زنانة دَفو دَفو … كل البنات إبصفو (1)
لقد نسينا أو تناسينا مفهوم كلمة ( زنانة ) الذي بيناه آنفا بعد أن بات سلوكا شائعا ميوعة الكثير من شبابنا للأسف وانهماك بعضهم بتعاطي المخدرات والمسكرات وما يصاحب ذلك من تصرفات منافية للأخلاق ومخالفة للعادات والتقاليد الحميدة التي ألفناها عن آبائنا وأجدادنا بما في ذلك احترام الوالدين ومراعاة حرمة الجار.
فمن المسؤول يا ترى ؟. هل كان احتلال العراق عام 2003 الذي ألقى بظلاله على المجتمع بشكل عام وما نتج عنه من تداعيات في مختلف تفاصيل الحياة ؟. أم الأسرة التي أنهكتها ظروف المعيشة وبطالة أبنائها وفقرهم المدقع ؟. أم ( كماليات ) العولمة التكنولوجية والفكرية والاقتصادية والاستخدام الخاطئ لما يسمى بالديمقراطية؟. أم المؤسسات التعليمية والقضائية وضعف المضامين الإعلامية وانعدام رسالتها الهادفة وتخلف القائم بالاتصال في الجوانب العقائدية والوطنية والمهنية ؟
يقينا أن هذه العوامل مجتمعة ساهمت في زعزعة كل أفراد المجتمع عن مسار الأسس والثوابت وفي مقدمتهم شبابنا وهي عملية مقصودة ومنظمة من قبل أعداء العراق وذيولهم وطباليهم ومنافقيهم وأفاقيهم لأنهم يعون جيدا أن دعامة ومستقبل أي بلد منوط بأبنائه الشباب الذين أشاد وتغنى بهم الكثير من الساسة والقادة والمفكرين والشعراء ، وها هو الشاعر ابراهيم طوقان في قصيدة ((الشباب أمل الغد)) حيث قال :
حيّ الشباب وقل سلاما أنكم أمل الغــــــــــــــد
صحت* عزائمكم علــــى دفع الأثيم المعتـــــــدي
والله مد لكم يــــــــــــدا تعلو على أقوى يــــــد
وطني أثرت لك الشباب كأنه الزهر النــــــــدي
لابدّ من ثمر لـــــــــــــه يوما و إن لم يعقـــــــد
ريحانة العلم الصحيـــح وروحه الخلق الحسـن
وطني و إن القلب يـــــا وطني بحبّك مرتهـــن
لا يطمئنّ فأن ظفـــرت بما يريد لك اطمـــــأن
فلتتظافر جهودنا جميعا في الحفاظ على فلذات أكبادنا وصنع مستقبل بلادنا من خلال عوامل كثيرة تبدأ باستتباب الأمن وتغيير القوانين وتعديل الأنظمة وتحقيق العدل والمساواة في كل نواحي الحياة وتفعيل التنمية للقضاء على البطالة وإعادة العمل بالخدمة العسكرية وتوحيد القوات المسلحة بجيش واحد يبنى على أسس وطنية وعقائدية وليس أسسا طائفية ومذهبية وإقليمية وتوحيد الخطاب الإعلامي الذي يدعو للسيادة والاستقلال الناجز ويعيد الثقة بالنفس للشباب بشكل خاص ، وكل ذلك يسبقه بطبيعة الحال القضاء على الفساد والإرهاب ومحاكمة من جاء بهما وعمل على استشرائهما وتغييرات جذرية كثيرة تعتمد على ارادة الشعب ووعيه وبهذا وبذاك نعمر بيتنا ونحمي أنفسنا ونصون أولادنا ونبني شبابنا عماد مستقبل البلاد ونطهر مجتمعنا من الأدران الدخيلة والطارئة ومنها (مخانيث) هذا الزمان و(زناناته)..!!.
1- بتصرف ، زنانة ، الجالية العراقية في المملكة المتحدة، صفحة التواصل الاجتماعي – الفيسبوك - 31 ديسمبر، 2013
*صحّت عزائمكم: صرتم موضع الثقة والاعتماد.