ينبؤنا التاريخ آن لإيران أطماع توسعية ودائما ما تستغل الظروف السياسية او الإقتصادية او غيرهما وضمن مخطط استراتيجي لمختلف الانظمة التي مرت بها وبوسائل متعددة وعلى مستوى فردي او جماعي للتوسع في العراق ، منها تشجيع اصحاب رؤوس الأموال الايرانيين للاستثمار داخل العراق وتأثيرهم على التجارة الداخلية وحركة السوق الاستهلاكية المحلية في فترات
زمنية ، ومنهم من دخل العراق للبحث عن وسيلة للعيش ومصدرا للرزق بعد ان فقده في ايران وخاصة من المعدمين اقتصاديا ، واعدادا منهم دخل العراق لغرض التسول او لزيارة او لخدمة المراقد الاسلامية او للدراسة في المدارس والحوزات في النجف وكربلاء .
كما نلمس وبصورة واقعية حالات للزحف الإيراني غير المشروع بصورة واضحه وواسعة لدخول العراق في القرى والقصبات والارياف والمدن الحدوديه مع غياب أو ضعف في اجراءات السلطة العراقيه في فترات سابقه ، مع السماح لاعداد منهم الحصول على الجنسية العراقيه مما شكلوا رقما غير صغير داخل المجتمع العراقي دون الانتباه لهذه الحالة او مخاطرها عليه ،ومع هذا ماإنفكت ايران في تنفيذ هذا المخطط وعلى مستوى الانظمة الايرانية ومنذ القدم واحيانا على مستوى الافراد بتخطيط او احيانا بعفوية للعيش بكرامة انسانية داخل العراق .
الا أن المخطط الايراني الحالي لتفريس العراق أخذ طابعا أوسع واخطر من ذي قبل وتحت غطاء زيارة مرقد سيدنا (الحسين ) عليه السلام كل عام بمناسبة عاشوراء وحادثة استشهاده المعروفة للعراقين وزيارة الائمة الاخرين .....إذ قبل سنة سمحت السلطات العراقية ومليشياتها وبالتنسيق بين (العبادي والعامري والقيادة الايرانية) بدخول نصف مليون ايراني وافغاني وباكستاني بصورة غير مشروعة للعراق كرقم معلن ولكن حقيقتة هي اضعاف هذا الرقم وكما صرح به مسؤلون ايرانيون مع تهيأة وسائل نقلهم وغيرها من مستلزمات دخولهم العراق وبتصريح من وزير خارجية العراق إبراهيم الجعفري أنه لا توجد حدود بين العراق وايران ، وتهيئة دور لمئات الآف منهم في محافظات ديالى وكربلاء والنجف وواسط وحزام بغداد بعد تهجير او قتل او إعتقال وتجريف بساتين اصحابها الشرعين من العراقين ،ومنح الهوية والجنسية العراقية للايرانين بصورة غير مشروعة ،الامر الذي سيشكلون قوة عددية وقتالية ليس لها ارتباط اجتماعي اوثقافي او وطني بالعراق وولائهم الحقيقي للولي الفقيه الفارسي ،ودعمهم للاحزاب الطائفية ومليشياتها واشخاصها المعروفين بتبعيتهم لايران ، وعليه فيما اذا استمرت هذه الحالة وهذا المخطط كانعكاس لمحاولات ايران التوسعية في العراق وهي محاولات سياسية بعيدة المدى وضمن هذا المخطط سيكون فيه إبعاد العراق عن حاضنته العربية وانتمائه للامة وسلخه تدريجيا عنها كخطوات عملية خطرة جدا على مستقبله ،لذلك ضرورة الحذر والانتباه لهذا المخطط الذي يستهدف العراق ارضآ وتاريخآ وثقافة وإنتماء.