سعد بن ابي وقاص سعد بن ابي وقاص

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

صلاح المختار - الذين يعتدون على عبدالناصر !

                                                       
 صبرت سنوات طويلة وانا اقرأ واسمع شتائم وتلفيق اكاذيب لشيطنة القائد التاريخي جمال عبدالناصر رحمه الله واسكنه جناته وتجنبت الرد عليها لعدة اسباب ، منها اننا في العراق نواجه اجتثاثا لا سابق له من حيث دمويته وعنفه وخلوه من اي رحمة وانسانية وفقدنا من البعث فقط اكثر من 160 الف شهيد ، وثانيها ان معركتنا في العراق ضد الغزو الامريكي ثم ضد خليفته الشرعية اسرائيل الشرقية –ايران – هي معركة الحسم وكسر العظم في الوطن العربي والعالم برمته ففيها ابتدات الحرب العالمية الثالثة المقسطة منذ عام 1991 وتستمر لهذا اليوم واتخذت اشكالا متعددة ابرزها انها حرب مقسطة تبدو مسلسل حروب لاخفاء الاهداف الحقيقية لها وهي تقسيم الاقطار العربية في سايكس بيكو الثانية .

 وهذه المركزية في الصراع التي تتميز بها معركة العراق حددتها المعايير الستراتيجية الصرفة وليس الرغبات ، ولهذا فرض علينا نحن الذين تصدينا للاحتلال بالبنادق منذ لحظته الاولى  ان نحيّد اكبر عدد ممكن من القوى كي نتفرغ للعدو الرئيس وهو الاحتلال وقواه العسكرية والمخابراتية .
 كنت اقرأ واسمع شتائم على عبدالناصر خصوصا بعد وصول محمد مرسي للرئاسة في مصر وبدء عملية اخونة مصر وكانت تطرق ذهني مسالة اساسية : كانت الاحقاد تنز من الكلمات وتتطاير من النبرات ! وكانت نزعة الانتقام تبدو ثأرا بدويا صعيديا يجبر الانسان على طرح سؤال منطقي وهو هل جاء هؤلاء لمجرد اشباع نزعة الانتقام ! وكان ما يذهلني هو التناقض الصارخ بين الغلاف الاخلاقي لمن هاجم ويهاجم عبدالناصر لانهم يتسترون باسم الاسلام وبين اللغة الوضيعة والتي لا يستخدمها الا اولاد الشوارع وسماسرة اللحم الابيض ! كانت الاكاذيب هي السمة الرئيسة للهجوم اللااخلاقي على ناصرنا وحبيبنا المغدور جمال عبدالناصر .
 ولكنني حينما قرات مقالات تشكك بوطنية عبدالناصر كتبها بعض المرتزقة عبدة البتردولار وحثالات مصر وصل صبري منتهاه ، والاكثر ايلاما لي هو ان من كانوا ناصريين في زمن ما ومن مازالوا ناصريين حتى الان لم يردوا وكانهم تخلو عن ناصر العرب واول من فتح عيوننا على حتمية محاربة الاستعمار في عام 1956 وما بعده ، فقررت انا القومي العربي البعثي الذي اختلف حزبي مع عبدالناصر في زمن ما ولم يرحمنا عبدالناصر في زمن ما واعتقلت وعذبت من قبل نظام حسب على عبدالناصر قبل حوالي نصف ، قررت  ان ادافع عن شرف العروبة ونقاوتها التي جسد عبدالناصر مثلها وقيمها .
 اولا عتبي على بقايا الناصريين الذين يشهدون شتم قائدهم الفذ ويسكتون بينما البعثيون شركاء ناصر في شرف اقامة الوحدة بين مصر وسوريا ورغم مأسيهم بعد غزو العراق دافعوا ببسالة عن حزبهم وعن قائدهم الشهيد صدام ووقفوا موحدين كالحجر الاصم والذي يخلو من المسامات وراء قائدهم عزة ابراهيم بثبات وبلا تردد ، وتحملوا كل انواع الاضطهاد دفاعا عن الحق فبقي البعث قويا عزيزا متفوقا على الجميع من حيث القدرة والاقتدار والشعبية الجامحة ، فعلى ماذا يدل هذا السكوت من قبل ناصريين ؟
وثانيا من يشتمون ناصر الان لو لم تعرف انهم من جماعة الاخوان المسلمين لقلت انهم من حثالات الاحزاب الفاسدة والعميلة والخالية من القيم والمثل العليا لان المسلم والعربي الاصيل تحكمه مثل عليا وقيم اخلاقية لا يحيد عنها ، واشعر بفخر ما بعده فخر باننا البعثيون قدمنا مثالا حيا لاخلاق العربي الاصيل بتجنبنا الطعن بأعداءنا حينما يرحلون عن هذه الدنيا وكانت وفاة خميني احد اهم الاختبارات لنا حيث فرض علينا اقسى حرب دامت ثمانية اعوام واستشهد اكثر من نصف مليون عراقي في تلك الحرب ناهيك عن خسارتنا لمئات المليارات من الدولارات وتدمير مدن كاملة مثل البصرة .
 عندما مات خميني عمم القائد الشهيد صدام حسين امرا بالتوقف عن مهاجمة خميني بل انه كان كلما يذكر اسم خميني يتبعه بقوله ( رحمه الله ) رغم انه الحق بنا دمارا لم يحصل لنا منذ قرون واوقف نهوض العراق العلمي والتكنولوجي والاجتماعي والثقافي وكل خطط تنمية الانسان والمجتمع . كنا نعبر عن اخلاق العربي الحقيقي والتي تمثلت في موقف النبي العربي محمد عندما فتح مكة ودخلها منتصرا على المشركين وقال (من دخل دار ابي سفيان فهو امن ) رغم ان ابو سفيان كان قائد المشركين ووراء اضطهادالمسلمين  وتعذيبهم لكن الرسول العربي تصرف وفقا لاخلاقه القومية العربية ولدينه الحنيف وقام بدور رجل الدولة الجديدة التي تساوي بين الجميع فلم يستسلم لاحقاد الانتقام بل حكّم عقله وضميره الحي واخلاقة العربية .
 فكيف يمكن لمن يدعي انه يمثل الاسلام والاخوة الاسلامية ان يقوم بنبش قبور الاموات وتوجيه تهم كاذبة ملفقة لهم بل ويطعن بشرفهم وهو كاذب ؟ انها صورة للتناقض الحاد بين ادعاء الايمان بالاسلام وممارسة اقبح سلوكيات سرسرية –البلطجية- الشوارع ونفايات المجتمع وحثالاته وسماسرة اللحم الابيض والذين يبيحون لانفسهم الشتم وتلفيق اكاذيب ضد بشر عرفت عنهم الاستقامة والنزاهة والوطنية !
 والاسوء من كل ذلك ان من يطعن بعبدالناصر نسي او تناسى اكوام الادلة المادية والوثائق والتي تثبت بان جماعته دعمتها المخابرات البريطانية بالمال تحت غطاء محاربة الشيوعية في الثلاثينيات من القرن الماضي ومازلت حتى هذه اللحظة المخابرات الامريكية والبريطانية تدعمها رغم بروز مؤشرات قد تشير الى انتفاء الحاجة لهذه الجماعات الاسلاموية ، فكيف يحق للمشبوه والمطعون بسلوكه الوطني والاخلاقي ان يطعن قائدا عربيا فذا هو جمال عبدالناصر ؟ واذا  كان هذا القائد قد اضطهد هؤلاء – والواقع انه دافع عن عروبة مصر واستقلالها عندما حيد من تأمر عليهما – فهل يجوز ممارسة انتقام الجبناء منه بعد وفاته بنصف قرن ؟ اين اخلاق الفرسان والتي تميز العربي الاصيل والمسلم الحقيقي ؟
 ما صدمني واكرر القول هو الانحطاط التام للغة التي استخدمت في شن الهجمات على ناصر العرب ولو اقتصر الامر على نقد مؤدب لما اثار حفيضتنا لكنه كان انتقاما رخيصا وجبانا ولا اخلاقيا من قائد رحل عن دنيانا ولم يعد هناك من يدافع عنه كما اعتقد سماسرة اللحم الابيض عبيد البترودلار .
 الان ادافع بفخر عن عبدالناصر وانا اعرف باخطاءه بالتفصيل لكن اخطاءه اخطاء بشر والبشر خطاءون ولا يوجد انسان معصوم وكلنا نخطأ وخيرنا من يتراجع وينتقد خطأه ، وعبدالناصر عاش في بيئة عبر عن تأثيراتها ولم يخرج عنها ولهذا فان كل القادة والساسة العرب في القرن الماضي تميزوا بنفس نقاط الانتقاد لناصر ، الامر الذي يضعنا بأزاء واجب اخلاقي وقومي وانساني جامح وهو الدفاع عن عبدالناصر بطل تأميم قناة السويس ، وعبدالناصر الاصلاح الزراعي والتصنيع الثقيل والذي اعاد الكرامة لملايين المصريين الفقراء ، وعبدالناصر الذي وحد الامة خلف قيادته بوقوفه ضد العدوان الثلاثي البريطاني الفرنسي الاسرائيلي في عام 1956، عبدالناصر الذي ساهم مع سوكارنو ونهرو وتيتو في تاسيس حركة عدم الانحياز ، عبدالناصر الذي اقام وحدة مصر وسوريا وهو اعطم انجازات الامة العربية حتى ذلك الوقت وحقق الاحلام والتطلعات في تحد مباشر لاهم قواعد عمل الاستعمار والصهيونية وهي قاعدة منع قيام الوحدة العربية والتضامن العربي .
 لا اريد التوغل في انجازات ناصر العرب لانها كثيرة ولكنها تكفي لاقناع من لديه ذرة شرف ووطنية كي لا يتهم ناصر بالعمالة الان او ان يتهمه بالماسونية – مع ان الماسونية هي الداعم الرئيس للاسلامويين وهي حقيقة تثبتها كوارثنا الحالية – ولا ان يمارس نزعة انتقامية تؤكد ان هؤلاء لا يحق لهم المطالبة بالحكم لان من يحكم اول صفاته وشروط قبوله حاكما هي تسامحه وتساميه فوق الاحقاد والثأرات والعواطف فالامم تهدمها الاحقاد والثأرات وتبنيها نزعة التسامح  وسعة الصدر والقناعة بان كل مواطن هو انسان يستحق الرعاية وحماية الحكم له سواء كان مواطنا صالحا او ضالا ، فالدولة مسؤولة عن الكل بما في ذلك رعاية من يضل الطريق ويقع في فخاخ الانحراف ، ونكرر: لاتوجد دولة تخلو من المنحرفين والمجرمين وتسكنها الملائكة فقط .
 اكتب ذلك لاننا عرفنا قسوة الشيطنة بعد ان صرنا بقوة الاعلام الامريكي والصيهوني والايراني وبعض الاعلام العربي هدفا للتشويه والتزوير ومنعنا من الدفاع عن انفسنا الى ان فتح الله بوجهنا بواباته الواسعة وجعل الناس يكتشفون ان شيطنة البعثيين ليست الا عملا شيطانيا معاديا للعراق والعروبة ، فزاد اصرارنا على التمسك بالاخلاق المحمدية العربية الاصيلة ، واقتداء بنبينا نقول من دخل بيت العروبة فهو امن . وبسبب تسامحنا وانجازاتنا وثباتنا النضالي والاخلاقي عادت الملايين تدعمنا في العراق وفي كثير من الاقطار العربية . ومن يريد ان يوقف الكوارث ويزيل المظالم يجب عليه اولا وقبل كل شيء ان ينزه نفسه من الاحقاد والانتقام وينظر لابناء الشعب نظرة اب كبير حريص على كل اولاده وام رحيمة بكل اولادها الاسوياء والعاقين .
 سيبقى جمال عبدالناصر من مفاخر امتنا العربية رغم انف نتنياهو ومن معه .
 Almukhtar44@gmail.com
 30-8-2017

التعليقات



جميع الحقوق محفوظة

سعد بن ابي وقاص

2018