أ. د. كاظم عبد الحسين عباس
نعم إنها ذكرى غزو جبان مصمم سلفاً مع أميركا وحلفاءها الثلاثون دولة وأكثر وقد تم تنفيذه كصفحة ثانية مكملة لما سمي بـ(عاصفة الصحراء أو حرب الخليج الثانية) أوكل إلى إيران وأحزابها وميليشياتها تنفيذها ويبدأ حيث توقف التحالف الدولي الغاشم عند تخوم جنوب العراق وكان هدفه الغزو المعلن هو احتلال العراق وإسقاط نظامه الوطني ودولته. وحيث فشل الغزو واندحر فإن غزو عام ٢٠٠٣م الذي تزعمته الولايات المتحدة بصيغة حرب كونية على العراق بعد أن حاصرته حصاراً جائراً لم يعرف التاريخ البشري له نظير إنما هو تواصل مع غزو إيران (يطلقون عليها الانتفاضة الشعبانية ونحن شعب العراق أسميناها صفحة الغدر والخيانة) الفاشل واستمر يخنق العراق وشعبه ١٣عام إنما كان قد فرض لينجز ما عجزت عنه إيران وأحزاب الغدر عام ١٩٩١.
قام الغزاة الفرس وأعوانهم من خونة الدين والوطن الذي أواهم وأطعمهم وأكرمهم بالتقدم نحو البصرة أثناء عمليات انسحاب جيشنا من الكويت والذي رافقته عملية غدر أمريكية خسيسة تمثلت بقصف القطعات المنسحبة وتدمير كل سلاحها الثقيل من دبابات ومدافع وناقلات وقتل آلاف من الجنود والضباط مما اضطر الناجين إلى السير على الأقدام باتجاه العراق. القطعات الإيرانية الغازية تولت مهام ملاحقة هؤلاء الجنود والضباط المنسحبين الذين نجوا من القصف الأمريكي والإجهاز على آلاف منهم في أكبر عملية غدر إجرامية عرفها التاريخ الحديث وتركت جثثهم في العراء حيث تولت العشائر دفنهم في (مقابر جماعية) عرضت عام ٢٠٠٣ على أنها (من فعل النظام الوطني وحزب البعث العربي الاشتراكي). ونفذت التشكيلات الفارسية في كل محافظة ومدينة دخلتها الآتي:
١- حرق مبنى المحافظة ومراكز الشرطة ومباني المحاكم والأحوال المدنية (الجنسية) ومباني التجنيد ودوائر المرور ومقرات الحزب وحرق جميع السجلات وخاصة سجلات ملكية البيوت والعقارات والسيارات والمزارع والبساتين وغيرها.
٢- أطلقت سراح الموقوفين والسجناء من عتاة المجرمين من القتلة واللصوص ومرتكبي جرائم الزنا والزنا بالمحارم والهاربين من الجيش وغيرهم.
٣- تم حرق المعامل والمصانع وشركات الإنتاج المنتشرة في المحافظات الجنوبية في خطة شريرة لتدمير كل ما عمره وأنجزه العراقيون بعد ثورة البعث عام ١٩٦٨.
٤- مداهمة بيوت البعثيين وقتل من يقاوم منهم وهم كثر طبعاً واعتقال العزل ومحاكمتهم في الجوامع والمراقد وإعدامهم واغتصاب النساء وحرق البيوت.
٥- تم خلال أيام الغوغاء المجرمة تلك وفي جميع محافظات العراق التي تمت السيطرة عليها دفن المزيد من الضحايا المدنيين والعسكريين في مزيد من المقابر الجماعية التي وظفت بعد احتلال عام ٢٠٠٣ ضد الحزب والنظام الوطني.
وبعد أن وصلت تشكيلات الغدر والخيانة إلى أطراف بغداد وبالذات إلى مدينة صدام تحركت قطعات من الحرس الجمهوري وبدأت بكنس الغزاة وطردهم من أرض العراق الطاهرة شبراً شبراً واستمرت عملية التطهير قرابة ١٥ يوم فقط تم خلالها إعادة سيطرة الدولة على ١٤ محافظة محتلة من قبل الفرس وعملاءهم.
استغلت إيران المجرمة الظروف الأمنية العسيرة والانسحاب العسكري من الكويت الذي تم تحت نيران الغدر الأمريكية بعد وقف إطلاق النار وما نتج عنه من خسائر جسيمة والظروف النفسية الصعبة للعراقيين عموماً الناتجة عن العدوان الذي طال بصواريخه وقصف طائراته كل مدن وقرى العراق استغلت كل الحالة الاستثنائية التي كان العراق يمر بها لتستكمل ما بدأت به قوات التحالف من جرائم ضد العراق وشعبه بحجة (تحرير الكويت) لتعبر عن مناهج وعقيدة الخسة وانعدام الأخلاق وخصال الجبن والغدر والمخاتلة كرد لجميل العراق ونقاء سريرة العراق وطيبته وصدقه وإيجابيته في إجراءات تطبيع العلاقة معها بعد قبول خميني بتجرع سم القبول بوقف حرب الثمان سنوات ضد العراق.
لقد كان فرض الحصار الجائر على العراق في أحد أسبابه هو الفشل الإيراني في إنجاح الصفحة التي أوكلت إلى إيران لإسقاط النظام الوطني العراقي والتي سموها (الانتفاضة الشعبانية) وكانت بحق انتفاضة (المظلومية الذريعة التي نفذت بمظلوميتها المزعومة أكبر مظلومية على العراق وشعبه في كل تاريخه بما أقدمت عليه من قتل للعزل وللموظفين والعسكريين والشرطة وتدمير بنى البلد المختلفة).
هذه هي حقيقة (الانتفاضة الشعبانية) التي كانت صفحة غدر وخيانة تواصل غدرها وعدوانها المغمس بالكراهية والبغضاء للعراق وشعبه عبر الحصار الظالم الذي راح ضحيته ملايين الأطفال والنساء والشيوخ ودمر اقتصاد البلد وحرم من السلاح والعلم والتكنولوجيا حتى جيشت أميركا الجيوش مجددا لتغزو العراق عام ٢٠٠٣ولتعيد كل الذين قتلوا العراقيين وأحرقوا الأخضر واليابس في ربوعه ودنسوا مقدساته من جوامع ومراقد الأئمة الأطهار في النجف وكربلاء وغيرها ببرك دم المغدورين تعيدهم بفيلق الغدر بدر وحزب الدعوة الإيرانية والمجلس ومنظمة العمل وفرق موت أحمد الجلبي ومرتزقة الجاسوس الخائن أياد علاوي والباججي وكل من باع نفسه لمخابرات بريطانيا وأميركا وغيرها من الدول التي سقطت تحت قبضة أميركا المتفردة بحكم العالم والمدفوعة بخطط وأهداف الماسونية ومحافلها الصهيونية وهوس الفرس الطائفي المتستر بالمذهب لتحقيق التوسع الإيراني في العراق والأمة.
لقد كانت أيام شهر آذار عام ١٩٩١ شاهدا على أمرين:
غدر إيران وعملاءها بالعراق وشعبه وشجاعة العراق وبطولته الخارقة في صد الغزو الإيراني المجرم.
ولسوف يثبت التاريخ أن حرب قادسية صدام
ومشكلة الكويت
والحصار المجرم
وغزو عام ٢٠٠٣
كلها حلقات متداخلة في خطط تدمير العراق التي رأيناها شواخص تدمي القلوب والعيون وتفجع الأرواح بعد الغزو عام ٢٠٠٣. ويبقى رد العراق الذي بدأ ولم ينقطع ولن يتوقف والذي سيؤول بعون الله إلى تحرير ناجز يعيد بلدنا إلى أحضان الأمة ومسارات البناء والتقدم والله أكبر.
تحية لقائد العراق المنتصر الشهيد صدام حسين ولكل قطرة دم عراقية غدرت وسفكت منذ عام بداية إيران الحرب على العراق ١٩٨٠ وإلى يومنا هذا.
تحية لقائد البعث وكتائب التحرير المجاهدة البطل الأمين العام للبعث الأستاذ عزة إبراهيم شيخ الجهاد والمجاهدين وحامل لواء التحرير بعون الله.