نبض العروبة المجاهدة للثقافة والاعلام
يبرّزُ فكرةَ مشروعٍ نهضوي عربي ما تعانيه الأمّة من ضَعْفٍ
ووهن في أوضاعها، ومن ضياع وذهول في الرؤية إلى ما ينهمر
عليها من نكبات وتراجعات. وحين تكون الأمة بهذا الحجم من
التراجع والضياع والتِّيه على الرغم مما تضمه من قوى حية، تحتاج
إلى بوصلة تهتدي بها وترشِّد بها فاعليتَها. وليس غير مشروعٍ شاملٍ
واستراتيجي، مثل المشروع النهضوي، يقدم لها – وللقوى الحية فيها
– مثل تلك البوصلة.
يمثل المشروع النهضوي هذا ردّاً على معضلات ستّ فرضت
يمثل المشروع النهضوي هذا ردّاً على معضلات ستّ فرضت
نفسها على الواقع العربي وعلى العقل العربي منذ قرنين: الاحتلال،
والتجزئة، والتخلف، والاستغلال، والاستبداد، والتأخر التاريخي.
الاستقلال الوطني والقومي هو الجواب التاريخي عن حالة الاحتلال.
والوحدة القومية هي الردّ الاستراتيجي على التجزئة الكيانية التي
باتت هي الأخرى مهددة بتجزئة دون قطرية. والتنمية المستقلة هي
بديل التخلف والتنمية القاصرة في ظل العولمة. والعدالة الاجتماعية
هي نقيض الاستغلال والفوارق الطبقية الفاحشة التي تعمقت في ظل
محاولات فرض نموذج ليبرالي بدعوى تحقيق الكفاءة الاقتصادية
. والديمقراطية هي السبيل الوحيد لمشاركة الأمة في صنع مستقبلها.
والتجدد الحضاري هو الحلّ لمعضلة التأخُّر التاريخي والانحطاط.
هي أهدافٌ ستة – إذن – تلك التي تؤسّس المشروع النهضوي
العربي وتَحْمل على الحاجة إليه.
فهي أهداف صحيحة وموضوعية تفرضها أحوال الواقع العربي.
فهي أهداف صحيحة وموضوعية تفرضها أحوال الواقع العربي.
لكن الخطأ كان في التعامل معها كأهداف متمايزة ومنفصلة
ومتعارضة. وعلى ذلك، يمثل المشروع النهضوي العربي تصحيحاً
وتصويباً لتلك الرؤية وإعادةَ بناءٍ وصياغةٍ للعلاقة بين تلك الأهداف.