نبض العروبة المجاهدة للثقافة والاعلام
التشيع عربي ومذهب الأمام جعفر الصادق عليه السلام مسلم عربي في منطلقاته و أطره الروحية والمادية .
ايران القومية الفارسية جعلت من التشيع ومن المذهب الجعفري (قواعد استطلاع )عبر خلاياها النائمة وعملها الاستخباري منذ ما قبل عهد اسماعيل الصفوي وطورت تلك القواعد تدريجيا وأرتقت بها تدريجيا أيضا لتحولها الى مسارات نفاذ للجسد العراقي أولا ومن ثم للجسد العربي .
كربلاء والنجف والكاظمية وسامراء مدن عراقية عربية دفن فيها أئمة العرب من ال بيت الرسول صلى الله عليه وسلم ولم تتمكن قواعد الاستطلاع الفارسي من سرقة أي من الاثنا عشر أمام المعتمدين في عقيدة المذهب ما عدى واحد فقط هو الامام الرضا عليه السلام . تمكنت النزعة الفارسية التوسعية ضد العرب عبر قواعدها وخلاياها وجهدها التثقيفي من توفير غطاء عجيب لهيمنة تفاوتت درجاتها على الحواضر العربية العراقية وجعلت منها أهم وأخطر ( قواعد استطلاع الفرس ومن ثم مثابات الانتقال الى مرحلة الاحتلال ) .
محرم وصفر شهرين عربيين اسلاميين لا وجود لهما بالتقويم الفارسي غير ان ايران الفارسية قد حولتهما الى مخزن لا تنفذ بضاعته من الحقد على العرب ومخزن لتموين قواعد الاستطلاع وتغذية الخلايا النائمة والمستيقضة . ضيعت ايران على عرب المذهب الجعفري في العراق على الأقل أحد أهم أعياد الاسلام الا وهو عيد الهجرة النبوية الشريفة والتاريخ الهجري المؤسس عليها حتى جعلت بعض العراقيين يحرمون الاحتفال بهذا العيد لان مناسبة ذكرى معركة الطف بكربلاء واستشهاد الامام الحسين عليه السلام قد حصلت بعد تسعة أيام من تاريح اليوم الأول للهجرة النبوية العظيمة التي كانت نقلة نوعية عظيمة في انتصار الدين وانتشار الدعوة المباركة.
انطلاقا من (قواعد الاستطلاع )ومسارات النفاذ الفكري الفارسي تأسست قواعد تأسيس حزب الدعوة الايرانية . ومع تأسيس هذا الحزب تصاعدت تدريجيا تجارة الأيام العشرة الاولى من محرم وصولا الى يوم عاشوراء ثم تخفت تدريجيا حتى تصل ذكرى الاربعين يوما على استشهاد السبط الحسين بن علي عليه السلام فتنشط قواعد الاستطلاع وتتوظف كلها لتغذية حزب الدعوة عبر أيام تسبق الاربعين بما لايقل عن عشرة أيام فصارت مواكب العزاء ( اللطميات ) والتطبير ومجالس العزاء لا تقام حبا بالامام الحسين عليه السلام لان هكذا ممارسات لا ترتبط بمعاني الحب بأي رابط ولا مع دلالات الحب بأية دلالة بل للتحشيد لمنهج ايران بواسطة حزب الدعوة العميل . ثم زادت قواعد الاستطلاع مع مجيئ خميني للسلطة عبر زيادة عدد الأحزاب والتشكيلات المؤسسة من قواعد الاستطلاع الايرانية ذاتها ولذات الهدف : احتلال العراق والتوسع منه في كل اقطار الامة العربية .
نتائج ظاهرة:
صارت أعيادنا ماتم ومواكب لطميات وأحزان تتدمر طموحاتنا وتقيد أحلامنا وأمانينا الانسانية وتقلص مساحات الاجتهاد والابداع والانفتاح عندنا.
صار مذهب جعفر الصادق وسيلة للتثقيف بالمنهج الفارسي للاحتلال والتوسع .
صار أئمتنا ( وهم عرب ومسلمون ) روافع للمنهج والاهداف والغايات الفارسية .
صارت فاجعة الطف أعظم مستودع لقواعد الاستطلاع وما فرخته من أحزاب وممارسات فارسية الروح والهوى.
صارت كربلاء مدينة للاحزان والممارسات الخارجة عن الدين والمذاهب .وصارت بديلا لبيت الله في مفهوم القبلة الموحدة للمسلمين في كل بقاع الارض والحج .
صارت كربلاء ومراقدها والنجف والكاظمية وسامراء طريقا للجنة والغفران
تحول ال بيت رسولنا الكريم الى الهة تعبد والى مانحي ومصدري فرمانات الدخول الى غرف النعيم .
صار ال بيت رسولنا ومنهم أسباط وأحفاد ولدوا بتواريخ نعرفها ونحتفي بها صاروا بارادة الفرس ومن تبعهم بالغواية والردة على أنهم مخلوقين قبل أن يخلق العرش الرباني العظيم (أستغفر الله ) وقبل ادم وحواء.
صارت كربلاء ومراقدها والنجف خاصة وباقي مراقد الائمة هي الدين كله ومن يزورها مسلم ومن لا يزورها كافر وزيارتها تدخل الجنة وعدمها يدخل النار.
صارت مراسم عاشور ومحرم اصول دين وفروع دين بديلة عند الكثير من الدهماء الذين أشتغلت عليهم قواعد الاستطلاع وخلايا التبشير وأحزابها فأدامت جهلهم وبساطتهم وغفلتهم وحاربت أية فرصة لتطويرهم وتنويرهم وتثقيفهم .
ان أية دراسة فقهية وشرعية لشعائر كربلاء التي نفذت بها ايران الى مجتمع المذهب وخاصة العامة البسيطة الجاهلة منه يمكن أن تنتهي بنتائج لا تسر مسلم وتثبت دون أدنى شك انها لا صلة لها بالاسلام لا قرانا ولاسنة ولا مذاهب ولا سير خلفاء ولا سير أهل البيت . انها ممارسات لدين أو مذهب لا يربطه رابط بقضية الامام الحسين بأي تعريف يضعه لها أي مسلم من حيث كونها ممارسات عبثية و تعتمد استدرار المشاعر وتأجيجها وصولا الى ايذاء الجسد وخدش الحياء العام والتنبذير والاسراف الذي نهى عنه الله سبحانه في محكم كتابه المجيد فضلا عن كون المناسبات التي تمتد لأجزاء مهمة من أيام السنة قد تحولت الى سياحة وما يترتب على السياحة من ممارسات قد تكون بعيدة عن الدين والى مواسم تجارية ضخمة ترتبت عليها منشات وشركات ودكاكين وسماسرة … وفي كل ذلك اساءة لقضية ومنهج وأخلاق الامام الحسين عليه السلام ولكل أهل بيت النبوة .
الاخطر .. ان قواعد الاستطلاع وفرق التبشير الفارسية وأحزابها وميليشياتها قد وظفت مواسم أهل البيت وما تدعيه مظلوميات وقعت عليهم لاغراض سياسية فيها جوانب فوائد مادية وفوائد تحشيد وتعبئة شعبية تعتمد الخداع والتضليل والتزوير للوصول الى أهداف وغايات سياسية تخدم في محصلتها النهائية منهج الاحتلال والتوسع القومي الايراني الفارسي.
اننا نقتدي بالامام الحسين عليه السلام وندعوا الى رفض كل الممارسات التي تسيء لتاريخه وذكره الطيب ونرفض كل تستر وتختل سياسي يؤذي الانسان والوطن والأمة وندعوا الى استذكار سنوي لفاجعة استشهاده يليق بالدروس والعبر العظيمة المستمدة من تلك الشهادة ويجلها ويعظمها . ان الامام الحسين عليه السلام منارة للثوار والاحرار ومنهج لرفض الظلم والضعف وأنهيار الذات وعنوان للشجاعة والبطولة لا لاستدرار العواطف واستجدائها والانصياع لها حد ايذاء النفس والخروج عن الطور الانساني كما في نماذج الزحف كالحيوانات والنباح كالكلاب على سبيل المثال لا الحصر .
ان هكذا ممارسات ان هي الا طمس لهوية المذاهب الفكرية والعقائدية واخراج تام لها عن الدين القيم. وهي بالوقت نفسه استهداف للعرب والأمة العربية . أمة النبي محمد صلى الله عليه وسلم . امة أئمة ال البيت عليهم السلام . وهذا هو الحقد الفارسي على العرب والمسلمين حملة رسالة الاسلام الذين اسقطوا الإمبراطورية الفارسية .