بسم الله الرحمن الرحيم
حزب البعث العربي الاشتراكي _ الجزائر
أمّة عربية واحدة ذات رسالة خالدة
وحدة- حرية- اشتراكية
منذ أربعة عشر قرنا حسمت مسألتي اللغة العربية والدين الاسلامي في الجزائر والمغرب العربي عامة، كلغة ودين موحدين ومفصحين عن الهوية الجديدة لجميع أبناء المغرب العربي، وبات النقاش في أحدهما تحت أي مبرر يطرح تساؤلات كثيرة عن جدوى إثارة هذه المسألة.
لقد إرتضى أجدادنا الامازيغ بمحض إرادتهم وقناعتهم الانتساب إلى عروبة الاسلام، وقدموا اسهامات حضارية في نشر الاسلام وتطور ونشر اللغة العربية، والاجتهاد في الفقه والتفسير، وعملت الدول في المغرب العربي بقيادة رجال امازيغ على نشر الاسلام والعربية، وكانت العربية لغة الادارة والمعاملات.
انطلاقا من هذا المنظور التاريخي فإن حزب البعث العربي الاشتراكي لكونه حزبا وحدويا يؤمن أن الأمة العربية باتساع رقعتها ومراحل تطورها التاريخي، تضم عبر أقاليمها مكونات عرقية وثقافية ودينية ومذهبية كثيرة، وان هذا التنوع كان عبر التاريخ مصدر قوة وعطاء لها، ولم يكن مصدر صراعات، إلا في حالة ضعف الدولة.
يرى حزب البعث العربي الاشتراكي ان الوحدة الوطنية تتطلب الاقرار الرسمي بدون تردد للغة العربية، لأن اللغة لدى اي امة او شعب هي مفتاح التطور والنهضة وأداة للانصهار الاجتماعي والوطني، وعنوان هويتها، ولم توجد منذ نشأة الدولة الوطنية الحديثة أن تطورت دولة بلغتين أو أكثر، ولذلك فإن تطور الجزائر مرهون بتعميم لغتها العربية الجامعة في جميع مجالات الحياة السياسية والاقتصادية والثقافية والمعاملات الدولية، وهذا الاقرار لا يلغي ولا يتناقض مع الخصوصيات الجهوية والثقافية واللغوية في الجزائر.
ومن جهة أخرى يرى البعث أنه لا ضرر من الاعتراف بالامازيغية إذا تكاملت مع العربية، ولا تحمل مشروعا معاديا للعروبة والاسلام، ولا يؤسس لتفتيت وحدة الوطن والشعب، لأن ثنائية اللغة تؤشر على ثنائية في الهوية وهو خطر على الدولة الجزائرية، وبناءا على هذا الواقع المتنوع فإن حزب البعث العربي الاشتراكي الذي يؤمن بهذا التنوع يعمل على حمايته من الاندثار والغلو والمزايدات السياسية، وأن لا يكون هذا التنوع اسفينا في خدمة المشروع الغربي الصهيوني ضد اقطار الامة العربية، ولذلك يحذر حزب البعث العربي الاشتراكي المتعصبين في الحركة الأمازيغية أن معاداتهم للهوية العربية سوف يحول الأمازيغية إلى حركة عنصرية مناقضة للقيم الوطنية والإنسانية .
قيادة القطر
الجزائر في 15/02/2018