المفتشين الدوليين للعراق للبحث عنها وفقا لقرار مجلس الامن 1284 ثم القرار 1411، بحجه أنه يخفي برامجه التسليحية و لديه القدرة على شن هجوم بالاسلحة البيولوجية أو الكيمياوية في غضون (45) دقيقة، ومنها صلة النظام السابق بتنظيم القاعدة وزعيمها أسامة بن لادن، ومنها أيضا استخدام العراق السلاح الكيمياوي والغازات السامة ضد شعبه وقتل الالاف من مواطنيه.
بعد غزو العراق وأحتلاله وتدميره سقطت المزاعم والتلفيقات والاكاذيب جميعها ، كما تتساقط أوراق الاشجار في الخريف، ولم تصمد أمام الحقائق التي تكشفت سويعات قليلة. فيماعدا زعم واحد، رسخته وسائل الاعلام الغربية والامريكية في أذهان الرأي العام العالمي والعربي والعراقي كما ذكرنا، وهو زعم أستخدام العراق للسلاح الكيمياوي ضد مواطنيه الاكراد في حلبجة وعمليات الانفال. ونرى أنصافا للحقيقة والتاريخ بان الوقت قد حان لأظهار الحقيقة وأسقاط هذه الفرية كما سقطت سابقاتها مستندين في ذلك على وثائق أمريكية وشهادة علمائها المختصين.
كان العام 1988 ، عام تحول كبير في مسار الحرب العراقية الايرانية، فمع أطلالته توفرت لدى القوات العراقية قدرات عسكرية أضافية لشن هجمات مكثفة ونوعية على القوات الايرانية في القاطع الجنوبي من ساحات العمليات العسكرية، مما أدى الى حشر القوات الايرانية في موقف صعب وحرج للغاية. بالرغم عن أستمرارالمعارك الطاحنة على مدار شهري يناير، كانون الثاني و فبراير، شباط 1988 في القاطع الجنوبي، حولت أيران تركيزها نحو القاطع الشمالي على خط (دربنديخان- شهرزور- حلبجة) وحشدت قوات قوامها أربع فرق (أي بحدود 40 ألف جندي) للقيام بعملية أختراق لأحتلال أحدى المدن الحدودية بعملية شبيهة لعملية أحتلال شبه جزيرة الفاو عام 1986و بقصد تخفيف الضغط عن قواتها في القاطع الجنوبي. كانت مدينة حلبجة هي الهدف الايراني، تمهيدا لأحتلال مدينة السليمانية.
مع تصاعد وتيرة العمليات العسكرية ، والقصف المتبادل على مدار الساعة في أطراف مدينة حلبجة، أخلت الحكومة العراقية المدينة من سكانها الى ناحية خورمال التي تبعد عن حلبجة بـ (25) كيلومترا. في هذه الفترة كان أنتشار تشكيلات القوات الايرانية أنتشارا دفاعيا. أنسحبت القوات العراقية من المدينة يوم 10/3/1988 الى منطقة شهرزور، وفي يوم 13/3/1988 عاد السكان المدنيين الى حلبجة مرة ثانية من دون علم القوات العراقية والايرانية، وفي اليوم نفسه تغير وضع التشكيلات الايرانية الى وضع الانفتاح الهجومي. بتاريخ 16/3/1988 أبلغت ايران الامم المتحدة بان العراق قصف مدينة حلبجة بالاسلحة الكيمياوية وأدخلت في اليوم ذاته وسائل الاعلام العالمية والمصورين (التي كانت مهيئة سلفا وقريبة من المدينة) والمصورين الى المدينة لتوثيق المجزرة البشعة التي تعرضت لها المدينة المنكوبة وراح ضحيتها المئات من أبناء شعبنا الكردي الابرياء. نجحت ايران في تسويق واستغلال هذه القضية أيما نجاح.
شاهد العالم عبر وسائل الاعلام حجم المأساة الانسانية التي تعرضت لها المدينة وأهلها من النساء والشيوخ والاطفال، وبقيت هذه الصورة البشعة مطبوعة في أذهان الناس تهزهم هزاً الى هذه اللحظة. أستغلت وسائل الاعلام هذا الحادث و شنت حملة شعواء على العراق ونظامه السابق وصدقت الرواية الايرانية وما زالت. وأستغله الرئيس بوش والسيد طوني بلير كأحد الذرائع لشن عدوانهما على العراق.
فما هي الحقيقة ؟ وماذا حصل بالضبط في حلبجة؟لنتفحص بعض الوثائق والادلة التي أحجبت عمدا عن الرأي العام العالمي، ومن بينها وثائق وأدلة صادرة عن جهات وشخصيات أمريكية مختصة. (كانت هناك وثائق وأدلة موثقة محفوظة في دائرة المنظمات والمؤتمرات الدولية في وزارة الخارجية حول هذا الموضوع، والملفت للنظر أن المكتبين اللذين حفظت فيهما هذه الوثائق أحترقت عن أخرها يوم 12/4/2003!!!!).
كلفت وزارة الدفاع الامريكية ( البنتاغون ) عام 1990، لجنة في الكلية الحربية العسكرية الامريكية، (US ARMY WAR COLLEGE) بدراسة موضوع (كيف سيقاتل العراقيون الولايات المتحدة الامريكية). تشكلت اللجنة من السادة: ( PROFESSOR STEPHEN PELLETIERE AND LT COLONEL DOUGLAS V. JOHNSON 11 AND LEIF R. ROSENBERGER.) وجميعهم من كادر معهد الدراسات الاستراتيجية في الكلية الحربية العسكرية الامريكية في كارليسيل، بنسلفانيا. درسوا المضوع دراسة معمقة وقدموا تقريرا بـ ( 93) صفحة. يحتوي على معلومات مهمة ومصنفة عن الجيش العراقي. نشرت جريدة نيويورك تايمز ملخصا عن التقرير بتاريخ 19/3/1990 . وفيما يلي الجزء الذي يخص موضوعنا..
(( في شهر سبتمبر أيلول 1988، أي بعد شهر واحد من انتهاء الحرب، أدانت الولايات المتحدة الامريكية، فجأةً وبشكل مثير للدهشة، العراق بمزاعم أستخدامه العوامل الكيمياوية ضد مواطنيه الاكراد المدنيين. هذا الحادث لايمكن فهمه من دون الرجوع الى بعض خلفيات العلاقة بين الحكومة العراقية والاكراد. واجه العراق خلال الحرب عدوين. الاول ايران والثاني العناصر الكردية المتمردة عليه بدعم من ايران. بعد انتهاء الحرب أعلن العراق انه مصمم على سحق التمرد الكردي، وأرسل قواته من الحرس الجمهوري الى المناطق الكردية للقضاء على التمرد، وخلال العمليات العسكرية التي نفذتها تلك القوات (عمليات الانفال)، استخدمت الغازات السامة حسبما ذكرت وزارة الخارجية الامريكية، مما أدى الى وفاة أعداد كبيرة وأصابة أخرين بجروح وحروق. وعلى أية حال أصر وزير الخارجية جورج شولتز على موقفه في أدانة العراق، الامر الذي دفع بالكونغرس الى المبادرة بفرض العقوبات الاقتصادية على بغداد لخرقه حقوق الانسان للاكراد.. بعد فحص وتدقيق الادلة التي توفرت ، وجدت اللجنة أنه من المستحيل تأكيد اتهام وزارة الخارجية، بشأن أستخدام الغازات السامة خلال العمليات (الانفال) بسبب عدم العثور على أية ضحية من ضحايا هذه الغازات. بالاضافة الى ذلك أجرت المنظمة الدولية للمساعدات الانسانية (INTERNATIONALRELIEF ORGANIZATIONS ) فحوصات مكثفة على الاكراد الذين نزحوا الى تركيا بعد العمليات، فلم تكتشف بينهم أي مصاب كما لم يثبت بأنهم تعرضوا لمثل هذه الغازات، كذلك لم يعثر على أي مصاب أوضحية من الاكراد داخل العراق رغم البحث والتدقيق. لقد بني الاتهام برمته على أدعاءات الاكراد الذين نزحوا الى تركيا والذين أستجوبتهم مبعوث لجنة الشؤون الخارجية في الكونغرس، وهكذا فرض الكونغرس العقوبات الاقتصادية على العراق بسرعة قياسية لم تتجاوز (24) ساعة ، (أستنادا الى تهمة أفتراضية قائمة على أدعاءات لم تثبت صحتها).
بهذا الاعتراف من لجنة مشكلة من قبل وزارة الدفاع الامريكية ضمت في عضويتها رجال مختصين مرموقين، لم يثبت أن العراق أستخدم السلاح الكيمياوي أو الغازات السامة ضد الاكراد في عملية الانفال.
للتفاصيل راجع موقع الانترنيت :(WWW.POLYCONOMICS.COM )
نحن لانشك مطلقا بان آلالاف من أخواننا الاكراد تعرضوا خلال هذه العمليات التي قادها علي حسن المجيد الى القتل والابادة وتدمير قراهم وحرق مزارعهم ومواشيهم، ولكن لم تثبت أية جهة دولية أو منظمة صحية دولية أو الامم المتحدة، صحة أدعاءات استخدام السلاح الكيمياوي في هذه العمليات، وانما كانت فرضيات وأدعاءات مصممة لخدمة هدف سياسي. لم يكن بمقدور العراق في تلك الظروف استخدام الغازات السامة ، لأن العراق كان تحت صدمة الاتهامات الدولية التي كانت تترى عايه بسبب مأساة حلبجة ولم يجرء على القيام بعمل آخر ليزيد الطين بلة.
يبدوا ان الكونغرس الامريكي كان مصمما على معاقبة العراق لسبب أخر وقع قبل خمسة أشهر من هذه العمليات (عمليات الانفال)، وهو قصف مدينة حلبجة بالسلاح الكيمياوي.
بعد جريمة حلبجة كلفت البنتاغون، وكالة الاستخبارات العسكرية الامريكية، التحقيق في الحادث، قامت الوكالة بالمهمة وزارت حلبجة وأخذت عينات من موقع الحدث وعكفت على دراسته والتحقق من الادلة والنتائج، وقدمت تقريرها عام 1990. نشرت جريدة نيويورك تايمز الصادرة في 19 مايسن آذار 1990 مقتطفات من التقرير. ولعدم تكرار ما نشرته الجريدة، نكتفي بذكر ما أفصح عنه أحد الذين شاركوا في أعداد التقرير بشأن قضية حلبجة.
كتب البروفيســــور (STEPHEN PELLETIERE) مقالا في جريدة نيويورك تايمز بتاريخ 31/1/2003 تحت عنوان ( جريمة حرب أم عمل حربي). نص المقال في موقع الجريدة WWW.NYTIMES.COM/2003/01/31/OPINION/31PELL.HTML). جاء فيه :
((لقد كان مداعاة للدهشة، بعد عدم العثور على برامج أسلحة الدمار الشامل العراقية من قبل مفتشي الامم المتحدة ، استغلال الرئيس بوش، في خطابه للامة، قضية أخلاقية لتبرير غزوه للعراق، بحجة أن الدكتاتور الذي يحشد أكثر الاسلحة خطورة في العالم، لم يتوانى في استخدام الغاز ضد شعبه مخلفا آلاف القتلى من المدنيين. أن استخدام الرئيس بوش عبارة (استخدام الغاز ضد شعبه) وخاصة في حلبجة كسبب لقلب نظام حكم صدام حسين، غير مبرر وغير حقيقي. الحقيقة كما أعلمه علم اليقين، أن الاكراد تعرضوا الى هجوم بالاسلحة الكيمياوية في يوم 16/3/1988 في حلبجة، ولايمكن القول بشكل قاطع أن الاسلحة الكيمياوية العراقية هي التي قتلت الاكراد. وهذا ليس هو التحريف أو التشويه الوحيد في قصة حلبجة. أنني مطلع وأعلم جيدا،( الكلام للبروفيسور) من خلال موقعي كمحلل سياسي للمخابرات المركزية الامريكية في شؤون العراق خلال الحرب العراقية الايرانية وكبروفيسور في الكلية الحربية العسكرية الامريكية للفترة (1998-2000). ومن خلال أطلاعي على كم هائل من المعلومات السرية المصنفة التي كانت ترد من واشنطن حــول ( الخليج الفارسي)، بالاضافة الى ذلك، ترأسي للجنة عسكرية عام 1990 لبحث كيف سيقاتل العراقيون الولايات المتحدة، وشاركت في أعداد تقرير سري مفصل عن الموضوع ، والذي يحتوي على تفاصيل كثيرة عن موضوع حلبجة. ومن خلال الكم الهائل من المعلومات المتوفرة لدي عن حلبجة يمكنني الافصاح عن أنه بعد المعركة مباشرة قامت الاستخبارات العسكرية الامريكية بالتحقيق في الموضوع وقدمت تقريرا سريا للغاية و محدود التداول على أساس ( NEED-TO-KNOW BASIS)،أكدت فيه على أن الغازات التي أستخدمتها ايران هي التي قتلت الاكراد في حلبجة وليس الغازات العراقية. كما كشفت ، أن كلا الطرفين استخدما هذا السلاح في المعركة التي دارت في أطراف حلبجة، ولدى فحص وأجراء الكشوفات الطبية على الضحايا الاكراد وجد معدوا تقرير الاستخبارات العسكرية الامريكية، أن الضحايا جميعا قتلوا بعوامل كيماوية تؤثر بالدم ( A BLOOD AGENT ) وهي من مشتقات غـــــاز السيانيد SYANIDE BASED GAS )). وكان معروفا لدى الخبراء ان هذا الغاز استخدمه ايران مرات عدة خلال الحرب. وكان معروفا أيضا للمختصين أن العراق لم ينتج ولا يمتلك هذا النوع من الغاز ولم يستخدمه في السابق.
الحقائق بخصوص حلبجة، حجبت عن الرأي العام بشكل غير أعتيادي ومثير، ونادرا ماذكرت أو نوقشت في المقالات المنشورة في جريدة نيويورك تايمز التي تناولت الموضوع و لم يشير أي منها الى تقرير وكالة الاستخبارات العسكرية الامريكية الذي أكد على أن الغازات الايرانية هي التي قتلت الاكراد في حلبجة. ويختم البروفيسور ستيفان مقاله بالقول: ( أنني لاأريد أن أحسن صورة صدام حسين، وعليه أن يجيب على أسئلة كثيرة عن خروقاته لحقوق الانسان، ولكن أتهامه بأنه قصف شعبه بالغازات السامة في حلبجة، كفعل من أفعال الابادة، غير حقيقي وباطل).
هذه شهادة من عالم منصف خرج من رحم المؤسسة الامريكية ليقول الحق ولايخشى في قوله لومة لائم ولو كره الكارهون والمنافقون.
وبهذه الشهادة تسقط أخر ذريعة تذرع بها الرئيس بوش والسيد طوني بلير لغزو العراق وأحتلاله. أما التداعيات الاخرى للقضية فنتركها لأهل الحق و الانصاف ، أذا بقيً نفر يؤمن بهما.. وصح المثل العربي، لو خليت قلبت.
وجدي أنور مردان
كاتب من العراق