سعد بن ابي وقاص سعد بن ابي وقاص

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

أ.د. كاظم عبد الحسين عباس/أكاديمي عربي من العراق (رئيس نبض العروبة المجاهدة للثقافة والاعلام ) متطلبات العمل الثوري في العراق المحتل: رؤية مقترحة


نبض العروبة المجاهدة للثقافة والاعلام
نرى ببساطة ان (الثورة) في العراق قد صار لها معاني ومضامين وأدوات وطرق مختلفة جزئيا عن الثورات التي عرفها تاريخه المجيد . الثورة الان تتطلب عملا شعبيا واسعا منظما تقوده قوى سياسية وطنية وقومية تحرك الشارع وتعمل على اشراك كل الشعب بكل فئاته بعد أن ترسم هدفا أو أهدافا يراها الشعب ومؤمن بواقعيتها وضرورتها ومستعد للتضحية من أجل الخلاص منها لإنقاذ الوطن وانقاذ نفسه وهذه الأهداف باتت الان واضحة جلية بعد مرور قرابة خمسة عشر عام على الاحتلال ومنتجاته المدمرة . ان العملية السياسية الاحتلالية قد صارت الان بلا لبس ولا غموض هي الهدف الذي لا جدال لشعبنا في ضرورة التخلص منها لتحقيق الاستقلال والحرية والكرامة ولإنقاذ البلاد من السلطة الفاشلة والفاسدة في ان معا . ان العملية السياسية هي المنتجة والولادة للإرهاب وللصوص السلطة وعتات الاجرام وهي الثقب الذي يصل بين بغداد وعواصم الاحتلال في ايران والولايات المتحدة والكيان الصهيوني وان هذه العملية لا تزول بثورة لنخبة من العسكر مسنودة بقطاع من الشعب ولا تزول بانقلاب لأنها محمية من أميركا وايران وتل أبيب ولندن والشيء والكيان الوحيد الذي يستطيع أن يغلب كل هذه الاطراف هو الشعب ان اجتمع بكل فئاته وعلى كامل ساحة العراق وهو الطرف الوحيد القادر على تعطيل منظومات الصواريخ وعلى الغاء دور الطائرات وهو الوحيد القادر على تحجيم الجيوش والدبابات والشركات الأمنية .

ان دعاة الثورة ليس أمامهم الان الا خيار واحد: هو تجييش الشعب كل الشعب وذلك بالعمل المتواصل الدؤوب الصبور وبعقلية وطنية شمولية بين صفوفه وباستخدام أدوات تثوير تنطلق مما يراه الشعب من فشل وفساد وجريمة تركتبها العملية السياسية دون توقف من يوم صارت بديلا لمجلس حكم بريمر وبذات الشخوص والاحزاب الخائنة العميلة التي باعت العراق وشعبه لايران ولامريكا ولبريطانيا وللصهيونية لكي تصل الى السلطة .

أما الذين يجزعون ويحبطون وتتشكل في صدورهم ردود أفعال غاضبة تتحول الى شتيمة وأستياء وتقييمات سلبية لشعب العراق فهم الذين ظنوا ان بوسعهم تغيير ما لا يروق لهم أو ما هو من وجهة نظرهم ضار بالوطن وبالشعب والذين ظنوا ان بوسعهم تفجير براكين الثورات التي لا تتوقف حتى لو سقط الملايين برصاص المحتل وسلطته المجرمة والذين جالت بخواطرهم أوهام ان الشعب سيتظاهر بلا توقف ويعتصم بلا انقطاع ويضرب عن العمل بلا عودة لمجرد ان الاخوة المتوهمين يظنون ان منشوراتهم على الفيس بووك أو تويتر أو المقالات التي ينشرونها على مختلف وسائل الاعلام كافية لتحقيق رؤاهم ونصائحهم وخططهم لتحرير الوطن . بكلمة أخرى ان الذين يطفح كيلهم فيشتمون الشعب هم في جلهم لا يعملون مع الشعب على الارض ولا يتعمقون في عوامل تثويره أو حتى تحريكه باتجاه ما يطرحونه من اراء ونظريات وما يروجون له من فساد واخفاقات وفشل وخيانة وعمالة .

ان دعاة الثورة والتغيير والمقاومة الذين يطلقون قناعاتهم على وسائل الاتصال الاجتماعي هم على حق ويركبون الصواب ولا شئ غير الصواب لكن تعوزهم وتنقصهم الواقعية والادوات في الأعم الأغلب . ولنأخذ الان دعواتنا الى افشال الانتخابات القادمة ونضع مجتمعنا تحت مجهر دقيق ونحاول استخراج الصورة التي تعاوننا في اصدار التقييم السليم ورسم النتائج المرجوة دون ردود أفعال انية ويغلب عليها الانفعال وضيق الافق الناتج عن قصور في شمولية الرؤية ونجد سبل تحويل هذا المطلب الحق الى ثورة شعبية شاملة.

العمل الميداني:

الاعلام بكل أنواعه يجب أن تكون لديه ركائز شعبية في الميدان والا فانه لوحده سيكون قليل التأثير والفعالية. الاعلام يجب أن لا يعبر عن رأي الأفراد فحسب بل يجب أن يكون معبرا عن رأي قوى سياسية حية فاعلة مؤثرة تتحرك على الساحة ويكون الاعلام معبرا عن خط سيرها ومؤشرا مهما من مؤشرات ثقلها بل ونزعم ان الاعلام يجب أن يكون منتجا من منتجاتها وهي التي ترسم مساراته وتحرر كلماته مع كامل متطلبات الانفتاح والتفاعل مع القناعات وخطوط العمل الشريفة والمخلصة فردية كانت أم جماعية.

ان المغردين والكتاب الذين يفتقدون لصيغة التأثير السياسي والاجتماعي والثقافي الجمعية المنتشرة في مختلف أماكن جغرافية الاهداف والغايات الموضوعة قيد العمل هم الذين عادة ما يصابون بالإحباط ويحاولون بكل الوسائل اسقاط اليأس المتشكل في صدورهم على الشعب وهو بكل تأكيد اسقاط غير موفق ولا يرتكز على أسس . نقول قولنا هذا لاننا نؤمن جدلا وتاريخيا ان الشعب لا يخطئ ولا يقصر ولا يجوز تعميم أي فعل ناقص أو قاصر عليه بصيغة التخطيء الجماعي . الشعب هو الصيغة العضوية لوجود الفرد والجماعة وهو من يغذي قوة الفرد وقوة الجماعة وهو الجهة الوحيدة التي يمكن للثوار والدعاة الاعتماد عليها بعد الله.

ان العمل الجماعي بصيغة حزب جماهيري واسع التفاعل والتأثير أو بصيغة ائتلافات حزبية وشعبية هو الطريق الامثل لنقل الافكار التي يطرقها ويطرحها المثقفون والمفكرون واقلام الاعلام الوطني وفرش الارضيات المطلوبة لانتشارها وفتح القنوات الفاعلة لانتقالها عموديا وافقيا. ان الاعلام هو اداة ثورية وعلى القوى السياسية ان تجيد استخدامه وهي تسير في طريق تفجير الثورة الشعبية التي أشرنا اليها .

التأثير الديني والمذهبي:

من نافلة القول ان نقر بان للعامل الديني والمذهبي تأثيرات فاعلة في كلتا عمليتي النطق أو السكوت عند شعبنا وليس من الحكمة بشيء ان ندين هذا التأثير دون أدلة تعادل أو تزيد على قوة نفاذه وليس من الحكمة بشيء أن نعتبره عاملا سلبيا في مجتمعنا دون أن نجد وسائل اثبات لسلبيته وبدائل للرموز الفاسدة التي حولت الدين الى تجارة رابحة دنيويا وبعيدا عن الله وعن الدين .

ونحن في الواقع نمتلك ليس فقط منطق تخطيئ هذا التأثير بل نمتلك مطارق لتفتيته لو أجدنا استخدامها وأهمها وفي أولها ان التأثير القائم الان ومنذ احتلال العراق هو ليس ( ديني ولا مذهبي ) بالمعاني والدلالات والاسس التي نعرفها وعرفتها الامة للدين وللمذاهب بل هو تأثير (سياسي صرف يستغل الدين والمذهب) وهو اداة تشظية وتفتيت للشعب وللدولة وما حدث في العراق وليبيا وسوريا وعدد اخر من اقطار امتنا لدليل قاطع على صحة ما نقول..

ويبقى الاهم:

يجب أن نتمكن نحن ومفكرينا ومثقفينا ورجالنا في الميدان واعلامنا أن نقنع كل الشعب بان الدين الذي ينتمي له ساسة ما بعد الغزو هو السياسة والمناصب والمال الحرام والقتل الاجرامي وليس الدين الذي نؤمن به كلنا والذي نزل بوحي ورسالات ورسل وانبياء من الله سبحانه. هذا التوجه ممكن الان جدا بعد أن قدمت الفئات الضالة الاف الادلة على فجورها وفسقها وسقطت أحزاب الدين السياسي كمثل حزب الدعوة الايرانية من عيون من خدع بها وظن انها حسينية أو علوية أو شيعية . ويجب أن يكون العاملون على هذه الجزئية الخطيرة منزهين من الطائفية وبعيدين عن أية نزعة مذهبية لان أي استخدام مذهبي في مواجهة المذهبية سيقتل الثورة في مهدها ويلغي دور الشعب .

هل نستطيع اقناع شعبنا ان المذاهب التي حكمت بعد عام ٢٠٠٣ والتي قاتلت في عديد أقطار امتنا هي ليست مذاهبنا التي وضع فقهها وتفسيرها ومنهجها العقلي رجال عرب مسلمون كمثل الامام جعفر الصادق عليه السلام وابو حنيفة النعمان رضوان الله عليه بل هي أحزاب سياسية تمثل مصالح اشخاص ودول وعوائل.?

هذا النجاح سيتحقق في حالة واحدة هي أن نتمكن من الغاء الطائفية في نفوسنا أولا ونعبر فوقها اجتماعيا ودينيا وسياسيا ونلغيها دفعة واحدة من قواميس استخدامنا والبعثيون عموما ومعهم الكثير من شركاء المقاومة الباسلة مؤهلين تماما لهذا الدور بل نكاد نقول انهم نواة الشعب الرافض عمليا ونظريا للمذهبية السياسية وعليه فان البعث هو نواة الثورة المتشكلة أصلا . يتحقق النجاح حين نسقط الطائفية ونسحق تأثيراتها الذاتية التي يفرضها الجهل والامية وفقر الصلة بالله واديانه والموضوعية التي تفرضها تدخلات الاجنبي ومصالح تجار السحت والفجور والاجرام.

السمو والتعالي:

أفرزت حقبة الاحتلال المجرم بكل ما نتج عنها من قوانين وأنظمة وأجراءات وجرائم مجموعة خطيرة من عوامل التشظي في مجتمعنا وكلها مشخصة ومعرفة ومحددة . على الثوار الساعين الى تثوير الشعب طبقا لفهمنا المتجدد للثورة الشعبية الشاملة واشراكه في تشكيل مكوناتها التي تجعل الشعب كله في مواجهة العملية السياسية الاحتلالية المجرمة أن يتساموا عليها وأن يبعدوها من قواميس لغتهم المجاهدة .

لا اتهامات جمعية بل التوجه الى القانون في محاسبة من أخطأ أو أجرم.

لا تخوين لطائفة ولا لمذهب فالخائن المشخص من الشعب له المحاكم .

لا تخوين عرقي ولا عشائري ولا اتهامات في مرحلة الاعداد للثورة .

الغاء التعاطي بأي مصطلح أدخله الاحتلال.

تجريم ممارسات المحاصصة.

تجريم الانتخابات باعتبارها أداة احتلالية دمرت البلاد والعباد.

الاعلان المتواصل المعبر عن قناعات مطلقة بوحدة شعب العراق ووحدة أرضه.

يقدم الثوار من أبناء الشعب أنفسهم الى شعبهم على أنهم حملة رسالة وليس طلاب سلطة وان السلطة سينتجها الشعب الثائر بانتخابات حقيقية نزيهة وممثلة لارادة العراقيين وتفضي الى تشكيل حكومة تقر الدستور الوطني وتؤثث لنظام ديمقراطي وتعددية حزبية تنبذ وتعاقب العمالة والخيانة وتفتح افاق العمل في كل ما يراه الشعب في صالح البناء والاعمار وعودة الامن والامان الاجتماعي .

لا تنابز بالقاب ولا مسميات ونتعالى على جراحنا في شهداءنا وبيوتنا المهدمة وبنانا المخربة لنثأر لكل ما حصل بإعادة الاعمار واعادة السير الحثيث في طرق التحضر والتمدن والتطور ونثأر لإجرام من أجرم ولاستهتار من أستهتر ولخيانة من خان ولعمالة من تاجر بمقدراتنا بالقانون والقانون لوحده.

هذا هوز خط الفوز والفلاح الذي نؤمن به ونراه وننصح باتباعه لتحقيق ثورة الشعب (كل الشعب) التي لا بديل لها..

لا انقلاب ولا ثورة حزب يمثل بعض الشعب..

ونحن على يقين بأن البعث وشركاه سائرون على هذا الدرب بعملهم الصبور مع الشعب من الفاو الى دهوك..

والشعب يستجيب لأنه قد أيقن ان ما حصل بعد ٢٠٠٣ كان جريمة يجب أن تتوقف.



التعليقات



جميع الحقوق محفوظة

سعد بن ابي وقاص

2018