سعد بن ابي وقاص سعد بن ابي وقاص

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

أ.د. كاظم عبد الحسين عباس/ أكاديمي عربي من العراق - بعض أهم عوامل تخريب الاحتلال لشريحة الشباب


                        بسم الله الرحمن الرحيم
اذا اتفقنا ان من بين أهداف الاحتلال الامريكي الايراني الصهيوني للعراق هو وضع العراق على حافة التقسيم لأنهائه كدولة مستقله فان علينا ان نتفق بيقين ومعرفة وادراك تامة ان الاحتلال سيسعى الى تحقيق هدفه عبر تغذية عوامل الفرقة والتشظي والانحطاط الاخلاقي وعبر اذابة أواصر التاخي والمحبة القائمة في مجتمعنا منذ الأزل.

انه سوف يقوض عوامل القوة في المجتمع وصولا الى انهاكه ليصل الى غاياته. وكان واضحا منذ الاسابيع الاولى ان الاحتلال يمسك بسيف المذهبية ليقطع به رقبة العراق والمحاصصة في السلطة هي المقصلة التي تبدأ في قمة الهرم ومنها تنزل عوامل ومقومات النزول وصولا الى كل عائلة عراقية.

لقد واجه الاحتلال مقاومة غير متوقعه وصلابة في الادراك والوعي العراقي وبدأ بناءاً على ذلك يؤسس لخطط بديلة تغذي أهدافه الاساسية المعلنة وغير المعلنة.

ان تحطيم شريحة الشباب هو الضمانة التي ترتكز عليها الخطط البعيدة المدى لتحطيم الشعوب وتدمير البلدان.

لذلك يواجه شباب العراق الان أحط وأقذر المؤامرات والخطط الدنيئة والصدمات التي تهز حياتهم هزا عنيفا ومن بينها:

البطالة :

دخل الاحتلال على العراق الذي مضى على تطبيق حصار جائر ظالم عليه قرابة أربعة عشر عام , حصار كسر عظامه وهشم امكاناته الاقتصادية التي تمتع بها أبناءه قبل الحصار, حصار أعاد الأمية الى المجتمع وأجبر ربما الملايين من العراقيين على مغادرة وطنهم بحثا عن لقمة العيش, حصار حاصر نفسية الانسان العراقي وأدخل الكراهية بأنفسهم وبنظامهم وبرجاله مع الادراك والتسليم بشرفهم واخلاصهم وعفتهم وتمكن الاعلام المعادي للعراق وشعبه من التوغل الى العقول فخرب الكثير منها . غير ان أخطر ما أنتجه الحصار هو الجوع والمرض والامية كناتج من نواتج البطالة. وقد تعاونت هذه العوامل مجتمعة لتقدم للاحتلال منافذ يدخل منها على شعبنا ويمعن في التخريب.

بدأت سلطة الاحتلال بزيادة أعداد العاطلين عن طريق الاحالة على التقاعد والاقصاء وعن طريق حل الجيش والقوى الأمنية. إجراءات عقدت المشهد الاقتصادي والمالي للبلد عن طريق تدمير ميزان القوة المنتجة من الشعب مقابل الرواتب التقاعدية والمنح التعويضية . من جهة , ومن جهة أخرى رفعت رواتب الموظفين وانفتح الانفاق بالإضافة الى رواتب ومخصصات خيالية للشلة التي تعاقدت مع الاحتلال وانفتحت منافذ ومسالك فساد هو الاعظم في تاريخ الدول أكل الاخضر واليابس واستخدمت التفجيرات الارهابية والاغتيالات التي تزعزع الامن كوسيلة للتغطية على تدمير اقتصاد العراق ونهب ثرواته وكان من بين نتائج ما حصل هو بقاء قيمة الدينار العراقي منخفضة مقابل الدولار والى يومنا هذا وانسداد منافذ التنمية وايقاف التعيينات التي أدت الى تضخم البطالة في قطاع الشباب . والبطالة التي نتحدث عنها ليس في قطاع التوظيف فقط حيث يتخرج الاف ولا يجدون فرص عمل بل ان توقف مشاريع التنمية قلص فرص العمل كما ان توقيف وتهديم وتدمير المصانع والشركات الانتاجية قد ضيع العاملين فيها كما ضيع فرص التشغيل . كما ان الاهمال المتعمد الواسع للقطاع الزراعي كان له دور مباشر في اضافة أرقام أخرى الى أعداد العاطلين من الشباب.

البطالة تفتح الجحيم وتسبب كل أنواع المصائب والكوارث.. انها طاعون يأكل الجماجم والارواح ويفتح كل المفاسد . وتجعل شبابنا حطبا للإرهاب والمليشيات وتفقدهم الحصانة الشخصية والوطنية لانهم سيصبحون عرضة للبيع والشراء.

الجنس:

مع دخول القوات الغازية والكلاب السائبة التي جلبوها معهم دخلت تكنولوجيا الفضاء التي كانت ممنوعة على العراق طبقا لقرارات الحصار . دخلت التلفزة الفضائية بما فيها القنوات الاباحية ودخل الهاتف المحمول وجميع تطبيقاته وقد تلاقفها شباب العراق كما يتلاقف الجائع وجبة الطعام. من جهة, ومن جهة ثانية دخل الفرس الى محافظاتنا الجنوبية بكثافة ودخلت معهم مكاتب المتعة وممارساتها الفاجرة ودخلت البنات الايرانيات اللواتي يحملن قدرا كبيرا من التحرر والاستعداد لإقامات علاقات سريعة شهدتها شوارع وبيوت وفنادق كربلاء والنجف وغيرها من محافظات بغداد وجنوبها. اقتران البطالة مع هذا الدخول للتكنولوجيات المعاصرة الذي أكلت سلبياته ايجابياته انشغل شبابنا انشغالات تؤثر على دراسة الدارسين وعلى سايكولوجيات العاطلين وظهرت بين الشباب مظاهر مخزية تمثل الدياثة والجنس الثالث واللوطية وضرب مجتمعنا بممارسات دونية غريبة على أخلاق العراقيين والتزاماتهم الاجتماعية السائدة.

وها نحن نرى ونسمع عن أنشطة علنية لتوسيع التعاطي بزواج المتعة لمعالجة المشاكل الجنسية التي تفشت بين شبابنا وهذا طبعا ليس حل بل افشاء للفاحشة باسم زواج المتعة.

المخدرات :

مع دخول الاحتلال والانفتاح المفاجئ على الفضائيات والفوضى التي شهدتها البلاد وانفتاح حدودها بلا رقيب ولا حارس من كل الجهات.

نشطت تجارة المخدرات وتوزيعها في العراق لاول مرة بعد أن كان الاتجار بها وحيازتها عقوبته الاعدام وبعد أن كان العراق برمته يخلو من هذه المادة الوضيعة. لقد صارت تباع المخدرات بمختلف أنواعها والتي كانت ايران هي مصدرها الاول وربما الوحيد في أرصفة الشوارع كما تباع الاشرطة الاباحية والمجلات الخلاعية . ان المخدرات كما الجنس غرضان يستهدفان تدمير شريحة الشباب بالذات أكثر من أية شريحة اجتماعية أخرى. وتصبح المخدرات مادة تهديم للشباب خاصة مع تزامن انتشارها مع ايقاف التجنيد الالزامي وتفشي البطالة والانهيارات والانكسارات المرعبة في الحياة الاقتصادية الامور التي تدفع الشباب الى الادمان والضياع وتهافت الشخصية فيصبحون فريسة المليشيات والتجنيد اللاأخلاقي وانهيار القيم المجتمعية والوطنية لديهم.

التطرف المذهبي والعرقي:

وهنا قمة الكوارث ومحنة المحن وهنا تسكب العبرات كما يقال . هنا جمع الامريكان والفرس والصهيونية كل قواهم وطاقاتهم المادية والاعلامية والعسكرية لتدمير العراق وشعبه عموما وشباب العراق بشكل خاص. فالتطرف يغييب العقول ويعمي الابصار ويصخر القلوب . التطرف بانواعه يحول الانسان الى وحش مجرم وقاتل . التطرف يلغي الهوية الوطنية ويسقط الانتماء والولاء القومي الواسع . التطرف المذهبي والعرقي يضع نهاية لوحدة الشعب ومنها ينهي وحدة الوطن . التطرف هو المفتاح الشامل لفتح بوابات الجحيم على الاديان والأقوام والاوطان . يكذب من يصف التطرف بالديني او يتوهم فالتطرف مذهبي مدمر للدين قبل أن يدمر الشعب والوطن ومدمر للقوميات كهوية انسانية لأنه يسير بها الى الانغلاق والشوفينية والشعوبية والردة والتشرذم.

التطرف وعاء تتجمع فيه كل العاهات (ادمان وجنس وانحراف اخلاقي وغيرها من عوامل تدهور وانحطاط). وقد سعت الولايات المتحدة الامريكية وباستخدام ممنهج لإيران وللصهيونية بعد غزو العراق الى نشر طاعون التطرف واستخدمت كل السبل لإنجاز مهمتها ووجدت مناطق رخوة في جسد العراق بمعاونة أيران وأعوانها. مناطق رخوة ناتجة عن الجوار السيئ والنفوذ التاريخي لدول جارة مثل ايران وتركيا ومن وقع من العرب في الافلاك المذهبية الدائرة بعكس تطور الحياة وتقدمها وعززتها عوامل فشل رافقت حياة الدولة العراقية الحديثة . فشل في نشر التعليم والوعي والثقافة بما ينور عقول الناس ضد العوامل المرضية من فايروسات وجراثيم تمتلك الدول المعادية حقن نشرها في فضاءات بلادنا .

اننا نرى ببساطة متناهية ان التطرف المذهبي والعرقي الشوفيني والبطالة ومشاكل الجنس والانحلال والادمان على المخدرات قد استخدمتها اميركا وايران والكيان الصهيوني منذ غزو العراق ولازالت تعمل على تكريسها لإخراج شريحة الشباب من دورها في رسم حياة البلاد وتطورها وضمان مستقبل طبيعي ومتطور وامن. وبات ملحا أن تتحرك القوى الوطنية والاسلامية المعتدلة والقومية لمواجهة هذا الخراب وبهذه المعالجة نضمن تحقيق عدة أهداف مرة واحدة.

التعليقات



جميع الحقوق محفوظة

سعد بن ابي وقاص

2018