نفس الذين يجاهرون بنقمتهم في تونس على بن علي ونظامه، ويبرّرون ذلك بغطرسته ووحشيّته وديكتاتوريّته وانتهاجه لأسلوب القمع الوحشيّ للجماهير المنتفضة خلال انتفاضة 17-12-2010/ 14-01-2011، ويفيضون في الولولة والصّياح لسقوط 300 ضحيّة..
هؤلاء أنفسهم يهلّلون لتقتيل وتذبيح وحرق وإبادة زهاء مليون من أبناء الشّعب العربيّ في سوريّة وتهجير 12 مليونا آخرين.. ويتغنّون بهذا النّصر الفريد العجيب.
نفس هؤلاء، بلحمهم وشحمهم.. يتسابقون لتشويه النّظام الوطني في العراق، حتّى غدوا منكرين لتعرّضه والعراق لأكبر حملة عنصريّة وحشيّة جائرة في تاريخ البشريّة كلّها ويستندون لتلفيقات وأكاذيب أسقطتها الوقائع والحجج الميدانيّة وغيرها.
نفس هؤلاء دوما، يسبّون دويلات الخليج بسبب احتضانها قواعد عسكريّة أمريكيّة على أراضيها، ولكنّهم يرحّبون ترحابا فريدا بقواعد الرّوس في طرطوس واللاّذقيّة وغيرها. ولا يتحرّجون من التّغنّي بجرائم الرّوس وقد أفرغوا كلّ مبتكرات آلاتهم التّقتيليّة في حلب ودمشق وكلّ ربوع سوريّة المكلومة.
نفس هؤلاء رابعة وعاشرة وللمائة فوق الألف، يهاجمون العدوّ الصّهيونيّ في العلن على الأقلّ باعتباره كيانا لقيطا منتصبا بلا حقّ في قلب الوطن العربيّ.. ويستهجنون سياساته العنصريّة بحقّ شعب الجبّارين..
ولكنّهم يعتبرون جرائم العدوّ الإيرانيّ الفارسيّ بحقّ شعب الأحواز العربيّة السّليبة وطمس هويّتها والتّنكيل بأهلها وتمدّد نظام ولاية الفقيه في العراق وسوريّة واليمن وغيرها، ويقدّرونه انتصارا لإيران الشّرّ والرّذيلة للعرب والعروبة..
هذا غيض من فيض من تجلّيات السّيكيزوفرينيا العاصفة بأهل هذا الزّمان الأغبر الحالك..
وما خفي كان أعظم..
أنيس الهمّامي
لجنة نبض العروبة المجاهدة للثّقافة والإعلام
تونس في 13-12-2016