اختلف التصور الأمريكي لأمن المنطقة بعد حرب الخليج الثانية عام 1991م عما كان عليه خلال فترة الحرب الباردة ووجود الاتحاد السوفيتي السابق كقطب موازٍ ومنافس للولايات المتحدة الأمريكية، إذ كان الأمن سابقاً يتطلب منع وصول الاتحاد السوفيتي إلى المياه الدافئة وحماية أمـن المنطقة من الشيوعية سواء كان الاتجاه سوفيتياً أو صينياً ومن القوى الإقليمية الكبيرة، وقد حدد مجلس الأمن القومي الأمريكي الإستراتيجية الأمريكية في المنطقة بثلاثة أهداف رئيسية هي:
أ. السيطرة على النفط وحـرية المـرور والمـلاحة في الخليج العربي من خلال تأمين التسهيلات العسكرية.
ب. إنشاء القواعد الثابتة ونشر القوات المتحركة لإبقاء الشـرق الأوسط والخليج تحت هيمنة القبضة العسكرية الأمريكية.
ج. الحفاظ على الأنظمة القائمة في منطقة الخليج والجزيرة العربية، فضلاً عن الحفاظ على وجـود "إسرائيل" وأمنها.
إن الإستراتيجية الأمريكية في المنطقة بعد حرب الخليج الثانية عام 1991م أصبحت تستند إلى الأسس الآتية:
1-
استمرار الوجود الأمريكي المكثف في الخليج العربي عسكرياً واقتصادياً وسياسية عن طريق القواعد العسكرية والاتفاقيات الثنائية مع دول الخليج ومنع القوى الحليفة لها من تحقيق مكاسب مهمة على حسابها في الميادين الاقتصادية على وجه الخصـوص، وبالتأكيد فإن هذا يشمل إبعاد روسيا الاتحادية عن المنطقة أيضاً .
2-
الادعاء بحماية أمن المنطقة من العراق ـ قبل احتلالها ـ وهو ما يسمى بسياسة "الاحتواء المزدوج" خاصة أن زيارات المسؤولين الأمريكان ومنهم وزير الخارجية ووزير الـدفاع إلى المنطقة أثمرت عن توقيع اتفاقيات ثنائية مع كل من قطر والسعودية التي أصبحت أراضيها ومطاراتها جميعها مفتوحة للقوات الأمريكية .
للطلاع على اعداد المجلة زيارة موقع المجلة