نحن لا نقول إننا جزء من إيران نحن إيران في لبنان ولبنان في إيران
إبراهيم الأمين القيادي في حزب الله
ربما ينفرد العرب خصوصا في لبنان بوجود نخب جاهزة لبيع ضميرها لمن يدفع وهذه النخب مؤهلة ثقافيا ومظهريا فهي لبقة ومطلعة وبعض افرادها يحملون شهادة الدكتوراه وفيها من لديه خبرات مهنية عالية خصوصا في المجال الصحفي والاعلامي والسياسي ، لذلك فان عملية بيع الضمير تتم مباشرة وبعرض من بائع ضميره وقبول من الذي يدفع له . انه عقد مثل اي عقد تجاري تقدم لي ما تملك من خبرات تخدمني وانا ادفع لك ما تستحق .لبنان منحه الله الجمال ومكن ابناءه من اكتساب المعرفة والعلم واصول المدنية الحديثة فكان لبنان وبحق احد اهم مركزين للتنوير العربي الى جانب مصر حتى سبعينيات القرن العشرين وبدخول قوات حافظ اسد انتهى ذلك الدور ودخل لبنان عصر ظلام غير مسبوق . لقد ابتلى الله لبنان بنظام اقطاعي طائفي عائلي وراثي مزمن افقر البشر وحط من شأنهم واجبر ملايين اللبنانيين على الهجرة بحثا عن لقمة ودفع البعض لممارسة عهر الضمير والدخول فيما يسمى مخزن القمامة والاستقرار فيه والتغذي منه وبه .
ولو نظرنا الى الاعلام العربي منذ الستينيات للاحظنا ان الاعلاميين اللبنانيين يشكلون نسبة عالية منهم والكثير من هؤلاء كان تاجرا يبيع ضميره لمن يدفع وهو لذلك كان مستعدا لتغيير مواقفه تبعا لمن يدفع له ، وانا شاهد مباشر على هذه الظاهرة بحكم عملي في الاعلام ، الاقطاع اللبناني المبني على توريث المال والزعامة لم يبق للفقراء سوى البحث عن طرق اخرى للعيش فاختار بعض المثقفين بيع الضمير بصفته اسهل الطرق للحصول على المال ، وبغض النظر عما يترتب على ما يكتبه من نتائج قد تكون مدمرة للناس العاديين .
ولهذا رأينا رأس الحربة في الحملات الاعلامية المختلفة عناصر لبنانية وغزو العراق قدم لنا مثالا واضحا اكد ان عناصر لبنانية غالبا تولت شيطنة النظام الوطني اكثر من غيرها ممهدة لغزو العراق وداعمة له بعد حصوله تماما مثلما يقوم الان المؤتمر (القومي) بالتمهيد لغزوات اسرائيل الشرقية ودعمها عندما تحدث ، ومثل الاعلام فان (العراب) الرئيس للمؤتمر القومي وطباخه لبناني الجنسية ولديه (صلات) عديدة مع اكثر من طرف دولي واقليمي .
كتب د.زياد الحافظ الملقب ب(الامين العام) لمايسمى ( المؤتمر القومي العربي ) مقالا حول تقرير تشيلكوت اقحم فيه هجوما مشبوها على النظام الوطني في العراق الذي اسقطه الاحتلال وبطريقة تنسجم مع اطروحات الدعاية الايرانية والامريكية في ان واحد وهنا مكمن الشبهات ومفسر الاهداف ، ولهذا كان يجب تحليل هذا الموقف بطريقة توصلنا لفهم دور هذا الشخص الحقيقي. ومما قاله ننقل حرفيا : (كما يجب أن تشمل المساءلة والمحاسبة الحكومات العربية التي تواطئت وحرّضت على العدوان بما فيهم من العراقيين، والذين روّجوا لاحتلال العراق لتصفية حسابات سياسية ضيّقة، ولإقامة نظام سياسي ادعوا أنه أكثر ديمقراطية بل هو أكثر فئوية وفسادا من النظام الذي أسقطه الاحتلال وليس الشعب العراقي، وذلك على حساب وحدة العراق وعروبته. ومسؤولية الحكومات العربية في احتلال العراق هي نفسها التي غطّت عدوان الحلف الأطلسي على ليبيا وما نتج عنه من سفك دماء ودمار لوحدة البلاد ونسيجه الاجتماعي.)
ويضيف:(إن تداعيات الاحتلال من قتل لأكثر من مليون مواطن عراقي وتهجير لأكثر من خمسة ملايين مواطن ولزرع ذهنية التقسيم والتفتيت لا بد من يُحاسب عليها من سبّبها من غربيين وعرب وذلك خدمة للكيان الصهيوني ولتصفية القضية الفلسطينية.) هذا هو التضليل الذي مارسه شخص امريكي الجنسية اصله لبناني !!! ماذا تلاحظون على هذين النصين ؟ عندما نحدد ما ركز عليه ونربطه بهوية من يؤثر عليه نفهم اللعبة التي يتحرك ضمنها بسهولة .
1-النصان يحاكيان الموقف القومي العربي النضالي للتيار القومي العربي الرافض للعدوان وللكيان الصهيوني ولكنهما يأتيان في سياق منحرف ومضلل تماما وهي لازمة للتضليل وتسويق موقف خياني كامل للعروبة وللقومية العربية بدليل حرف تلك التهمة عمن يستحقها فعلا ، وهم نظامي بشار وخامنئي وخادمه حسن نصرالله ، وتوجيهها للنظام الوطني العراقي الذي اسقطه الاحتلال والذي لا تنطبق عليه بأي شكل وانما لفقتها المخابرات الامريكية حصرا قبل الغزو لتبريره . ان كذبة ان النظام الوطني (كان فاسدا وفئويا) كما قال الامريكي الجنسية زياد الحافظ ، هي اهم قواعد شيطنة البعث والنظام الوطني التي وضعتها المخابرات الامريكية واول التوجيهات لعملاءها .
2-منهج زياد الحافظ يعتمد على الانتقائية ولكنها انتقائية ساذجة وفجة فهو يريد اثبات ان اسرائيل الشرقية والنظام السوري وحزب الله يمثلون محور الممانعة والمقاومة لذلك لا يدافع عنهم فقط بل يتبنى موقفهم تجاه قضية العراق وهو موقف عنصري توسعي استعماري رسمي وواضح ، لمن يريد ان يرى الواقع الفعلي ، ومعاد للعراق وقضية تحرره ولمقاومته التي هي وليس حزب الله ولا النظام السوري ولا اسرائيل الشرقية من قاتل امريكا طوال عقود ووجه اكبر الضربات للمصالح الاستعمارية بتأميم النفط . وانتقائية زياد تفضي الى الخلل الجوهري والقاتل وهو تبرئة حكام طهران من النهج الطائفي المكرس في دستور جمهوريتهم ( الاسلامية ) والذي تبنى المذهب الاثنا عشري مذهبا رسميا للدولة اولا ، ومن غزواتهم للعراق وسوريا واليمن ولبنان وغيره والتي يفتخرون بها رسميا ثانيا ، ومن التعاون الستراتيجي مع امريكا والكيان الصهيوني ثالثا ، فلم اصبح زياد الامريكي ملكيا اكثر من الملك ؟
3-والانتقائية وصفناها بالفجة والساذجة لانه ورغم كل الاعترافات التي ادلى بها بشار عن الفساد المستشري في نظامه ورغم كل الادلة على طائفية النظام السوري منذ نهاية الستينيات وحتى الان وان تلك السمة كانت وراء اكبر نظام فساد وانحراف وارتداد قومي ظهر في الوطن العربي فانه يدافع عن بشار ويعده مناهضا للصهيونية والامبريالية ولم يتطرق لفساده وفئويته رغم انها ثابتة لكنه اتهم النظام الوطني بذلك رغم انها تهمة كاذبة كما سترون .
4-كما ان انتقائيته تتضح اكثر حينما يهاجم انظمة عربية بحجة دعمها للمشروع الامريكي في العراق لكنه يتجاهل بوقاحة شديدة لايمتلكها الا نغل امريكي حقيقة هي الابرز والتي يراها كل انسان واعترف بها قادة طهران وهي ان اسرائيل الشرقية كانت رسميا وفعليا الشريك الاخطر لامريكا في كل خططها لتدمير العراق قبل وبعد غزوه ثم في تكريس الاحتلال وادامته من خلال تسخير امكانياتها ونغولها ليكونوا قاعدة الاحتلال السياسية والعسكرية وتتويج امريكا لدعمها لطهران بتسليم العراق اليها بعد سحب قواتها ! ان هذا التجاهل هو لازمة امريكية – ايرانية لابقاء المضللين العرب داعمين لغزوات الفرس وتوجيه غضبهم ضد بعض العرب الداعم الثانوي للغزو وليس ضد داعمه الرئيس والاهم وهو اسرائيل الشرقية . ولفهم دوافع زياد لابدمن مناقشة ما يلي :
1- هل المقاومة موقف سكوني ام انها ظاهرة حركية مرتبطة بزمن ومرحلة ؟
2-من قاوم ومانع فعلا العراق تحت قيادة البعث وما بعد اسقاط نظامه ؟ ام اسرائيل الشرقية وحزب الله والنظام السوري ؟ ومن كان الاخطر دعما للاحتلال وموفرا لشرط نجاحه بعض العرب ام اسرائيل الشرقية ؟
3-اين نجد الفساد والفئوية في عراق ما قبل الغزو ؟ ام في سوريا الاسد ونظام الملالي في طهران ؟ ماهي حالة الجماهير العراقية في ظل نظام البعث وحالة الجماهير الايرانية والسورية في ظل نظامي اسد وخامنئي ؟
4-ما معنى تجاهل زياد الوقح للدعم الامريكي لنظام خميني وخامنئي ولنظام بشار وتواصله حتى الان ؟
من اساليب التضليل التي تتبعها الدعاية الايرانية لتوفير غطاء للغزوات الاستعمارية الايرانية تصوير المقاومة على انها حالة سكونية لا تتغير فمن قاوم في وقت ما سيبقى مقاوما حتى لو انتهت المقاومة فعلا ولم تعد موجودة وتحول الى عنصر معاد للتحرر كما هي حالة حزب الله ، ما يجب تذكره دائما ان المقاومة كأي ظاهرة انسانية لها حدود زمنية تقع ضمنها وعندما ينتهي مبررها تتوقف او ان ظروفا ما تجعلها تتوقف ولكنها في كل الاحوال حالة حركية مرحلية وليست ساكنة وتتغيير تبعا لتغير الظروف . الخدعة الايرانية التي نجدها منطلية على بعض السذج تقول بان هناك معسكرا يقاوم الان مستندة الى مقاومة حزب الله التي انتهت بتحرير جنوب لبنان وتوقفه عن اي عملية مقاومة حقيقية ، فتجري عملية تجنيد السذج لدعم الغزوات الايرانية الحالية .
من اجل ابراز الانتقائية والتناقض في تزويرات زياد من الضروري تناول مواقف تلك الاطراف : اسرائيل الشرقية ونظام بشار وحزب الله والعراق في العهد الوطني والبعث بعد الغزو ونحدد من منهم قاوم فعلا ولمن قاوم ؟ هل قاوم القوة الاعظم والام التي تستمد منها بقية القوى قدراتها ، خصوصا اسرائيل الغربية ، وهي امريكا ؟ ومن قاتل تلك القوة ومن وقف معها ؟
اسرائيل الشرقية لم تقاوم امريكا ولا اسرائيل الغربية اذا اخذنا المقاومة بمعناها الستراتيجي كطريقة للتحرير وطرد المحتل ، فهي اولا وقبل كل ما يجب تذكره ليس لديها اراض محتلة من قبل امريكا او اسرائيل الغربية وليست اراضيها جزء مما تطمع به ، وهي لهذا السبب ليست في حالة صراع ستراتيجي مع اسرائيل الغربية لا سابقا ولا حاليا بعكس العرب تماما ، لكن ستراتيجية نظام الملالي قامت وعلنا على اقامة امبراطورية فارسية تحت غطاء اسلامي زائف وهي لا يمكن ان تقوم تماما مثل المشروع الصهيوني الا بالسيطرة على موارد واراض عربية وقسم من جماهير العرب ، نظرا لافتقارها للموارد الحتمية لقيام الامبراطورية الفارسية ومنها الارض الصالحة للزراعة والماء والطاقة والجنود وكل هذه الموارد في العراق ودول الخليج العربي تقريبا .
لذلك صمم المشروع الامبراطوري الايراني خدعتان :الدفاع عن القضية الفلسطينية وحماية شيعة العالم لتكونا غطاء لامرار غزاوت اسرائيل الشرقية المنتظرة للاقطار العربية طبقا لمخطط معلن ورسمي اتخذ تسمية ( نشر الثورة الاسلامية ) . فمن دون اقناع عرب بان النظام الايراني الجديد داعم للقضية الفلسطينية وانه يدعم الشيعة لن يجد من يدعمه عندما يتحرش بقطر عربي او يقوم بغزوه او يدعو لاسقاط نظامه . وهذا ماحدث بالضبط فمع رفع شعار (الموت لامريكا والموت لاسرائيل ) كان الموت لا يصيب امريكا ولا اسرائيل بل العراق اولا من خلال رفع خميني شعارا رسميا وهو ( تحرير القدس يمر عبر تحرير بغداد ) ! ورفض اي محاولة للتطبيع معه كما حصل مع مبادرات المرحوم ياسر عرفات والمؤتمر الاسلامي وغيرها .
اختطاف الدبلوماسيين الامريكيين كان عبارة عن خطوة تأهيل له كي يبدو مناهضا لامريكا ويفتح ذلك قلوب الشعوب الايرانية التي كانت ضحية الاضطهاد الامريكي والعرب الذين صدمتهم الردة الساداتية ، وهو عمل لا يرقى لمستوى الصراع الرئيس ، واذا اضفنا الدعم المالي لمنظمات فلسطينية فاننا لا نجد اي موقف عدائي لامريكا بل تطبيق شروط تأهيل نظام الملالي كي يستطيع اختراق الاقطار العربية وتدميرها من الداخل وهذا مطلب امريكي صهيوني معروف . اذن لا امريكا ولا اسرائيل الغربية وقفتا عمليا ضد نظام خميني وخامنئي بل بالعكس فان ايرانجيت وما بعدها كان هدفها دعم نظام الملالي وتمكينه من غزو العراق وسوريا واليمن ولبنان وغيره تمهيدا لتقسيمها ، هنا يبرز التساؤل المركب : هل اسرائيل الشرقية دولة ذات توجه تحرري داعم للعرب ام انها طامعة في ارض العرب وثرواتهم وتعلن ذلك رسميا ؟ وبم تجسد التعاون الستراتيجي – الامريكي - الايراني -الصهيوني ؟ يتبع .
Almukhtar44@gmail.com