صاحبي اسمه أحمد من بلدان المغرب العربي وقد كان سؤاله ما معنى القوميه العربيه ؟
قلت: : القوميه العربيه ليست صفه مجرده ولا حاله ثابته تختص بفعل معين أو بمنهج ثابت ويمكن ان تعرف ببساطة ........
القوميه العربيه
هي مجموعة مفاهيم تتعلق بالتوحد بين مكونات الأمه العربيه .....وتطمح الأمة العربية كحال الأمم الأخرى التي حققت وحدتها في مطلع القرن الماضي ، في حين كانت أمتنا خارجه من أستعمار تركي متخلف وبغيض لتقسم وتوضع وفق الإراده الإستعمارية الدوليه(إتفاقية سايكس بيكو...وإتفاقية سان ريمون ) تحت نير الإستعمار الغربي المجرم والمقيت وبموجب ذلك وبمكر وخيانة من الدول المستعمرة خسرت أمتنا العربية الكثير من أجزائها في فلسطين وسوريا والعراق ودول الخليج والمغرب العربي .....
أحمد : ما علاقة اللغه العربيه بالقوميه العربيه ؟
قلت: اللغه العربيه عامل مهم من عوامل فهم ونمو المفهوم القومي إلاّ أن قوميتنا ليست عنصريه ، فاللغه العربيه ليست هي الوحيده المعمول بها في وطننا العربي فبالإضافة للغة العربية توجود العديد من اللغات لبعض المجاميع العرقيه الأخرى ..
لكون الغالبيه العظمى من سكان الوطن العربي ينتمون الى العرق العربي ويتكلمون اللغه العربيه فذلك يعطي اللغه العربيه أولويه ورجحاناً لكي تكون اللغه الرسميه في أصقاع الوطن العربي ، وهذا لا يعني إندثار واحتواء اللغات الأخرى بل يمكن لكل المجاميع الاخرى بالوطن العربي التعامل مع لغاتهم المحليه في مختلف مجالات الحياة وبدون أية نظره عنصريه ضدهم .....وبالمقابل أيضاً عليهم احترام اللغة العربيه ، ثم لا ننسى أن لغة القرآن الكريم هي اللغة العربية ....وهذا لا يعطينا الحق للتعالي وإنما مسؤوليات إضافيه علينا
.قال صاحبي : ما العوامل والمفاهيم الأخرى التي يبنى عليها رواد ومفكري القوميه العربية نظريتهم ؟
قلت : المفكرون القوميون مع تبجيلنا واحترامنا لهم لم يبدعوا بجديد في نظرياتهم القوميه التي روجوا لها ولكنهم ذكروا بها ودعوا إلى الأخذ بها وتحقيق حلم الأمة
العروبه قائمه وموجوده ومنذ المجتمعات القديمه تنهض أحياناً وتخبو أحيانا أخرى وحسب نمو قوة الإمبراطوريتين العملاقتين في تلك الأثناء الروم والفرس ....
الإسلام
عندما جاء الإسلام صقل ونمى الإيمان بمفاهيم الأمة الواحده وضمن رؤية إسلامية أبعد من حدود الأمة رؤيا تتضمن الرساله الإسلاميه الخالده للبشريه (العصر الذهبي لنمو وقوة الأمة ).......وقد أراد الله جلّ جلاله أن يكون فرسان الرسالة وشرف التبشير بالإسلام هم العرب.... .
ومن العوامل المساعدة على تحقيق الدولة العربية الواحده العامل الجغرافي:
: حيث تمتد الأمة على منطقة متواصلة لا تفصل بين مكوناتها أية موانع طبيعية أو أصطناعية ...
عامل العادات والتقاليد :
نتيجة العيش المشترك بين مكونات الأمة العربية وعبر تاريخٍ طويل نشأت بينهم عادات وتقاليد إجتماعية مشتركة .....
والعامل الإقتصادي :
وهو من العوامل المهمة فالثروات الطبيعية الموجوده في أراضي الامة هائلة تمكن الأمة من تحقيق حالة الإكتفاء الذاتي بالإنتاج لمختلف متطلبات الحياة ، ....
التحديات الخطيره التي تشهدها أمتنا العربية
نعم الواقع العربي المتردي وما تتعرض له الأمة من محاولات السيطرة والإستحواذ من قبل الدول الطامعة بخيرات الأمة دولياً وإقليمياً ....والعيش الذليل للمواطن العربي الذي يعيش في مختاريات مجهريه تعتمد بوجودها على الإستعمار والصهيونيه ، وسياسة الحكام العرب الذين يستمرون بتنفيذ نهج الإستعمار البغيض المعادي للأمة ويعملون بكل طاقاتهم على ترصين الحدود بين مكونات أقطارنا العربيه ، وخلق الفتن والإقتتال بين أهلنا ولأسباب لا اساس لها من الواقعيه والصحه كل ذلك يجب أن تكون حوافز مهمة للرد على هذه التحديات من خلال الخلق القومي الجديد للأمة وتحقيق الدولة العربية القوية والقادرة على التحرر والتحرير وتقاسم العيش المشترك مع دول العالم وفق مبدأ الإحترام المتبادل بين الأمم .............
هذه العوامل ليست دوماً تعتبر لوحدها العوامل المساعدة والدافعة لتحقيق وجود الأمة فهنالك عوامل كثيرة أخرى موجوده أو تخلق عبر مسيرة الأمة ومهما كانت صغيره فما دامت تتعلق بعيش وحياة المواطن وبقوة الامه فهي مهمه .
أحمد : ولكن هنالك الأغنياء والفقراء فكيف تتوقع من مواطن يبذخ بالعيش وتريد منه أن يتحد مع آخرين مستواهم المعيشي متدني ..... مثلاً الكويت والإمارات ومستوى الدخل القومي لكلٍ منهما بالمقارنه مع دول غير نفطيه أخرى ، ؟
قلت : الوطن العربي بلدانه تعتبر بلدان بكر وثرواتها الطبيعيه متميزه نسبياً عن غيرها من البلدان الأخرى والوحده مفيده لكل مكونات الوطن العربي الفقيره والغنيه ولو تحققت الوحده الحقيقيه ووجدت قوانين ضامنه ونظام ديمقراطي سليم ، لوجدنا أن الذين يطالبون بالانضمام للوحده هم اصحاب الثروات .قبل غيرهم ويكفي أن أموالهم التي هي حالياً موجوده في البنوك الأمريكيه والغربيه غير مضمون سلامتها وتتأثر بالمؤامرات الإقتصاديه التي تشن عليهم بين الحين والآخر وتفقدهم اجزاء كبيره يخسرونها وهم صاغرين .