دكتور عباس : هناك من يروج لفكرة إستبدال النفوذ الايراني في العراق بالنفوذ الأمريكي سؤالي هو هل يوجد فرق بين نفوذ وآخر ، إحتلال وآخر من منظور السيادة والاستقلال ؟!ماهو موقف حزب البعث العربي الاشتراكي من طروحات من هذا النوع ؟! تفضل ابو أوس .
المختار:هذا السؤال مرتبط بالسؤال السابق، جوابي على السؤال السابق تضمن فكره جوهريه وهي ان ما بيننا وبين الدول الاخرى هو حوار وتبادل وجهات نظر اكثر مما هو تبني موقف مشترك والسبب واضح : لكي تستطيع ان تتفق مع دوله كبرى او عظمى وانت حركه تحرر وانت حزب يؤمن ايمانا تاما غير منقوص بالاستقلال الوطني وبالسيادة الوطنيه لا يمكنك باي حال من الاحوال ان تقبل باي اتفاق مع اي دولة كبرى او عظمى يقوم على انتقاص السياده والاستقلال وتقيدهما فنضال الحزب سواء المسلح أو السياسي يقوم على ضمان ان يكون اي حل لأزمة العراق سواء كان سلميا او عسكريا يقوم على احترام السياده العراقيه وعلى الاعتراف بالاستقلال التام للعراق .
من هنا فإن من يتحدث عن استبدال نفوذ بنفوذ او إحتلال بإحتلال اخر هو كمن يتحدث عن استبدال شر بشر اخر ! ما معنى ان نقول بان الاحتلال الامريكي اهون من الاحتلال الايراني وهي حقيقه من ناحيه الاذى لكن من الناحيه الاستراتيجيه ومن الناحيه المفهومية ، الاستقلال هو استقلال والاحتلال هو احتلال سواء كان المحتل روسيا او امريكيا أو إسرائيليا أو إيرانيا فهو إحتلال ومن يرفض الاحتلال يرفض الاحتلال عموما وأي تميز بين احتلال واحتلال وقبول بإحتلال ورفض إحتلال آخر هو تخل حقيقي عن الموقف الوطني وتراجع عن المباديء وعن العقيدة القومية التي ترفض أي مس بالاستقلال والسيادة الوطنية ، هذا المفهوم وقفت قيادة حزب البعث العربي الاشتراكي مبكرا ضده حينما بدأ البعض يروج لفكرة إستبدال النفوذ الايراني بالنفوذ الامريكي أو بالسيطرة الامريكية .
وهنا يجب أن نلاحظ حالة أنسانية ، أبناء العراق نتيجة الأذى الفادح وغير المسبوق الذي وقع عليهم نتيجة الجرائم التي أرتكبتها إسرائيل الشرقية ونغولها وميليشياتها أصبحوا يريدون الانقاذ والتوقف عن الاضطهاد وقتل الاطفال والنساء والشيوخ بأي طريقة وبأي ثمن ، وهذة في الواقع نظرية أمريكية مقرة سلفا وهي : ضع اي شعبا امام الموت وعند حافته يتراجع البعض عن القيم الوطنية والقومية والاخلاقية والدينية ويقبل بالعيش المجرد من الكرامة الوطنية أو الشخصية ، أوصلتنا أمريكا الى هذا الحد ، ظهر بعضنا يقول لتأتي أمريكا لتنقذنا وليكن ما يكون ! ولكن هؤلاء الذين يقولون هذا الكلام قصيروا النفس ، من قدم لحد الان مابين مليونين وثلاثة ملايين عراقي شهيد وضحية بعد الغزو لا يمكن ان يتوج هذا الصيام الاسطوري العظيم بأن يفطر على الخمر ! لا يجوز لمن يصوم شهر رمضان أن يفطر على الخمر وإلا لماذا الصيام ؟!
نحن صمنا طوال 14 عاما من اجل السيادة والاستقلال وإلا كان بإمكان العراقيين أن يقبلوا بالشروط الامريكية التي طرحت قبل الغزو وتنتهي المشكلة ولكن السيادة والاستقلال والكرامة الوطنية هما ضمانة احترام الانسان وهويته ومصالحه وحقوقه والحمد لله اخذ الكثير من العراقيين والعرب يفهمون معناها الفعلي بعد غزو العراق حينما فقد العراقي الكرامة والاستقرار والاستقلال والحرية وليس الحياة فقط نتيجة الغزو وضياع السيادة والاستقلال ، في العهد الوطني كانت هناك سيادة وكان هناك استقلال وكان العراقي محترما ، كان العراقي في المطارات الدولية تأخذ له التحية احتراما وتقديرا حتى في مطارات الدول المعادية أما الان فقد العراقي كل شيء فقد الكرامة فقد المال وفقد البيت وفقد العائلة إذا علينا كعراقيين أن نعيد النظر تحملنا الجزء الاكبر من شهر رمضان بقيت العشر أيام الاخيرة من شهر رمضان وعلينا ان نتحمل التضحيات وان لا نستبدل إحتلال بإحتلال .
الاعداء الذين يحتلون العراق لايملكون القوة التي كانت لديهم قبل عام 2003 ضعفوا واستنزفوا ماليا ونفسيا وعسكريا وتحولوا الى الاعتماد على نخب ( شركات امنية ) وميليشيات لتحقيق الاحتلال ، لنطيل الصبر ، الصبر دقيقة الصبر في العشر ايام الاخيرة من رمضان ونحن في العشر ايام من رمضان النضال الوطني العراقي تستحق منا المزيد من التضحيات وهي قليلة جدا مقارنة بتضحيات الشعب العراقي خلال سنوات الاحتلال وقبلها سنوات الحصار الطويلة ،العراقيون سيكافئهم الله لموقفهم النبيل وموقفهم الوطني بالخير والرخاء والاستقلال والسيادة وكل الجوانب التي حلموا بها طوال الفترة الماضية.
دكتور عباس : استاذ صلاح المختار أنتقل بيك الى محور آخر لان انا اعلم أن حزب البعث العربي الاشتراكي هو حزب قومي وهناك فروع لحزب البعث العربي الاشتراكي في أغلب الاقطار العربية هناك من يمارس نشاطه بعلنية وهناك من لا يمارس مثل هذا النشاط أسألك كيف يفسر حزب البعث العربي الاشتراكي الازمة الحالية بين دول الخليج العربي هل هي ثمرة مشاكل داخل مجلس التعاون الخليجي أم هي نتاج مخطط خارجي؟!
المختار : إبتداء علينا ان نعترف بأن الخلافات بين البشر سواء كانوا من دولة واحدة او من دول مختلفة امر طبيعي ، البشر ليسوا نسخ كاربونية من بعض البشر بطبيعتهم يختلفون وهذة الاختلافات في حالة توفر المنطق والحكمة تعالج بالتوافق وبالتفاهم وليس بحرق كافة المراكب وزوارق النجاة ، الازمة الخليجية الحالية وإن كانت هناك مشاكل بين دول الخليج العربي قديمة جدا الا ان من شجع ودفع الى تفجيرها وهذا حسب قناعتي الشخصية كمحلل هو الولايات المتحدة الامريكية ، الولايات المتحدة الامريكية هي التي ورطت عمدا وتخطيطا دولا عربية وأنظمة عربية في دعم منظمات إرهابية وهذا امر ثابت يعرفه القاصي والداني لم يعد يعرفه الخبير والمختص فقط . لو نظرنا الى سوريا مثلا او ليبيا او العراق سنجد ان امريكا هي التي ضغطت او طلبت من بعض الدول دعم وتمويل فصائل معينه وهذا الدعم شمل مايسمى الان الفصائل الارهابية وهي فعلا إرهابية لكن الولايات المتحدة حينما اوصلت سوريا الى مرحلة الخراب والدمار الشاملين وحان موعد إعادة ترتيب سوريا تريد ان توقف هذة العملية مثلما تريد ان تتخلص من اطراف معينة ساهمت في تنفيذ المخطط الامريكي بتحميلها المسؤولية وتبرئة واشنطن لنفسها من مسؤولية ماجرى من دعم لمنظمات إرهابية على الاقل امام الراي العام الامريكي الساذج سياسيا .
فأزمة الخليج الان في إطارها العام تدخل في هذا النطاق وأخطر مافي هذة الأزمة هو ان عدم معالجة هذة الازمة بالحكمة والمنطق المطلوبين سوف يجر الى توسع نطاق تطبيق خطوات المخطط الصهيوني الامريكي الايراني ليشمل دول الخليج العربي الان ، الاستنزاف الذي تتعرض له المملكة العربية السعودية في اليمن وغير اليمن ليس امرا هينا والتحديات التي تواجهها دول الخليج العربي من اسرائيل الشرقية خطيرة وكبيرة لأن لها نغولا وخطوطا نائمة ولها منظمات تعمل بجدية ، ولكن الخوف الاكبر هو من التواطؤ والدعم الامريكي لهذة الجهات داخل دول الخليج .انا شخصيا كتبت مقالا او اكثر من مقال ودراسة في عام 1992 او 1993 لا اتذكر بالضبط حذرت فيه من ان اميركا تريد تحويل دول الخليج العربي جميعها الى مقرات لشركات عالمية أي منطقة تجارية تلغى فيها الدول من الناحية العملية وتصبح شكلية ويبعد من يحكم الان دول الخليج الى أوروبا ويقال له لقد حولت مليارات الدولارات فتفضل عش بالخارج لديك المليارات وأترك هذة المنطقة تتحول الى منطقة أستثمارات دولية امريكية اوروبية هندية صينية وتخلوا من صفة الدولة وهذا يشمل تقسيم المملكة العربية السعودية .
هذا مخطط قديم ومعروف وليس إدعاءا او دعاية سياسية للتخويف الان انتقلت اميركا بعد تفكيك سوريا وتدميرها وإكمال تدمير العراق بتدمير الموصل وإستشهاد 50 الف عراقي في الموصل على يد الحشد الشعوبي والقوات الحكومية وقوات مايسمى التحالف الدولي وتشريد أكثر من مليون من اهل الموصل من الموصل أكملت الولايات المتحدة مهمة التدمير والخراب البشري والعمراني وحان وقت إعادة الترتيب إعادة الترتيب تتطلب إكمال خطوات اخرى في مناطق اخرى من الوطن العربي لان الولايات المتحدة تحتاج للمال كثيرا الدين العام الامريكي تجاوز 21 ترليون دولار وهو مبلغ أسطوري لا يمكن تحمله عقليا فكيف تخفف من هذة الأزمة ؟ تخففها بالاستيلاء المباشر على ثروات الخليج وموارده ونفطه وغازه وبما فيه السعودية هذة الأزمة في تقديري أزمة مفتعلة تقف وراءها الولايات المتحدة أستغلت اخطاء بعض الأنظمة الخليجية وتجاوزاتها على البعض الاخر لأجل تفجير هذة الأزمة بتشجيع من إدارة ترامب التاجر كما قلت والذي لم يأتي إلا للحصول على المليارات بأسرع الطرق وأسهلها.
هذا هو الامر الخطير الذي يجري الان في دول الخليج العربي وعلى الاخوة خصوصا في السعودية ان ينظروا إلى هذا الأمر من هذة الزاوية الخطيرة لأننا حريصون كقوميين عرب على بقاء الكيان الوطني السعودي والوحدة الوطنية السعودية وبقاء الكيانات الخليجية التابعة لأمتنا العربية مهما كان هناك باي عدد من المهاجرين والذين يسكنون منطقة الخليج ، نحن نتعرض للإبادة العنصرية إزالة الهوية العربية واجبنا كبعثيين هو ان نحافظ على الهوية العربية بغض النظر عن النظام السياسي نحن لا نتفق مع الأنظمة السياسية ولا نقف مع اي نظام يختلف معنا ايديولوجيا وسياسيا ولكننا نقف مع وحدة الاقطار العربية ونقف مع هوية الاقطار العربية القومية وندافع عنها بالنفس وبالسلاح وبكل مانملك .
وهذا موقفنا التاريخي وليس الموقف الذي نتبناه بعد الغزو الرئيس الشهيد صدام حسين قال في ذروة الهجوم الخليجي على العراق في عام 1992 أو عام 1993 بأن السعودية إذا تعرضت لعدوان او غزو خارجي سيرسل العراق جيشه للدفاع عن الكيان الوطني السعودي ، نحن قوميون عرب ولذلك نقف مع أشقائنا في الخليج ونقول لهم كل الجراح نضعها جانبا ونقف الى جانبكم ولكن عليكم ان تعيدوا النظر ببعض السياسات خصوصا إتجاه العراق .
دكتور عباس : طيب استاذ صلاح طبعا آني أشكرك كثير على الكثير من المواضيع التي كانت تشغل بالي وبال الجمهور الذي يتواصل معي عبر وسائل التواصل الاجتماعي وأغلب الاسئلة ما أخفيك بعض الأسئلة جاءت عن طريق التواصل الاجتماعي فأشكرك شكر كبير يا أبا الأوس واقول لك ان المملكة العربية السعودية إن شاء الله باقية بقيادتها والمملكة العربية السعودية بلد كل عربي وهي جذر العروبة والاسلام ولا شك ان المؤامرة كبيرة وأن إيران تحاول بكل الوسائل لكي تنفذ إلى هذا الجسم المقدس الذي ينبغي يكون في عقولنا كما وصفته واقول لك بما يتعلق بالعراق :
يبقى العراق وتبقى أور والحضر
والرافدان وشمس الله والقمر
من قبل ان تعرف الدنيا هويتها
كان العراق وفيه الحرف يبتكر
تحياتي ألك يا ابا اوس وإن شاءالله ألتقي بك في حوارات وتوضيحات قادمة
المختار : شكرا جزيلا دكتور عباس
دكتور عباس شكرا جزيلا اعزائي المشاهدين لحسن الاصغاء والمتابعة نراكم إن شاء الله في حلقة نقاش جديدة تحياتي لكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته . تمت .
ملاحظة : شكرا جزيلا للرفيقة علياء الناصري من اتحاد شباب العراق في المهجر التي قامت بتفريغ النص المكتوب من النص الصوتي المسجل .