تقرير لجنة تشيلكوت صحوة ضمير ام تشخيص اسباب فشل الاحتلال البريطاني الجديد للبصرة ؟!
د. أبو مصطفى الخالدي.
لجنة نبض العروبة المجاهدة للثقافة والإعلام.
العراق ليس الاخ الاكبر للعرب فقط بل هو الاب
الروحي للانسانية كلها فتأريخه المتجذر في التأريخ ووجوده الذي رافق اول وجود للحضارة يضاف لذلك ميزته انه ارض الرسالات السماوية فاغلب الرسالات السماوية كان العراق مهدها او العابرة بواسطته للانسانيه ، يضاف لذلك طبيعته وثرائه في كل عصور التأريخ وموقعه الجغرافي المهم فهو كان ومازال عصب مهم لربط الحضارات فيما بينها وعامل نقل وتبادل لتلك الحضارات.
كل ذلك جعل منه ومنذ الازل محطة لاطماع كل الحضارات والدول فمن يحكم سيطرته على العراق يحكم سيطرته على الجزء الاهم في العالم .
هذا يفسر تأريخ العراق المليء بالحروب والغزوات ومعارك الكر والفر ، ولهذه الاسباب تولدت للعراق القديم اعداء ازليين متمثلين في اليهود بعهدهم القديم وبلاد فارس ، وفي عصرنا الحديث تجدد العداء الازلي هذا لكن بوجه جديد هو ايران والصهيونية ويضاف له اعداء جدد منهم العداء بينهم ناتج عن اطماع يتوهمون انها حقوق لهم ورثوها بحكم وضع دولي كان مثل احتلال بريطانيا العظمى للعراق والذي استمرت تبعاته ليومنا هذا متوهمين رغم كل تغيرات السياسة الدولية ان العراق يفترض ان يكون تابع للمملكة العجوز المتهالكة ودول اخرى تفتقر للتاريخ والحضارة وتعي اهميتها لاستمرارها في الوجود حسب نظرية ابن خلدون في عمر الامبرطوريات فعمر الامم يقاس بجذورها التأريخة وهذه النظرية اثبتت نجاحها المطلق فدول تظهر وتتلاشى بسرعة بينما دول وامم تبقى اعتمادا على عمرها وامتداد جذورها في التأريخ .
مايهمنا لموضعنا اليوم هو الصراع العراقي البريطاني منذ انهاء الاحتلال العثماني للعراق كانت بريطانيا تخطط ان تكون هي البديل الذي يجثم على صدر العراق وبذلك تحقق حلمها في السيطرة على الجزء الاهم في العالم ومن خلاله ستكون المتحكمه بالجزء الاعظم بالعالم وقد تحقق لها ذلك باحتلالها للعراق في تشرين أول ١٩١٤م ، حيث قدمت للعراق بفيالق عدة مزيج من البريطانين والهنود المحتلين من قبلها سمي هذا الجيش الخليط بالجيش الليفي لتحتل المنطقة التي تتوسط مدينتي البصرة والكويت بمعركة شرسة مع القبائل العربية في البصرة سميت هذا المعركة ب "كوت الزين" ونظرا للتفوق العسكري للجيش البريطاني في العدة والعدد خسر العراقيون معركة كوت الزين لتحتل بريطانيا البصرة ومنها تمددت لتسيطر على كل العراق ولتعلن ماسمي الانتداب البريطاني رسميا على العراق في عام ١٩١٨م ، تكاد تكون كوت الزين بداية لعلاقة العراق صاحب التأريخ والحضارة العريقة ببريطانيا العظمى التي لا تغيب عنها الشمس .
كانت بريطانيا العظمى توهمت ككل الحضارات التي اغراها ضعف العراق في فترات زمنية معينه ان العراق سيكون لقمة سائغة للمملكة وسيكون الدجاجة التي تبيض ذهبا بعد تاج المملكة "الهند" ، لكن سرعان ما ظهر لهم انهم واهمين وانهم امام مارد مخيف غير قابل للترويض لتنتهي قصة اطماعهم بالعراق بثورة عارمه شملت كل العراق من جنوبه الى شماله هي ثورة العشرين لتحرج البريطانيين وتقزم قوتهم العسكرية وتجبرهم على الاعتراف بالعراق كدولة واحدة وحتى يحكموه بطريقة غير مباشرة عمدوا مجبرين لتحويله لمملكة تكون تابعه لهم هم من يتحكم بسياسة العراق واقتصاده وكل مجالات الحياة ، الا ان الشعب العراقي الطموح لم يرتضي لنفسه تلك الحكومة التابعه لبريطانيا فقاومها وثار عليها ليتكلل جهادهم وثوراتهم بانهاء الملكية وما ترتب عنها من تبعات واعلان الجمهورية وكان ذلك بمثابة الاستقلال الفعلي عن بريطانيا كان ذلك في ثورة ١٤ تموز ١٩٥٨م ، اشتد العداء البريطاني للعراق ونقمها عليه ومحاولاتها الدائمة في استغلال ما حصلت عليه من نفوذ سياسي واقتصادي وثقافي واجتماعي في التأثير في العراق فكانت هي تحاول والشعب العراقي بوعيه ووحدته ورغبته في الاستقلال التام يقاوم حتى جاءت ثورة ١٧ تموز ١٩٦٨ المجيدة لتطهر العراق من النفوذ الاجنبي وعلى راسها النفوذ البريطاني ، ولم تكتفي الثورة بالاستقلال السياسي والعسكري والثقافي بل وجهت لبريطانيا الضربة القاصمة لها في العراق بتأميم النفط العراقي عصب الاقتصاد في المنطقة كلها وطرد الشركات الاحتكارية وكان لبريطانيا فيها حصة الأسد ، هنا فاقم وكرس هذا القرار الشجاع كراهية وعدوانية المملكة البريطانيا واعتبرت نفسها خسرت العراق نهائيا ، لذا لم تفوت فرصة الا واستغلتها رغم تناوب الحزبين على حكمها منذ ستينات القرن الماضي حتى المشاركة الفاعلة للادارة الامريكي في احتلال العراق في نيسان ٢٠٠٣ ، وسبق ذلك مشاركتها الفاعلة في كل عدوان يحصل على العراق ومشاركتها الفاعلة في حرب ١٩٩١ واستمرارها بالعدوان على العراق حتى احتلاله في ٢٠٠٣ بذرائع كاذبة لا وجود لها الا في ملفات اعدت في مكاتب المخابرات البريطانية والامريكية لتبرير الحرب على العراق واحتلاله وتدميره لاسباب ثأريه قديمة وتوهمهم مرة اخرى بانهم قادرين على ترويض العراق واخضاعه لنفوذهم وانعاش مملكتهم برفدها بثروات مهمة من العراق واعادة مجد مدبر لمملكة متهالكة ، لكن جوبهت اوهامهم تلك بمقاومه عراقية شرسة واعية لتعلن بريطانيا سحب جيشها من العراق رسميا في ٣١ تموز ٢٠٠٩ بعد تكبدها خسائر كبيرة.
يتوهم من يظن ان تقرير جون تشيلكوت، رئيس لجنة التحقيق بشأن حرب العراق، ما خلص إليه تقريره من نتائج هو جاء انتصارا للعراق وشعبه بل هو تحقيق في فشل حكومة المجرم توني بلير واخفاقها وتقصيرها في توفير العدة العسكرية وافتقارها للمعلومات الاستخباراتية الكافية لمنطقة العمل اضافة لاخفاق البحرية البريطانية بالتنسيق مع القوة الجوية لحمايات قطعاتهم على الارض هذا ما بحثت عنه لجنة تشيلكوت اما اعترافها بكذب وتدليس الحكومة البريطانية حول امتلاك العراق لاسلحة دمار شامل وعلاقته العراق بتنظيم القاعدة واحتمالية تهديد العراق للامن البريطاني الجميع يعي كذبها ، والاصوات الشريفة في بريطانيا التي عارضت وقاومت العدوان على العراق ومن ابرزها صوت النائب الشهير جورج كلوي هذه الاصوات الشريفة وضحت كذب وتدليس الحكومة البريطانية لاشراك بريطانيا في تحالف بقيادة امريكا لغزو والعراق وتدميره .
ان الصراع بين العراق وبريطانيا صراع ثأري مصحوب باطماع باستغلال جغرافيا وثروات العراق لاعادة امجاد مازال يحلم بها المحافظون الجدد في بريطانيا .
بعد ظهور هذا التقرير المتأخر والذي اعترف بكذب افتراءات الحكومة البريطانية انذاك ومشاركتها في احتلال العراق وتدميره يتوجب على بريطانيا تحمل المسؤولية القانونية والاخلاقية واثبات حسن النية في :
١- المساعدة الفاعلة في تخليص العراق مما وصل اليه وخصوصا ان اغلب الساسة الذين يحكمون العراق الان هم يحملون الجنسية البريطانية.
٢- العمل على ملاحقة المجرمين ممن تلطخت ايديهم بدماء العراقيين وسراق المال العام من سياسي سلطة الاحتلال خصوصا المقيمين لديها او يحملون جنسيتها .
٣- تعويض العراق عن خسارته خلال فترة العدوان والاحتلال التي شاركت به الحكومة البريطانية.
٥- اعتماد المقاومة الوطنية للاحتلال كممثل للشعب العراقي ورفع دعمها للمراجع الطائفية واحزابها الفاسدة.
٦- الاعتذار رسميا وليس الاكتفاء باعتذار رئيس حزب المجرم توني بلير في مجلس العموم.
ونحن كمقاومة وطنية للعراق ندرك ان النقاط اعلاه لا يمكن لحكومة بريطانيا تنفيذها لانها مازالت شريك اساسي في استمرار تدمير وضياع العراق الا اننا نذكرها ونركز عليها ونضعها امام الشرفاء من الشعب البريطاني واننا نصر عليها كحق للعراق غير قابل للتفاوض ولن نتنازل عنه اتجاه ما قامت به حكومتهم من احتلال وتدمير للعراق .