قاسم فرحات
كلّما تحصل أزمةٌ أمنيّةٌ أو سياسيّةٌ أو إقتصاديّةٌ أو إجتماعيّة في
أيّ مكان من وطننا العربي نبدأ بالعودة إلى الماضي فنقلّب صفحات التاريخ ونؤشّر على العلامات السّوداء فيها نستحضر خططاً وأقاويل لقادةٍ إنجليز مثل «بولفور» أو أميركان مثل«كيسنجر»أو صهاينة مثل«غولدا مائير»
ويبدأ الرّعب يدبّ في نفوسنا والتّشتّت في عقولنا والإرتباك في تصرّفاتنا خوفا من ترسيمٍ جديد أو هيمنةٍ مطلقة وربّما إلغاء حضارتنا والعودة بنا إلى ما قبل التاريخ
لماذا يسيطر علينا هذا الهاجس دائما؟
ألم يكن لدينا مفكّرون ومخطّطون وأصحاب قرار؟
هل فقدنا ثقتنا بقياداتنا واصبحت لدينا قناعات انهم يختلفون على القشور ولا يتمكنون من تحقيق أدنى متطلّبات شعوبهم لذلك نصدّق القوى المستعمرة فيما تقول وما تفعل؟
أليس من باب المبالغة وربّما الجبن أن نكون انهزاميين إلى هذا الحدّ فنخجل من عروبتنا بينما القوى الأمبرياليّة تحاربنا لأنّنا عرب ولأنّ حضارتنا عربيّة؟
عبارةٌ واحدة تجيب على كلّ تلك التساؤلات. إن وجدت الإرادة والعزيمة فينا وعمّت الثّقة بيننا وعدنا إلى أصالتنا وترفّعنا عن الصّغائر لما استطاعت قوّة أن تهزمنا مهما عظم شأنها واستفحل جبروتها. والدّليل على ذلك أنّ العدوّ الصهيوني تخلّى عن عبارة «حدودك يا إسرائيل من الفرات إلى النّيل» وبدأ يعمل للبقاء في فلسطين وهذا بسبب إصرار الشعب الفلسطيني على المقاومة والنّضال.
ونحن قومٌ لا توسّط بيننا
لنا الصّدر دون العالمين أو القبر..