سعد بن ابي وقاص سعد بن ابي وقاص

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

قاسم العربي ...ولاية الفقيه.أهي معتقدٌ دينيٌّ؟أم منصبٌ سلطويّ؟



قاسم العربي


لم يكن الصّراع العربي الفارسي وليد اليوم ولا الأمس القريب.بل يعود تاريخه إلى ما قبل ميلاد السّيّد المسيح عليه السلام.حيث ظلّت الحروب والمناوشات سجالاً بين الشّعبين.


ولقد عمل الفرس جاهدين لإخضاع العرب والهيمنة عليهم على مدار الزّمن حتى تمكّن العرب بعد ذلك من استهداف هيبة الدّولة الفارسيّة وإخضاعها للدّولة الإسلامية في معركة القادسيّة .ومنذ ذلك التاّريخ والفرس يكيدون للعرب الدّسائس والفتن . فاغتالوا الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه . وساهموا في استهداف الدّولة العبّاسيّة عبر الشعوبيّة وفرّقوا بين الأمين والمأمون وأنشأوا دويلاتٍ صغيرة حتى أضعفوا الدّولة العبّاسيّة ما سهّل على المغول احتلال كل البلاد العربية لاسيّما حتى  بلاد فارس.
ولمّا استنفذوا عبر التاريخ كلّ وسائلهم الخبيثة ابتدعوا وسيلة جديدة . فبعد تسلّم الخميني حكم إيران بغطاء ومباركة دوليّين سنة 1979م أعلن  باستحداث منصب جديد والإستئثار به لنفسه وأوهم أتباعه ومؤيّديه من الشّيعة أنّه معتقدٌ دينيٌّ لكي يتسنّى له الإنفراد بكلّ القرارات المصيريّة داخل إيران وخارجها .حتى أصبح منصب الولي الفقيه بصلاحياته يمكن ان يطلق عليه:
( جلالة الملك/سمو الأمير/عظمة السلطان/سيف الدولة/عضد الدولة... الخ ). كما أعطى لنفسه ألقاب لم تطلق حتى على الأنبياء والرّسل منها: (آية الله/روح الله / نائب الإمام ثم الامام ).
والتمثيليّات الإنتخابيّة الّتي كانت تستعرض من حينٍ لآخر بين محافظين وإصلاحيّين لا تنطلي على عاقل وكذلك الأمر بالنّسبة لمجلس الوصاية على النّظام لأن للولي الفقيه الحقّ المطلق باتّخاذ القرار الّذي يتلاءم مع دوره بالإضافة إلى عزل أو تثبيت أيّ مسؤولٍ في الدّولة حتى رئيس الجمهورية .
ان الّذي دفع بالخميني إلى استحداث هذا المنصب حقده على العرب فلقد أراد أن يضرب الحضارة العربية بالإسلام إنتقاماً لفارس ألّتي أسقطها الإسلام.
وبعد تسليم الإحتلال الأميركي العراق إلى إيران وعملائها نشروا فيه الفساد والإجرام والإرهاب والدّمار عندئذٍ بدأت أصوات الشّرفاء من العرب الشيعة تتعالى وتطالب بلجم النّفوذ الفارسي وإخراج إيران من بلاد الرّافدين.
ولكي تضمن الأخيرة بقاءها في العراق أرادت السّيطرة على مرجعيّة السيستاني خصوصاً وأنّ المعلومات الواردة تشير إلى عجزه بسبب مرضه.
نلاحظ في هذه الأيّام مدى اتّساع الشّرخ وحدّة الانقسامات داخل أحزاب العمليّة السّياسيّة في العراق فمن الواضح أنّ لإيران اليد الطّولى في ذلك لأنّ الوحيد الّذي يؤمن بولاية الفقيه مئة بالمئة هو حزب الله العراق وحزب الدعوة . فلقد أرادت إيران إضعاف الأحزاب المنافسة لهما والتي لم يكن ولاؤها لولاية الفقيه كافياً يعتمد عليه فيصبح حزب الله العراق والدعوة اللاعبان الوحيدان على الساحة وتتمكّن إيران من السّيطرة على مقدّسات العراق من خلال عملائها فيه لتنطلق بعد ذلك إلى كلّ البلاد العربيّة وربّما الإسلامية.

التعليقات



جميع الحقوق محفوظة

سعد بن ابي وقاص

2018