سعد بن ابي وقاص سعد بن ابي وقاص

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

أبو محمد عبد الرحمن.تأملات في بعض فقرات الخطاب الذي ألقاه مؤسس البعث في مدرج جامعة دمشق عام ١٩٤٥ تحت عنوان:


تأملات في بعض فقرات الخطاب الذي ألقاه مؤسس البعث في مدرج جامعة دمشق عام ١٩٤٥ تحت عنوان:
" ذكرى الرسول العربي "

أبو محمد عبد الرحمن
لجنة نبض العروبة المجاهدة

....حتى الآن كان ينظر إلى حياة الرسول من الخارج  كصورة رائعة وجدت لنعجب بها ونقدسها، 
 فعلينا
أن نبدأ بالنظر إليها من الداخل، لنحياها. كل عربي في الوقت الحاضر يستطيع أن يحيا حياة الرسول العربي، ولو بنسبة الحصاة الى الجبل و القطرة إلى البحر(ميشيل عفلق-ذكرى الرسول العربي)

 ذكرى المولد النبوي الشريف حدث غير مجرى تاريخ الأمم والإنسانية برمتها. 
وهي مناسبة لنخرجها من آليات الاحتفال في الإطار التقليدي بإلقاء كلمات مكررة كل عام عن عظمة الإسلام ورسوله، وأن نسعى إلى تحويل المناسبة إلى نصابها الحقيقي. فالأصل بالمسلمين هو اتباع سنه رسولهم والالتزام بالتعاليم التي جاء بها القرآن الكريم.

 أن يتأمل الإنسان حين يسمع: ولد الهدى فالكائنات ضياء وفم الزمان تبسم وثناء. يتأمل الإنسان حين يسمع هذا الكلام في المولود وفي الكون. وفي المبادئ وفي الإنسان.  

.. وكأني بالمولود يقول للإنسان المتأمل( إن ميلادي ليس ميلاد فرد له بداية هي يوم ميلاده وله نهاية هي يوم أن يلقى فيه ربه. وإنما ميلادي إنما هو ميلاد أمة العرب بجميع مكوناتها وجميع عناصرها تقود  مشعل الإيمان والرسالة والحضارة لكل الأمم قاطبة).

وكل ما أثمر الإسلام فيما بعد من فتوح وحضارات إنما كان في حالة البذور فى السنوات العشرين  الأولى من البعثة، فقبل أن يفتح العرب الأرض فتحوا أنفسهم وسبروا اغوارها وخبروا دخائلها، وقبل أن يحكموا الأمم حكموا ذواتهم وسيطروا على شهواتهم وملكوا إرادتهم.(ميشيل عفلق - ذكرى الرسول العربي).

  لذا  فالسير على خطى محمد(صل الله عليه وآله) بالصمود والثبات في معركة الأمة دون الاستسلام إلى ما صار يعرف بموازين القوى واختلالها، فلو استسلم رسول الله (صل الله عليه وآله) ومن بعده خلفاؤه الراشدون لهذه المقولة لما انتشر الإسلام ولما خرج  العرب المسلمون لمواجهة أعتى الإمبراطوريات في زمانهم وفي مقدمتها روما وفارس، فقد كان الفرق شاسعاً بين مقدرات العرب المسلمين و هذه الإمبراطوريات، وبرغم ذلك فقد هزمها  العرب المسلمون، فإرادة الشعوب وقوتها لا تقاس بالإمكانيات المادية على أهميتها، ولكنها تقاس بالإيمان وقوة العقيدة .
وهذا التفسير الصحيح لعبارة (بمولده انطفأت نار المجوس وانشق إيوان كسرى ) !!! 

ونحن وصلنا الى هذا الإيمان  ولم نبدأ به، وكسبناه بالمشقة والألم، ولم نرثه ارثاً ولا استلمناه تقليداً، فهو لذلك ثمين عندنا لانه ملكنا وثمرة اتعابنا.(ميشيل عفلق - ذكرى الرسول العربي)

لتكن الذكرى مناسبة لاستحضار القيم التي جاء بها محمد (صل الله عليه وآله) لتجسيدها في حياتنا، وأهمها وحدة الأمة وقدرتها على مقاومة الظلم والاحتلال ورفض الذوبان في الآخر، ولان تمايز العرب المسلمين في ثقافتهم وحضارتهم هي من صلب مكونات عقيدتهم.
وان معنى نبوته الإنسانية هي وفي طليعتها المقاومة والصمود على الحق بمفهومها الشامل ، وأنه قد بُعث برسالة الإسلام لإصلاح الخلل في حياة الناس ، فلا يجوز للعربي المسلم أن يقبل بأن تُحتل أرضه وان تستباح كرامته تحت أي ذريعة، بل لقد أعلن رسول الله أن الجهاد ماض في أمته إلى يوم الدين.

فالإساءة الحقيقية للرسول الكريم وللدين  أتت وتأتي من (المسلمين)الذين ينتسبون للإسلام قولا لا فعلا ...
  هؤلاء بالأمس القريب ساهموا وشاركوا في استباحة الارض والعرض وقتل أطفال  العراق وسوريا تحت حجة ضرب الإرهاب
بالتعاون مع شياطين الكون والأنظمة المسماة وطنية عربية مقاومة ؟
وكأن إسفين اغتصاب واحتلال فلسطين والأحواز ولواء اسكندرون والجزر الثلاث وسبتة ومليلة ومؤخرا خسارة ثلث مساحة السودان وإقامة ما يسمى دولة جنوب السودان بمؤامرة خسيسة من رئيسها التابع لأحد أحزاب الإسلام السياسي !!؟؟

أو لتدمير واحتلال بلد عربي مسلمٍ كالعراق فيقتل أهله وينتشر فيه الفساد وتنتهك حرماته ومقدساته  وتنهب ثرواته باسم الدفاع عن الحرية الزائفة الكاذبة ولاحقا بالقضاء على كل ما هو عربي تنفيذا لرغبة (الولي الفقيه) في طهران وأذنابه من المتعاونين والخونة والعملاء والشذاذ لاحتلاله ووضعه تحت عباءة قم وطهران و ليكون العراق نقطة الانطلاق والتمدد في الوطن العربي لتحقيق الإمبراطورية الفارسية(الصفوية)

 ونتيجة للتسلل الصفوي الفارسي فيبدو أن هذه الممارسات الطائفية قد وجدت أيضا حضورها المسرحي المميز في أقطار عربية ترفع شعارات وطنية وقومية وتغرق شعوبها وشعوب المنطقة العربية بكل أحلام النهضة والأمة العربية الواحدة.  

واليوم يجب أن تصبح كل حياة هذه الأمة في نهضتها الجديدة تفصيلاً لحياة رجلها العظيم. كان محمد كل العرب، فليكن كل العرب اليوم محمدا (ميشيل عفلق - ذكرى الرسول العربي)

نعم علينا كعرب مسلمين أن نقتدي بالرسول وان نعود لتعاليمه وننفض عنا رداء الوهن وشحذ الهمة والعزيمة لنستحق
قول الله فينا( كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر...)
وبالتالي عروبتنا (جسد روحه الاسلام) هي خشبة خلاصنا مما نحن فيه وبالتالي هي منطلق حضارتنا ورسالتنا إلى كافة الأمم.

التعليقات



جميع الحقوق محفوظة

سعد بن ابي وقاص

2018