تفاجأنا كمواطنين ومتابعين للشأن العراقي ومشاهده المعقدة باتخاذ حيدر العبادي قرار سريع ومفاجيء باجراء استعراض عسكري غريب بكل
شيء ،
- غريب بالتوقيت حيث انه ذكرى استقلال العراق واسقاط الملكية واعلان الجمهورية ولم يسبق ان حدث استعراض عسكري في مثل هكذا مناسبة.
- جلوس العبادي وحيدا في مقصورة الاستعراض كان جدا غريب حيث من عادة الاستعراضات ان يحضرها قادة سياسيون وعسكريون ويجلسون وفق البروتكول المعتمدة في مثل هكذا مناسبات ، جلس وحيدا كأنه اجرب يخاف العدوى.
- اختيار مكان الاستعراض ايضا غريب حيث تم اختيار شارع السعدون في المنطقة المحصورة بين ساحة الفردوس وينتهي بساحة التحرير وهي منطقة تجارية ويوجد ساحات احتفالات واستعراضات في بغداد كثيرة مخصصه لذلك واستعرض به المستعرضون مرات عده فيها .
- الغريب الاخر هو اشراك ما يسمى "بالحشد الشعبي " ممثلة بفصائل معينه تشترك بانها تجاهر علانية باتباعها ولاية الفقيه ، والمشترك الثاني بين تلك المليشيات انها الاكثر اجراما وكرها للعراق واهله ويبادلهم الشعب نفس المشاعر.
- الغريب الاخر ظهور المليشيات باسلحة ثقيلة لم تظهر من ضمن اسلحة الجيش وتحمل بعض هذه الاسلحة اسماء لارهابيين مثل المقبور نمر النمر سعودي الجنسية وهو يعتبر استفزاز ليس مذهبي بل دولي وموجه مخصوص لدول الخليج .
- الغريب في الاستعراض نصبت على يسار المنصة خيمة جلس بها قادة المليشيات ليس الرؤوس بل الخط الثاني وجلس معهم قادة مليشيا مايسمى "الشرطة الوطنية"، وعلى يمين المنصة خيمة اخرى تضم وزير الدفاع وضباطه . وهنا لاهل البرتوكولات والمراسم اعلان رسمي ان المليشيات اعلى مستوى من الجيش !.
- لم يحضر الاستعراض شخصيات دبلوماسية او سياسية خارجية او داخلية كما هو متعارف عليه بالاستعراضات .
- الاستعراض كان مضحكا جدا لمن يشاهده ولديه الحدود الدنيا من الخبرة العسكرية يستطيع ان يرى ضحالة التدريب وسوء التنظيم وانعدام التنظيم وكأنه امر متعمد.
وحتى لا نغوص أكثر في غرائب وعجائب وندخل لدلالات ذلك :
- اختيار تأريخ الاستقلال والقيام بهكذا استعراض للمليشيات اعلان رسمي لانتهاء دولة العراق وسيطرة العصابات عليه.
- شرعنة لوجود المليشيات ومكان جلوس قياداتهم وثقلهم في الاستعراض يدل على انهم اليد الطولى في العراق وهم أصحاب القرار .
- عدوانيه واضحة اتجاه السعودية ودول الخليج في وقت يعيش العراق عزلة سياسية .
- الاستعراض رسالة واضحة واعلان الحرب ضد التيار الصدري وجماهيره وكل المعارضين ومن تسول لهم انفسهم الخروج على طاعة ايران .
-
- تكريس تشويه سمعة الجيش العراقي والاساءة له واظهاره بصورة هزيلة رسالة للشعب بانتهاء دور الجيش وانكم دون غطاء وتحت رحمة المليشيات التي لا ياخذها بكم إلا ولا ذمة .
- الاستعراض رسالة بالشروع بحقبة جديدة ستكون السيطرة والقرار الايراني متمثلا بالمليشيات علني دون استحياء .
د. ابو مصطفى الخالدي
لجنة نبض العروبة المجاهدة للثقافة والاعلام