سعد بن ابي وقاص سعد بن ابي وقاص

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

أ.د.عبد الكاظم العبودي - موقفنا من نضال القوى الوطنية الايرانية ضد النظام الصفوي الفارسي



يتسائل الكثيرون من ابناء شعبنا العراقي وامتنا العربية عن حقيقة موقفنا وطبيعة علاقتنا مع القوى الوطنية الايرانية ،بكل توجهاتها السياسية، خاصة تلك القوى التي تعلن: المناهضة للنظام الصفوي الايراني.

ولتبيين هذا الموقف، لا بد من الفرز الواضح الذي ندركه ونشخصه من خلال التجربة ومن معطيات جملة المواقف المعروفة عن قوى ومنظمات ايرانية عديدة ، منها ما ترفع شعارات مناهضة "النظام الايراني" القائم، و منها تحمل عناوين وشعارات سياسية وقومية متباينة، واغلبها، ان لم تكن جميعها تدعو الى اسقاطه، منها تطلق عليه مُسَمى: " نظام الملالي في طهران" ، هذا من جهة، أما الفصائل العربية الاحوازية الاخرى التي نعتبرها منظمات قومية شقيقة لنا، نتعامل معها بمصاف حركات تحرر عربية أحوازية تسعى الى استعادة حرية الاحواز العربية واستقلالها من ربقة الاحتلال الفارسي البغيض، ولرفضها الضم القسري للاحواز العربية بالقوة الى حكم وسيطرة النظام الايراني القائم، وقبله النظام الشاهنشاهي البائد، تم ذلك بصفقة بريطانية - ايرانية مشبوهة في بدايات القرن العشرين المنصرم، وهذه الفصائل العربية الاحوازية المناضلة من اجل تحرير الاحواز واستقلالها معروفة لدينا، نسعى بكل جهدنا وطاقاتنا دعمها والتنسيق معها في اطار جهدنا ونضالنا الوطني والقومي والانساني، وهكذا هو الامر، نسبيا، مع بقية القوى الايرانية المناهضة لنظام " ولاية الفقيه" في ايران وتسعى الى تحقيق مطالب الشعب الايراني في الحرية والاستقلال ومنع التدخل في شؤون الشعوب الاخرى.
اما الموقف من منظمة مجاهدي الشعب " خلق" التي ترفع شعار المقاومة ضد النظام الايراني، فهو مرتبط ايضا، بالعلاقات التاريخية للعراق ونظامه الوطني قبل الاحتلال، حيث قدم الدعم الكبير لمناضلي هذه المنظمة ووفر لهم الحماية والامن لمئات الالوف من النازحين والمطاردين من المناضلين الايرانيين وكوادر "منظمي خلق" وقيادتها، ويكفي الاشارة الى تواجد معسكراتهم في العراق، مثل معسكر "اشرف" وغيره.
وبعد الحرب على العراق وغزوه واحتلاله، امريكيا وفارسيا، جمعتنا بالمناضلين الايرانيين داخل العراق وخارجه ظروف المحنة في مواجهة تعسف واستبداد ومجازر المليشيات الصفوية الايرانية والنظام الفارسي، بحق اهلنا وما جاورهم من الايرانيين النازحين في معسكرات النزوح واللاجئين في العراق .
ان ما قدم من دعم سياسي ومعنوي ومادي لمنظمة "مجاهدي خلق" كان كبيرا جدا، وهو لا يتناسب مع اية مبادرات ملموسة ، من قبل قيادات " مجاهدي خلق" الحالية لترجمة العمل والتنسيق المشترك مع الوطنيين العراقيين بصورة افضل ، لمواجهة التدخل الايراني الفاضح في شؤون العراق وجرائمه المتعاظمة في العديد من البلدان العربية.
كما ان المهرجانات الكبيرة التي نظمتها قيادة "مجاهدي خلق" ودعت اليها شخصيات دولية وعربية، وحتى عراقية، لم ترتق الى مستوى طموحنا في المشاركة السياسية الفعالة لنا كجبهة وطنية عراقية، تهتم في مواجهة الخطر الفارسي الصفوي في بلادنا والمنطقة، فلم ندع الى مثل هذه الفعاليات، والتي أخذت ، للاسف جانبا استعراضيا معينا في التحضير والبث المباشر لها تلفزيا بحضور اسماء وعناوين وشخصيات امريكية واوربية ، منها اشتركت في الحرب والعدوان على العراق، بحجة توظيف مثل هذا التجمع الدولي وبحضور كبير للجاليات الايرانية المقيمة في اوربا كل عام في باريس في الحملة الاعلامية والسياسية ضد "نظام الملالي في طهران" ، كما هو الحال في ما جرى بباريس في الاول من تموز/جويليه 2017.
وجوابا عن تساؤلات عديدة وردتنا من قبل بعض الاخوة والمراقبين، حول صدفة وجودنا ووصولنا الى العاصمة الفرنسية ، باريس في الاول من تموز 2017 ، نبين للجميع ان حضورنا، كان غير معني بمهرجان منظمة "مجاهدي خلق" لا من قريب او بعيد، وحضورنا تم بدعوة الى الندوة الفكرية القومية الهامة في احدى قاعات جامعة السوربون ، التي نظمها ( مركز ذرا للدراسات والابحاث) ، وبمشاركة عدد من المناضلين العرب، كانت بعنوان : (الفكر القومي العربي، تحديات الواقع والمستقبل)، قدمنا مساهمتنا في تلك الندوة القومية التي انتظمت بحضور نوعي كبير من قبل افراد ومنظمات الجالية العربية بفرنسا وقدم اليها مشاركون من داخل خارج فرنسا ايضا.
هذا الحدث مسجل بالصورة والصوت ظهر يوم الثاني من تموز 2017 ، وستنشر وثائقه ومداخلاته المسجلة كاملة قريبا من قبل الاستاذ علي المرعبي مدير مركز ذرا للدراسات والابحاث بباريس.
خلال الاسبوع الاول من تموز 2017 ،صاحب تواجدنا بباريس فعاليات مؤتمر المقاومة الايرانية ( منظمة مجاهدي خلق) ، وحضور شخصيات من مختلف الاتجاهات السياسية ومن مختلف البلدان ، ومنها شخصيات عربية وعراقية معروفة، نحترمها كل الاحترام، قد حضرت استجابة لدعوات شخصية لها، ولكنها تمكنت في حوارها المباشر مع قيادات منظمة " مجاهدي خلق" من التبليغ بمواقفها من كبيعة مثل هذه الدعوات للعراقيين خاصة، وبكل وضوح وصراحة عبرت : ان ممارسة الازدواجية والانتقائية لمنظمة "مجاهدي خلق" في ارسال الدعوات الخاصة، لمثل هذه التظاهرات، يتم بتجاهل القوى الوطنية الحقيقية في العراق كالجبهة الوطنية العراقية، ومثل هذا التصرف بات غير مقبول، بعد اليوم، اولا، كما ان استمرار نفس الموقف من لدن قيادات منظمة " مجاهدي خلق" بتجاهل نضال الشعب الاحوازي، وقواه الوطنية ،وعدم الاعتراف في حقه في تقرير مصيره، لم يعد مقبولا ثانيا، ، طالما ان نضالهم يستهدف النظام الاستبدادي الظلامي القائم في طهران، وثالثا: لازال خطاب منظمة " مجاهدي خلق" يخلو كليا من القضايا العربية الهامة ، مثل معالجة قضايا التدخل الايراني الفارسي في شؤون اقطار الخليج العربي، واستمرار احتلال الجزر العربية الثلاث، والتدخل في البحرين وغيرها.
كل ذلك يثير الكثير من القلق والغموض في الخطاب السياسي لمنظمة" مجاهدي خلق" وسيؤثر على مستقبل العلاقة معها عربيا ودوليا.
ان المطلوب من قيادة " مجاهدي خلق" تصحيح الكثير من مواقفها على جهة المسار العربي الصحيح ، وكما انها تهتم بتجنيد كل الامكانيات المتاحة لها اقليميا ودوليا لقضية اسقاط " نظام الملالي في طهران" فان الواجب يملي عليها، اجراء وتصحيح الخطوة الاولى المتاحة لها، برد واجب الجميل والاعتبار للعراق، ولقوى شعب العراق الوطنية التي تقاتل بدورها نفس خصمها اللدود، الا وهو "النفوذ والاحتلال الاستيطاني الفارسي الصفوي في العراق" ، وهم حلفائها في مثل هذه القضية مع مراعاة، بقية النقاط المراد تصحيحها عبر حوار سياسي ناضج ومطلوب اجراءه دون مماطلة او تسويف، وكما اوردناها اعلاه .
ان ارساء علاقات مستقبلية، واضحة و سليمة بين القوى الوطنية العراقية والايرانية والعربية، تخدم مستقبل شعوبنا والتخلص من تركة ذهنيات العقلية الشوفينية التوسعية والظلامية التي يكرسها " النظام الفارسي الصفوي الايراني" يجب ان تعالج من اجل خير الجميع وانتصار قيم الخير والامن والسلام في المنطقة.
إن وعد مسؤولي قيادة " مجاهدي خلق" ، وكما وصلنا، عبر عدد من الشخصيات العراقية الذين حضروا مهرجانها الاخير بباريس، واجتمعوا بعدد من قيادتها، وكما وردنا: (... بانهم مهتمون بتصحيح بعضا من مساراتهم السياسية وبتصحيح العلاقة مع القوى الوطنية العراقية الفاعلة وفي مقدمتها الجبهة الوطنية العراقية) .
وجوابنا لهم ، وكما كررناه اكثر من مرة:
ان غدا لناظره قريب.



             

التعليقات



جميع الحقوق محفوظة

سعد بن ابي وقاص

2018