أ. د كاظم عبد الحسين عباس
ليس صدفة أن تكون الأرض العربية ساحة صراع شرس تضرم نيرانه داخلياً وخارجياً وتشترك في جولات حروبه ومعاركه أطراف محلية وأخرى خارجية. ليس صدفة أن تفعل كل أنواع الفتن وتؤجج كل أشكال الاضطرابات في مختلف أقطار الأمة. وليس صدفه أن تتوحد أدوات ونوايا العدوان من الشرق ومن الغرب ضدنا.
الأرض والإنسان العربي مستهدفة بحضارتها وبإرثها التاريخي الأصيل وبثرواتها البشرية والطبيعية ومستهدفة أيضاً بجغرافيتها. وصار من نافلة القول أن نؤكد المؤكد بأن زرع الكيان الصهيوني في قلب الوطن العربي والبحث المتواصل عن عوامل تثبيت هذا الكيان وحماية أمنه واستقراره وبسبب الفشل في عملية التثبيت والأمن هذه رغم مرور عشرات السنين وتوظيف إمكانات مهولة لها بسبب مقاومة شعب فلسطين الباسلة. هذا من جهة ومن جهة أخرى فإن تقديم إيران الخمينية من قبل الصهيونية والإمبريالية لتضاف كخنجر مسموم في مهرجان العدوان على العرب وبستار ديني طائفي بغيض ولتكون عامل تمزيق للعرب أرضاً وإنساناً بهدف تعضيد وتقوية السطوة الصهيونية، هذا التقديم يتماهى مع الأهداف الصهيونية ويكملها بكل مساراتها بل أنه تفوق على الكيان الصهيوني ذاته في العداء والاختراق الأمني والاجتماعي بقصد التمزيق والإنهاك والهيمنة ضد أمتنا المجيدة.
الأرض التي تستهدف بإنسانها وبخيراتها تلد ثواراً وأحراراً ومقاتلين بواسل قد يخسرون معركة لكنهم سينتصرون كجدل حتمي.
والأمة التي تتكالب عليها الأمم قد تهن وتضعف لكن أصالتها لوحدها كفيلة بلجم العدوان وركوب نواصي رد الاعتبار ودحر العدوان إن عاجلاً أو آجلاً. وأمتنا مجربة حيث حين تكثر السيوف التي توضع على نحرها فإنها تحفزها ولا ترهبها قط وتحرك مكامن طاقتها وتفجر عنفوان ردها الماحق.
عموماً.. نحن نجرب ونشهد ومعنا العالم كله أول لقاء تفاهم وانسجام وتماهي بين الإمبريالية الفارسية الصفوية والإمبريالية الغربية بقيادة أميركا والإمبريالية الروسية ومن معها على خط الصعود الجديد لهذا الوصف والانتماء والماسونية وأدواتها الصهيونية وأذرعها الإمبريالية، أول لقاء على العداء للأمة العربية وأول تفاهمات مشتركة بين هذه الأطراف على تقاسم خيراتها وأول لقاء على اعتماد أقدم فتنة هي الطائفية لتمزيق لحمة الشعب العربي وتأجيج مكونات البغضاء والشرور الداخلية.
آن الأوان لأمتنا وشعبها الأبي أن تتوحد إزاء توحد المبغضين الطامعين أعداء الله والعروبة والأديان والإنسانية عبيد الماسونية والصهيونية بدءاً من إيران الخمينية المجرمة وانتهاء بـ(الشيطان الأكبر) أميركا لترد كيدهم إلى نحورهم وتبرهن المبرهن: إنها أمة الرسالات والحضارة والأصالة والبطولة ولن يخضعها لقاء المجرمين على هدف إخضاعها وتركيعها.