سعد بن ابي وقاص سعد بن ابي وقاص

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

أنيس الهمامي...وقفة العزّ والشموخ: حينما يتجدّد عرس الشّهادة ( لمسة وفاء لرجل المبادئ والفداء)





مع كلّ فجر الحجّ الأكبر، وبمناسبة استقبال جماهير الأمّة العربيّة وشعوب المسلمين ليوم العيد، يطغى حضور صورة الرّفيق القائد الشّهيد الرَّمز صدّام حسين ووقفته البطوليّة الفريدة ليواجه حكم الأقزام وأعداء الله والأمّة والشّعوب والحياة عليه، وليستقبل قضاء الله وقدره بمنتهى الخشوع والصّبر والإيمان، وبمخزون لا ينفد من الثّبات والجلد والثّقة بالنّفس وبالقدر نفسه بسخريّة كبيرة واستهزاء أوسع مدى من جوقة الجلاّدين الصّغار اللّئام.
تحضر صورة موقف التّحدّي الأكبر وموكب الرّجولة الأسمى بين ناظري أحرار الأمّة والعالم بأسره، ليستذكر الجميع تلك الدّلالات والمعاني الفيحاء التي سطّرها سيّد شهداء العصر في يوم الاحتفال عادة، فلم يرجف له جفن ولم تهتزّ فيه فريصة، ولم يجبن حاشاه وحاشى الرّجال الرّجال على شاكلته وعلى ندرتهم إلاّ المتسلّحون بإرادة تعانق عنان السّماء مجدا وتشبّثا بالحقّ وتشبّعا بالمبادئ الرّساليّة الثّوريّة التي تتفّتت على ظهرانيها أشدّ الخطوب بلاء وابتلاء وأقسى الدّسائس وأخسّ المؤامرات وأنذلها.
وكما الحال في كلّ مرّة، وتفنيدا وإفشالا لمرامي الواقفين خلف تلك الجريمة النّكراء والفعل الشّنيع، تبرز صورة الشّهيد بمزيد من الألق والعنفوان والرَّمزيّة، وتزداد مكانته سموّا وتعاليا في نفوس مستذكري سيّد شهداء العصر.
وكما الحال دوما، وكما أكّدنا في أكثر من مقال كلّما رمنا تحبير بعض الكلمات لمزيد تسليط الضّوء على وقفة العزّ والشّموخ الأسطوريّة والتّدبّر في مكنوناتها، وكلّما تحلّ الذّكرى في موسمها الميلاديّ أو الهجريّ، تتكشّف عشرات الحقائق العصيّة عن التّفنيد لتصبّ في وفاض الرّجل ولتكشف عن معدنه الأصيل الرّفيع وتحدّث عن علوّ كعبه في عصر أراد المتحكّمون فيه أن يزجّوا بالقادة لبيوت الطّاعة وعملوا ما في وسعهم لتدمير القيم الأخلاقيّة ونسف التّعاليم والمبادئ تدميرا مدروسا فتعمّ بذلك الرّعونة والميوعة والرّخاوة والصَّغار والفساد والانحلال وغير ذلك.
وفي الذّكرى الهجريّة الحادية عشرة للمشهد الملحميّ المجيد لسيّد شهداء العصر صدّام حسين، أبت الأيّام إلاّ أن تطالعنا بما يوضّح دونما مجال للتّشكيك أو المناورة مزيدا من مناقب فارس الأمّة وفقيدها الكبير.
ففي ظرف أسبوعين، تواترت عشرات الشّهادات من قبل خصوم الشّهيد الخالد السّعيد لتتحدّث عن نظافة يده وحرصه الشّديد عن الملك العامّ وسهره على راحة العراقيّين وأمنهم وسلامتهم وممتلكاتهم وحرماتهم بعيدا بصرف النّظر عن انتماءاتهم وقوميّاتهم وأديانهم وطوائفهم ومذاهبهم على خلاف ما يرزحون تحته منذ الخطيئة الكبرى والإثم الامبرياليّ الصّهيونيّ الممثّل بقرار الغزو الجائر للعراق سنة 2003.
فهاهم المحامون والإعلاميّون بل المنخرطون في العمليّة السّياسيّة في عراق ما بعد الاحتلال وأشدّهم تعصّبا لها يصدحون بما يمثّل لهم حقيقة مرّة ما تمنّوا المجاهرة بها، فيؤكّدون في كلّ مرّة على كذب كلّ الادّعاءات السّابقة الموجّهة لسيّد شهداء العصر ورفاقه وحزبه ونظامه بل ويعضّون أناملهم ندما على ترويجها رغم علمهم بكذبها. ويأتي هذا السّيل من الاعترافات بعدما عرفه العراق في عهد الأحزاب الدّينيّة الطّائفيّة العميلة من استشراء للفساد الشّامل للحدّ الذيّ بات فيه العراق متصدّرا لقوائم الفساد في العالم.
إنّه وفي هذه الأثناء، وبعد أكثر من 14 سنة، لم تستطع جهة واحدة في العالم بأسره ان تثبت أنّ لصدّام حسين عقار وحيد مسجّل باسمه سواء داخل العراق أو خارجه، والأمر ذاته ينسحب على الأموال التي تنوّعت الأكاذيب بشأنها وحول الأرصدة البنكيّة الهائلة المنسوبة للرّجل زورا وبهتانا.
وتؤكّد الأيّام والأحداث حجم التّلفيقات والافتراءات التي استهدفت الرّجل الرّجل في إطار الحملة الإعلاميّة الدّوليّة التي أثّثتها الولايات المتّحدة وأعوانها وحلفاؤها وخاصّة الصّهاينة والفرس، تمهيدا للجريمة الكبرى القاضية بتدمير العراق وتخريبه وإسقاط نظامه الوطنيّ واجتثاث حزب البعث العربيّ الاشتراكيّ وتصفية قياداته ووأد مشروعه الوطنيّ والقوميّ التّحرّريّ الثّوريّ الإنسانيّ.
لقد عجز مناوئوا صدّام حسين ومبغضوه على إدامة مسلسل التّلفيق إلى ما لا نهاية، وخابت غاياتهم ورهاناتهم من وراء ذلك. ولم ينجح مرادهم الدنيئ طويلا، وسرعان ما استعادت الجماهير الشّعبيّة في العراق وعيها وهو الأمر المحوريّ في كلّ المعادلة ( وهو ما أكّدنا عليه مرارا في مقالات سابقة، وأشّرنا على بوادره وهي في المهد ) وأدركت أنّها وقعت ضحيّة الحرب النّفسيّة الشّعواء التي شنّتها تلك الدّوائر الشّيطانيّة الشّرّيرة.
وها هم شبّان العراق وشابّاته ممّن لم يعيش زمن النّظام الوطنيّ، يوجّهون الصّفعة تلو الأخرى للعمليّة السّياسيّة المتهاوية في العراق، ويتحدّون أطواق الطّائفيّة والأسلاك الأمنيّة الشّائكة ويدمّرون كلّ الحواجز والموانع، ويطلقون العنان لحناجرهم لتهتف بحياة الرّئيس الشّرعيّ للعراق في تظاهرات طلاّبيّة وشبابيّة كان أبرزها على الإطلاق تلك التّظاهرة أمام وزارة التّربية قبل حوالي الأسبوعين إذ هتف شباب العراق بحياة صدّام حسين طويلا وردّدوا الأهازيج والشّعارات التي تتغنّى بمناقبه وتعدّد خصاله وتقزّم في الوقت نفسه من حفنة الأراذل الذين استقدمتهم أمريكا على ظهور دبّاباتها وغذّتهم إيران الصّفويّة من حقدها الأسود الدّفين على العراق والعرب لاسيّما صدّام حسين.
ولم تتوقّف مظاهر تنامي شعبيّة صدّام حسين الظّاهرة والفكرة والإنسان والقائد والملهم عند حدود تظاهرة وزارة التّربية ولا حتّى عند إقرار عدد كبير من مؤثّثي العمليّة السّياسيّة الجاسوسيّة الطّائفيّة المترهّلة بنزاهة سيّد شهداء العصر، بل ها هم شباب النّجف يسيّرون المسيرات الحاشدة هاتفين لحزب البعث العربيّ الاشتراكيّ ومثمّنين لريادته وصدقيّته ومشيدين بهمّة رجالاته وحزم قياداته من مؤسّسه احمد ميشيل عفلق لقائده عزّة إبراهيم مرورا بقائده شهيد الحجّ الأكبر صدّام حسين.
إنّ مثل هذه التّظاهرات وتلك الشّهادات تنضاف لعشرات الحالات المماثلة لها، فلطالما شهدت محافظات العراق ومدنه وقراه وأريافه شمالا وجنوبا الكثير من التّظاهرات السّاخطة على حثالات ما يسمّى بالمنطقة الخضراء وتتغنّى في المقابل بتضحيات البعث والبعثيّين وصدّام حسين رأسا، وحسبنا ههنا التّأشير إلى الهتافات في كربلاء ( بغداد حرّة حرّة، إيران على برّة ) وكذلك أحداث مدينة الأعظميّة والنّجف وغيرهما ناهيك عن طرد المجرم المالكي وعدد كبير من رموز العمليّة السّياسيّة في العراق وسط مظاهر السّخط الشّعبيّ الكبير ناهيك عن شعارات السّخريّة والاستهجان الرّافضة لسياساتهم ولوجودهم من الأساس، هذا بالإضافة لحالات تمزيق صور المجرمين الخميني والخامنئي مرّات كثيرة علاوة على رفع صورتي القائدين صدّام حسين وعزّة إبراهيم.
وهي، أي هذه الأحداث والتّظاهرات، تزلزل عروش الطّائفيّين والجاثمين على صدور العراقيّين بفعل الاحتلال وتؤرّق المنظومة الحاكمة في بغداد المحتلّة وتخلخل قرارة أنفسهم خلخلة تشي بها ردّات فعلهم ومواقفهم كلّها إذ تذّرعوا دوما لتبرير فشلهم بما يسمّونه الخطر البعثيّ الصّدّامي وتنامي نشاط البعث سواء السّياسيّ أو العسكريّ أو الشّعبيّ.
إنّ رصد هذه المؤشّرات، ومتابعة المشهد العراقيّ يفصح بيسر شديد على حقيقتين لا يمكن إنكارهما: الأولى فشل مشروع غزو العراق برمّته والثّانية انحسار شيطنة البعث وتجريمه لتتلألأ صورة قياديّيه وعلى رأسهم شهيد الحجّ الأكبر في سماء العراق وتتعمّق رسوخا ومعها مكانة حزب البعث ومشروعه السّياسيّ والحضاريّ الذي كان صدّام حسين أحد أبرز مهندسيه.
المجد والخلود لشهيد الحجّ الأكبر الرّفيق القائد الرَّمز صدّام حسين ولكوكبة رفاقه القادة الشّهداء.
العزّ والفخار لأسرانا البواسل في سجون الأعداء.
المجد للأمّة العربيّة المجيدة ولحزبها الرّياديّ العملاق بقيادة الرّفيق القائد شيخ المجاهدين عزّة إبراهيم..
الخزي والعار لكلّ العملاء والخونة الصّغار.
الله أكبر.. الله أكبر.. الله أكبر
وليخسأ الخاسئون.  

أنيس الهمّامي
نبض العروبة المجاهدة للثّقافة والإعلام
تونس في 31-08-2017

التعليقات



جميع الحقوق محفوظة

سعد بن ابي وقاص

2018