سعد بن ابي وقاص سعد بن ابي وقاص

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

د. أبو مصطفى الخالدي: الموصل بين حصارين


                       

د. أبو مصطفى الخالدي

        تعاني الموصل ومنذ أشهر لحصار جائر من الداخل والخارج فمن الداخل يعمد تنظيم "داعش" إلى منع الأهالي من أرزاقهم وكذلك يمنعوهم من المغادرة للخلاص من الموت جوعا أو قتلاً بالقصف الجوي والمدفعي ، ومن الخارج حصار الحكومة الصفوية ومليشياتها المجرمة التي تمنع دخول أي مواد غذائية أو دوائية إلى المدينة بل عمدت لتدمير مخازن المدينة وأسواقها وحقولها لتبقى تصارع الموت جوعاً.

حصار الموصل وقتل أطفالها ونسائها وكبار السن بالتجويع هو جريمة لا يتحمل مسؤوليتها الأمريكان والحكومة الصفوية والمليشيات الإيرانية فقط بل يتحملها كل العالم شعوبا وحكومات باعتبارها جريمة حرب قذرة يندى لها الجبين كونها جربمة ضد الانسانية.

إن المليشيات الصفوية استخدمت التجويع كسلاح بعد أن عجزت وفشلت عسكرياً عن كسر الإرادة الشعبية لابناء الموصل ، واستمرت في توسيع نطاق الجوع لتشمل عشرات الآلاف من المدنيين بعد الصمت الدولي والدعم الأمريكي ـــ الروسي لهكذا جرائم نجحوا بتنفيذها في مضايا والفلوجة وبيجي وحلب والان في الموصل .
 إن الحروب لها قواعدها وفق قوانين جنيف وحماية ضحايا الحرب  من المدنيين ،  لا أستطيع أن أعبر عن الصمت إزاء التجويع في الموصل ، هل ننتظر تكرار مضايا والفلوجة وحلب جديدة في الموصل ؟ إذا حدث ذلك إلا يعد ذلك إساءة إلى التاريخ والإنسان و الأنظمة وإلى الأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية.


إن سياسة التجويع لا تعبر إلا عن الانحطاط الأخلاقي والسياسي التي وصلت إليها بعض الأنظمة والمليشيات. وإن التجويع لا يخدم أي هدف سياسي سواء الحقد المذهبي وتكريس الطائفية من جديد، وتغذية الحركات الإرهابية، والعمل على فسح المجال لزيادة حالة رد الفعل لدى الأجيال القادمة للانضمام إلى الحركات الراديكالية ممّا يعرض الأمن الاجتماعي إلى الخطر الشامل.

ان أهالي الموصل في الداخل مهددون بالموت بنيران القنابل التي تقع فوق رؤوسهم والجوع لنفاد الأغذية والأدوية ، ومن هُجر منهم ووضع في مخيمات بائسة في ظل ظروف جوية قاسية حيث تصل درجات الحرارة في بعض معسكرات النزوح لأقل من ٨ درجات مئوية في ظل شحة الملابس والاغطية ووسائل التدفئة بل وندرة الأغذية والأدوية وكأن أهل الموصل قد حكم عليهم بالموت داخلها أو خارجها .

إن الصمت إزاء تجويع الموصل جريمة بقدر جريمة فاعليها. فهل يبقى الراي العام الدولي صامت عليها ام انه يريدها هكذا ؟. اما الراي العام العربي قبل غيره فلا نعرف ما نقول حوله . الا .... حسبنا الله ونعم الوكيل.

التعليقات



جميع الحقوق محفوظة

سعد بن ابي وقاص

2018