سعد بن ابي وقاص سعد بن ابي وقاص

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

الدكتور ضياء الصفار - ثورة 8/شباط/1963..الثورة الموؤدة!!


 بِسْم الله الرحمن الرحيم

في هذه الأيام الخالدة من تأريخ أمتنا العربية وشعبنا العراقي المجاهد خاصة نستذكر حدثاً تأريخياً مهماً ،ومحطة نضالية كبيرة ومهمة في تأريخ شعب وأمة ومستقبلهما ،ففي ٨/شباط من كل عام نستذكر ذلك الحدث الكبير الذي تمثل بقيام ثورة شعبية وطنية وقومية في عراق المجد والتأريخ والحضارة ، أن ثورة ٨/ شباط(١٤رمضان)

عام ١٩٦٣ فعل ثوري كبير عبر عن ضمير الجماهير الشعبية الثائرة فقد أستطاعت أن تدك أوكار الشعوبية الصفراء والحكم الديكتاتوري الفردي الذي قاده عبد الكريم قاسم والذي شكل إنحرافاً خطيراً عن أهداف ثورة ١٤/ تموز/ ١٩٥٨ الوطنية التحررية والقومية وسرقتها ودفعها في مسارات معادية للعروبة وفق مفاهيم هجينة وغريبة كانت سبباً في إثارة الفتن بين أبناء الشعب العراقي وتأجيج وتفجر صراعات دموية مؤلمة في العراق والتي أدت الى أتساعها وأنتقال آثارها الى أقطار الامة والتي شكلت بداية التراجعات الوطنية عراقياً وقومياً .
ثورة ٨/ شباط (عروس الثورات) كما أطلق عليها الرفيق القائد المؤسس أحمد ميشيل عفلق رحمة الله عليه لم تكن حدثاً عادياً عابراً في حياة العراق والامة ،ولم تكن ترفاً فكرياًهدفه أستعراض قوة الحزب ،وأنما كان فعلاً ثورياً شعبياً حقيقياً وكانت تجسيداً وتتويجاً لعهد البطولة الذي تمثل بأندفاع قيادة الحزب وكوادره وجماهيره في دعم الثورة والتصدي لاعدائها وبعفوية نضالية قل نظيرها في الثورات المماثلة التي حصلت في أي مكان من عالمنا الكبير
شكلت ثورتي ٨/شباط في العراق وتوأمها ثورة ٨/آذار في سوريا البداية الصحيحة للمشروع القومي النهضوي الطموح الذي ناضل من أجلها حزب الامة
حزب البعث العربي الاشتراكي للامة العربية المجيدة وجماهيرها الثائرة، كما أنهما كانتا الرد العملي على مشاريع التآمر الامبريالي الرجعي المتمثّلة بجريمة الانفصال لوحدة مصر وسوريا وتداعياتها التي عاشتها الامة ،مضافاً لها حالة التردي والانحراف التي كان يعيشها العراق وأقطار الامة
العربية الاخرى ،وبضوء هذه المعطيات وما رافقها من ممارسات قمعية ضد أبناء شعبنا وقواه الحية
أتخذت قيادة حزب البعث العربي الاشتراكي قرارها
الاستراتيجي بأسقاط نظام قاسم وإنهاء ديكتاتوريته
وفرديته وشعوبيته بثورة شعبية مسلحة شهدت تلاحم مصيري عضوي بين التنظيمات المدنية والعسكرية مع جماهير شعبنا الثائرة والذي كان عاملاً مهماً في نجاح الثورة التي قامت للاسباب التالية :
١- أيقنت قيادة الحزب بأن عبد الكريم قاسم كان
ينفذ برنامجاً شعوبياً يهدف الى تمزيق الحركة
الوطنية العراقية .
٢- عزم عبد الكريم قاسم على إبعاد العراق عن
الامة العربية .
٣- إعتماده لأسلوب القمع والتسلط والاضطهاد
والاعتقالات والإعدامات الجماعية للعناصر
الوطنية والقومية .
٤- أطلاق يد الغوغاء في بعض محافظات القطر
الاساسية والمهمة مثل بغداد والموصل
وكركوك والبصرة وقيامهم بالقتل والتمثيل
بالجثث والسحل والتعليق على أعمدة الكهرباء
مما أدى سقوط عدد كبير من الشهداء من أبناء
المحافظات المذكورة والمحافظات الاخرى .
٥- تدشينه لمرحلة جديدة من العلاقات السلبية
بين الحركة الوطنية ،وتحويل الصراع من
النضال ضد الاستعمار والامبريالية ضمن
مشروع تتحد فيه كل القوى الوطنية الى أقتتال
عراقي-عراقي داخلي ،مما أنعكس على
المستوى العربي والذي أدى الى تدهور الوضع
العربي برمته ،حيث وصلت الامة العربية الى
حالة من التناحر والتمزق بين قواها الحية
الفاعلة والمؤثرة في الحياة السياسية العربية.
بعد أن أتضحت هوية الثورة وقيادتها وتوجهاتها
الوطنية والقومية ودعواتها للانفتاح على الامة العربية وما تبعها من إجراءآت لا سيما بعد قيام
ثورة ٨/ آذار / ١٩٦٣ في القطر السوري بقيادة البعث ،وأعلان مشروع الوحدة الوحدة الثلاثية بين العراق وسوريا ومصر في ١٧/ نيسان/ ١٩٦٣ الذي
سرعان ما عملت القوى المعادية للامة على أجهاضه ،إضافة الى قراراتها وأجراءآتها الاشتراكية الثورية التي أتخذتها من أجل وضع الأسس لبناء نظام أشتراكي ثوري ..تحركت القوى الاستعمارية والامبريالية والانظمة الرجعية العربية ومعهم شاه أيران آنذاك لإجهاض ووأد هذه الثورة القومية الفتية مستغلين عوامل ضعف التجربة لقيادة الثورة في إدارة الحكم وتسلل بعض العناصر الغير
مؤمنة بالثورة وأهدافها والذين حاولت الثورة أحتواؤهم أو التحالف معهم لضمان مسيرة الثورة
وتعزيز قدراتها في إدارة الدولة ، ولكن للأسف أستطاعت هذه القوى الظلامية المعادية للامة العربية من وأد هذه الثورة الفتية التي أستطاعت رغم قصر الفترة التي لم تتجاوز تسعة أشهر أن تحقق الكثير لصالح العراق والامة العربية المجيدة
لقد أستطاعت الثورة أن تؤسس لقيم نضالية ثورية مهمة في تأريخ الحزب في العراق فقد عززت روح الثبات والتصدي والصبر والمطاولة والتحدي مما أنعكس أيجابياً على بنية الحزب التنظيمية ،كما أنها وضعت الأسس الرصينة لثورة السابع عشر -الثلاثين من تموز / ١٩٦٨ التي فجرت طاقات وقدرات الشعب العراقي والحزب وتوظيفهما لخدمة الامة وشعبنا العربي على أمتداد الوطن العربي الكبير .
تحية العز والمجد والفخرلكل من خطط ونفذ وساهم في تنفيذ ثورة الشباب ..ثورة٨/شباط
الرحمة لشهداء عروس الثورات في ٨/شباط/١٩٦٣

التعليقات



جميع الحقوق محفوظة

سعد بن ابي وقاص

2018