نبض العروبة المجاهدة للثقافة والاعلام
عندما تتعرض شعوب ودول لإحتلال عسكري مباشر لابد ان تتولد حالة من الاستنكار وردود افعال و اهتزاز بمشاعرها ترفض الخضوع والخنوع وتعمل للمواجهة كشعوب لها وجود في الحياة تتأثر
بالاحداث الا اذا كانت فاقدة للقدرة على الفهم والاحساس وهذا نادرا ما يحدث مع تفاوت في درجة مشاعرها وحسب فهمها واستيعابها لخطورة الاحتلال وفقا لرؤية الاحزاب والحركات والشخصيات المؤثرة فيها سياسيا واجتماعيا.
منها من يؤمن و يعمل برد سريع وفعل عسكري مقاوم لردع المعتدي و تحرير البلاد و طرده ، انطلاقا من قاعدة لكل فعل رد فعل ، فاﻷحتلال العسكري لا يردع الا بعمل عسكري مقاوم و عنيد ، وهناك من تكون ردة فعله و معالجته للاحتلال سياسيا متجنبا العمل العسكري تفاديا للخسارة البشرية والمادية التي ستلحق بالشعب ومصالحه والعمل ضمن خطوات سياسية ﻹنهاء الاحتلال وصوره بطريقة بطيئة و على مدى بعيد.
و منهم يخلص الى مهادنة الاحتلال ويرضخ له كعميل ذليل مسلوب الكرامة والشخصية ينفذ ما يملي عليه الاحتلال فبئس هذا الرأي والطريقة التي تفقد الانسان كرامته وشخصيته ووطنيته و منهم من يلتجئ الى الكذب للتغطية على عمله بادعاءات وطنية زائفة من المندسين والرعاديد و الافاكين و دائما ما يلجأ الاحتلال لمثل هذه الشخصيات محاولا تشجيعها و دعمها لتلعب دورا سياسيا في الحركة الوطنية و هي لاتقل خطورة عن الاحتلال كعملاء لتفتيت وحدة قوى الشعب المناهضة له .
المشكلة هنا تكمن في تأطير الاحتلال بأفكار وحجج سياسية او غيرها قد تكون مقنعة لحد ما لأحزاب او شخصيات و بالاعتقاد انها ستشكل حالة تؤدي الى ضعف في وحدة قوى الشعب الرافض للاحتلال الا انه من الواجب وممن لديه نضوج وطني وفكر سياسي و حرصا على البلد قراءة التجارب الدولية و العالمية في محاربتها للاستعمار و اساليبها ومدى نجاحاتها و اخفاقاتها كدرس لتجربة واقعية يمكن الاستفادة منها عملا وتطبيقا، و في تاريخنا المعاصر تجارب حاضرة ما زالت في اذهاننا يمكن الاسترشاد بها فالعمل العسكري يحتاج الى عمل سياسي يعبر عن ارادة و مطالب مشروعة لكسب المعركة و من الضروري ان يكون كل مقاتل سياسي ليفهم لماذا يقاتل و ان يكون كل سياسي مقاتل لأن العمل السياسي وحده لايحقق النصر دائما .
العمل الحقيقي هو مقاتلة المحتل عسكريا وسياسيا لان معركة التحرير تستند الى فهم العدو و نقاط ضعفه و قوته والقوى المساندة له و من هنا فأن التاكيد على اهمية و خطورة هذا الأمر واجب ، فما معنى ان نقاتل بدون فكر سياسي ، معناه ان نقاتل بشكل مرتجل و الوقوع في اخطاء و مواقف تضر بالحركة الوطنية التي من احد مبادئها النقد الذاتي البناء البعيد عن الهدم والتخريب او ممارسته تحت مظلة بدوافع سيئة لا تخدم مسيرتها التحررية من المندسين عليها والأفاكين و المتساقطين و ادعياء الوطنية .
ان التحرير لايمكن تحقيقه الا عبر تعبئة الجماهير و الايمان المطلق بحتمية الانتصار و ان اتخذت المواجهة جهدا كبيرا و تضحيات جسام من المخلصين الحقيقيين المؤمنين صدقا بالمبادئ الوطنية الحقيقية وليس المصلحيين و المتسترين المزيفين . وان رفعوا شعارات او اظهروا انفسهم بالوطنية لان الزمن كفيل بكشف زيفهم وان ارتدوا ثوب المخادعة و التضليل اذ لا مكان لهؤلاء في الحركة الوطنية و إن النصر يتحقق من خلال المخلصين الحقيقيين للمبادئ وللحركة الطليعية التي ينتمون اليها وقيادتها الوطنية المؤمنة المجاهدة و عند خلق مجتمع مقاتل مؤمن برسالته التأريخية والانسانية يعطي فهما و عملا لرؤية مستندا للواقع فالارادة السياسية القادرة على استنهاض الروح الجهادية المقاتلة و طليعتها للجماهير كفيلة بمقاومة المحتل واعوانه وتحقيق النصر و كما قال شهيد الحج الاكبر صدام حسين للقلم والبندقية فوهة واحدة .