كاظم عبد الحسين عباس
أكاديمي عربي من العراق
نحن أهل العراق لا يفاجئنا تصريح لمسؤول ايراني , بل لا نتفاجأ حتى لو أعلنت ايران فعلا ورسميا عن تأسيس أمبراطوريتها , لاننا قيادة وشعب نكتب ونتحدث ونرسم ونمثل وننشد منذ عام ١٩٧٩ بما يمكن أن يؤلف عشرات الأطالس وليس الكتب عن عدوانية ايران وعن طموحاتها الامبراطورية وعن اسباب شنها للحروب علينا ودفعها لحلفاءها الامريكان والصهاينة لتقويض تجربتنا الحضارية التقدمية التطورية التي أسسناها في العراق وأسمينا العراق ( الارض العربية المحررة) .
لم تمر ساعات قليلة على تصريحات علي ولايتي من بغداد بأن ايران لا تسمح بتحالف مقتدى الصدر ( أحد وعاضها وعبيدها ) مع جناح الحزب الشيوعي المشارك بالعملية الخيانية الاحتلالية في الانتخابات القادمة وانها ( اي ايران ) ( لن تسمح بعودة الليبراليين والشيوعيين إلى السلطة في العراق ) وهو تصريح يفصح عن سيطرة ايران على العراق وتحكمها بالانتخابات وتوجهاتها ونتائجها رغم ان الانتخابات برمتها منتج احتلالي أمريكي ايراني ,,تبعه المدعو حسين رحيم بور أزغدي عضو ما يسمى بالمجلس الاعلى للثورة الثقافية بتصريح أكثر وضوحا ومباشرة حيث قال : انه ان الاوان لايران أن تعلن امبراطوريتها الفارسية بعد ان سيطرت على العراق ولبنان وسوريا واليمن وفلسطين وافغانستان .
واذا كانت جغرافية البلاد التي تحدث عنها هذا المجرم معروفة للجميع فاننا نتساءل عن حدود فلسطين التي ضمها إلى امبراطوريته الفارسية وهل ان تل أبيب وباقي مدن فلسطين المحتلة ضمنها ؟؟ .
ونحن نختلف بجزئية صغيرة مع وزير العمل اللبناني محمد كبارة الذي رد أمس ردا صاعقا مدويا على تصريح هذا المتغطرس الفارسي واختلافنا هو ان ايران ليست واهمة ولا تتخيل ولا تعلن عن موقف سياسي يجس النبض.
بل انها جادة ومؤمنة باقبالها على اعلان الامبراطورية الكسروية الجديدة وان حسين هذا لا يعيش كوابيس ولا أضغاث أحلام بل يعبر عن واقع يؤمن به هو واسياده في دولة الولي الفقيه الكهنوتية كلهم بلا استثناء من المرشد الاعلى السفاح علي خامنئي ونزولا .
بل اننا نعرف واكدنا ونؤكد على ان خميني لم يعاد إلى ايران الا ليبدأ مشوار تأسيس هذه الامبراطورية الفارسية تماهيا مع دولة بني صهيون وتوافقا معها في الغايات والاهداف .
ان اللافت في تصريح ( الثقافي ) الأخرق المجرم هذا انه لم يقرن فارسية الامبراطورية بالإسلام ولا بالمذهب الشيعي ونحن على يقين انها ليست زلة لسان للمثقف الفارسي ولا عوز في الزمن المتاح له لاكمال صياغة جريمته ولا نقص في وعيه السياسي لانه عضو الثورة الثقافية الفارسية بل لان حقيقة مسعى نظام الكهنوت الفارسي هو تأسيس امبراطورية قومية فارسية لا دين لها سوى ( دين خميني وهو دين بدع وخرافات وانحرافات وتشويه وتخريب للإسلام ) .
ان الصمت ,كما صمت القبور ,الذي يلف أفواه سياسي العرب على هذا التصريح وسواه الكثير مما قد تم اخراجه إلى الملأ بلا حياء ولا تحفظ من مسؤولي النظام الايراني انه هو الا العلامة أو الرمز السري الذي يدفع ايران إلى المزيد من الخطوات العملية في تجاسرها وعدوانها على الارض والانسان والثروات العربية في طريق اعلان الامبراطورية الفارسية ولم يعد الاحتماء وراء الحديث ( إذا هلك كسرى فلا كسرى بعده) ينفع المسؤولين العرب والساكتين العرب والموالين لايران من العرب ففي رحم ايران الف كسرى وكسرى فخميني كان كسرى وعلي خامنئي هو كسرى بعينه ومن سيخلفه هو كسرى ايضا وحسين هذا المثقف كسرى وولايتي كسرى وقاسم سليماني كسرى. هذه رسالة تحذير جديدة عنيفة نطرق بها على صمت العرب الساكتين والمنبطحين والمرتزقة المنتفعين والخائفين .
ايران لا يهمها دين ولا مذهب بل يهمها مصالحها القومية الفارسية وما تقوم به في بلادنا هو احتلال ولا تعريف له غير الاحتلال . احتلال قومي فارسي يهدف لاقامة دولة امبراطورية فارسية ايرانية ربما على غرار ونموذجها الامبراطورية العثمانية .
ورسالتنا أيضا تذكير عل الذكرى تنفع : ان المقاومة العراقية الوطنية والقومية والاسلامية ومتصدرها حزب البعث العربي الاشتراكي وأمينه العام القائد الاعلى للجهاد والتحرير البطل عزة ابراهيم هي القوة الوحيدة القادرة على قبر المشروع الفارسي البغيض المقيت .
ولن نطلب لها عون ولا مساعدة لكي لا نبهض اشقاءنا ونحملهم فوق قدراتهم التي نعرف انها ضيقة ومحدودة بل مجرد اعتراف رسمي يجبر العالم على الاعتراف بها وشعب العراق ومعه العرب النجباء يكفون دعما ومددا وسندا وعونا بعد الله سبحانه .